بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خطبة الجمعة : الأمـــانـة
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : الأمـــانـة
الأمانة
الحمد لله الذي رفع شأن الأمانة وأعلاه..وقضى في قدره على خلقه ألا يعبدوا إلا إياه.. له الحمد على عز من أطاعه.. وذل من عصاه .. وله الشكر على حلو نعمه ومر بلواه ..وأشهد أن لا إله إلا الله..وعد من حفظ الأمانة بفسيح جنته و رضاه..وكره من أعرض عن أمره واتبع هواه ..وأشهد أن محمدا رسول الله..وحبيبه ورضيه ومصطفاه.. أدى الأمانة وأخلص في النصح لمولاه ..صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه,
أما بعد .... إخوة الإيمان و العقيدة
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز..بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ .. فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا .. وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا..{الأحزاب 72}.. خلق الله السماوات .. بمن فيها من ملائكة .. وما فيها من جنة و نار.. وما في الجنة من قصور و أنهار و أشجار وأطيار.. وما في النار من لهيب و دخان و زقوم...و خلق الله الأرض.. بما فيها من جبال وسهول .. و بحار وأنهار.. وبما فيها من حيوان ونبات وجماد..ثم خيرها.: أتقومين بواجب العبادة والطاعة..وتؤدين الفرائض والواجبات..ولك الحسنى إن أحسنت..وعليك العقوبة إن أسأت.. قالت يا رب.. خلقتنا للعبادة.. نطيعك ما أبقيتنا.. لا نخالف لك أمرا.. نبغي السلامة لا ثواب و لا عقاب.. فهي في عوالمها..في عبادة مطلقة..تسبح بحمد ربها.. يقول جل جلاله.. تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ.. وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ..وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..{الإسراء44}..وكلما تقدم الزمن..ازداد الإنسان معرفة بعبادة الكون ..لله رب العالمين.. فأرضنا التي نعيش عليها..تدور حول نفسها.. كما يطوف الملائكة حول البيت المعمور في السماء السابعة.. وكما يطوف المسلمون حول الكعبة المشرفة.. وكذلك دورانها حول الشمس.. فإنها تدور كما يطوف الملائكة والمسلمون..و أن القمر يدور حول الأرض.. كما يطوف الملائكة و المسلمون ,وأن الذرة وهي من أصغر مخلوقات الله..التي يبلغ قطرها جزءا من 100 مليون جزء من السنتيمتر و بداخلها نواة أقل منها ب100 ألف مرة ..يدور حول هذه النواة ما يسمى بالإلكترونات .. وإنها لتدور كما يطوف الملائكة حول البيت المعمور .. وكما يطوف المسلمون حول الكعبة المشرفة.. فالسماوات ومن فيهن..كل ما فيها يسبح..نعم..والأرض و ما حوت.. كل ما فيها يسبح ..نعم.. أعطى الله لكل شيء طريقته.. وألهمه عبادته.. رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ..{طه50}.. أعطى كل مخلوق .. الصورة التي تناسبه .. ثم هداه إلى وظيفته التي خلقه من أجلها..وهي العبادة .. والخضوع لله الواحد القهار..فكل ما في الكون يؤدي واجب العبادة على أكمل وجه.. يقول جل جلاله .. ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه .{النور41}.ثم ماذا ؟ بقيت أنت أيها الإنسان.إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ.. فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا..نعم..وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ.. إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ..جاء في تفسير الآية .. في كتاب لباب التأويل في معاني التنزيل..للخازن .. أن الله جل جلاله نادى آدم فقال.. يا آدم : إني قد عرضتُ الأمانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها ,،فهل أنت آخذها بما فيها ؟ قال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت.. . فأخذها آدم وتحمَّلها .. فأي أمانة حملها الإنسان في هذه الحياة؟ إنها أمانة الطاعة المطلقة لله.. لا تقل إن الله سيهديني..أنت مأمور بالطاعة..مجبول عليها ..فبادر.. لا تقل إن المشاغل قد ألهتني..أنت مأمور بالطاعة ..فلا تغفل..واسمع نداء الله.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ.. {محمد 33}..فكل قول أو عمل..ليس فيه طاعة لله فهو باطل.. وأعظم قول وعمل..توحيد الله..أن تؤمن قلبا وتصرح علنا..أن لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..وأن تعمل بها..أن تطيع الله في كل ما أمر.. في كل قول ..وفي كل عمل..أن تتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم..وتنهج سبيل هدايته..
فمجموع الأمانات ثلاث.. أمانة بينك و بين الله .. وأمانة بينك وبين نفسك .. وأمانة بينك وبين من حولك من خلق الله..
فالأمانة الأولى.. هي التي بينك و بين الله..أن تعبد الله كأنك تراه..فان لم تكن تراه فانه يراك..وضوؤك أمانة فان أتممته وعممت الماء على أعضائه كما علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقد أديت أمانته.. وان تعجلت فيه ولم تحقق طهارته فقد ضيعت الأمانة.. وضيعت ما بعده..فلا صلاة لمن لا طهور له..والصلاة أمانة.. فان أقبلت فيها على الله.. في قيامك و ركوعك و سجودك..وأديت أركانها من قراءة و طمانينة وتفكر وخشوع فقد أديت أمانتها..وان تعجلت فيها وغاب فكرك عنها فقد ضيعتها.. جَاءَ رَجُلٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى قَرِيباً مِنْهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ له أَعِدْ صَلاَتَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ». فَرَجَعَ فَصَلَّى كَنَحْوٍ مِمَّا صَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ « أَعِدْ صَلاَتَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِى كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ « إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا شِئْتَ فَإِذَا رَكَعْتَ فَاجْعَلْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَامْدُدْ ظَهْرَكَ وَمَكِّنْ لِرُكُوعِكَ..حتى تستقر راكعا .. فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا..حتى تستقر قائما وَإِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ لِسُجُودِكَ فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِكَ الْيُسْرَى حتى تستقر جالسا ثُمَّ اصْنَعْ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وسجدة..رواه الإمام أحمد في المسند..
الله أمرك بالزكاة.. فان أديتها كما أمرك.. فقد أديت الأمانة..وإن بخلت بها.. وأعرضت عن صرفها..فقد عصيت الله.. وهو الذي أخبرك.. فقال جل جلاله يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ.. فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ.. {التوبة 35}..
الله أمرك بالصوم..فان صمت كما أمرك..فقد أديت الأمانة..وأثابك الله في الدنيا..وادخر لك جزاء صومك ليوم القيامة.. لقوله تعالى في الحديث القدسي..كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به..أما إن لم تصم..وانتهكت حرمة الشهر العظيم.. فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه..قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ..
الله أمرك بالحج..فإن أتممت حجك كما أمرك.. فقد أديت الأمانة..وان أنقصت..أو حرمت فقد عصيت الله..
أما الأمانة الثانية ، فهي التي بينك و بين نفسك .. إن أعطيت نفسك ما يكفيها من الحلال الطيب .. وعودتها على حلاوة الطاعة .. وأحييتها بلذة الوقوف بين يدي الله .. و هديتها لحب الخير.. فقد أديت الأمانة.. وسعدت برضوان الله..أما إذا أتبعت نفسك هواها .. واستحللت لها مراتع الحرام.. ولم تكفف بصرك.. ولا يدك.. ولا لسانك ..عما حرم الله..فقد عصيت الله و رسوله .. فَأَمَّا مَنْ طَغَى .. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا .. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى .. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى .. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى . . وأما الأمانة الثالثة.. فهي التي بينك و بين خلق الله..و ما بينك و بين العباد موصول بأمان الله..فكل مهنة أمانة..و كل حرفة أمانة..وكل صنعة أمانة..و كل عمل أمانة..و حبيب هذه الأمة صلى الله عليه وسلم أوصانا بقوله..إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه..{رواه السيوطي في الجامع الكبير} فإذا أديته بإخلاص و نشاط.. وإنابة لله.. وأتقنته..فقد أديت الأمانة.. ونلت سعادة الدنيا..وحسن ثواب الآخرة.. وإن تراخيت عنه..أو أديته بتكاسل.. أو بغش واحتيال.. فان الحرام نار في هشيم الدنيا..ونار المعصية لا تبقي و لا تذر..
وحسن المعاملة أمانة..و الكلمة الطيبة أمانة.. والتعاون على البر والتقوى أمانة.. فإن عشت بين الناس على هذه الخصال..فقد أديت الأمانة..أما إذا ظلمت واعتديت..و كذبت واغتبت.. وعشت بين الناس..يخاف بطشك القريب..و يهاب غدرك البعيد.. فقد عصيت الله و رسوله.. و ربنا وخالقنا عز و جل يقول.. وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ..{ النساء 14}.. فإذا رأيتم بين الناس من يحافظ عليها ..و يؤديها على أكمل وجه.. فاعلموا أن وراء ذلك قلبا يخاف الله و يخشاه..وأما إذا ضاعت الأمانة فكما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم..فارتقب الساعة ..لأن تضييع الأمانة. . ضياع للدين..لقوله صلى الله عليه وسلم..لا دين لمن لا أمانة له..و يوم القيامة أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والأحاديث في صحيح الإمام مسلم..أنه يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا إلى أرض المحشر ..فلا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا وجثا على ركبتيه.. قال صلى الله عليه وسلم.. وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ على جَنَبَتَىِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً.. فيا حسرتا على من ضيع الأمانة في الدنيا..فهي تزله عن الصراط فيقع في جهنم.. ويا أسفا على من قطع الرحم في الحياة الدنيا..فهي تكبكبه في النار يوم القيامة.. فاحذروا من ضياع الامانة يا عباد الله.. فنحن المأمورون بأدائها..و الآمر هو الله.. حيث يقول جل جلاله.. إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.{النساء 58}.فإن حملناها بحقها..وأديناها بشروطها .. نفز في الدنيا..بسعادة الطائعين.. وطمأنينة الهانئين. ويحملنا إيماننا وعملنا الصالح .. يوم القيامة.. إلى درجات العلا في جنات النعيم..هذا ما وعد الرحمان و صدق المرسلون .. يقول جل جلاله.. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.. يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ.. تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ .. دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ.. وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ.. وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..{يونس 9-10}..
اللهم اهدنا للحق و اليقين..واجعلنا لجميع الأمانات من المؤدين.. واكتبنا من المخلصين لك الدين...الفائزين عندك بالمقام الأمين ..
أقول قولي هذا.. وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
الحمد لله الذي رفع شأن الأمانة وأعلاه..وقضى في قدره على خلقه ألا يعبدوا إلا إياه.. له الحمد على عز من أطاعه.. وذل من عصاه .. وله الشكر على حلو نعمه ومر بلواه ..وأشهد أن لا إله إلا الله..وعد من حفظ الأمانة بفسيح جنته و رضاه..وكره من أعرض عن أمره واتبع هواه ..وأشهد أن محمدا رسول الله..وحبيبه ورضيه ومصطفاه.. أدى الأمانة وأخلص في النصح لمولاه ..صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه,
أما بعد .... إخوة الإيمان و العقيدة
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز..بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ .. فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا .. وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا..{الأحزاب 72}.. خلق الله السماوات .. بمن فيها من ملائكة .. وما فيها من جنة و نار.. وما في الجنة من قصور و أنهار و أشجار وأطيار.. وما في النار من لهيب و دخان و زقوم...و خلق الله الأرض.. بما فيها من جبال وسهول .. و بحار وأنهار.. وبما فيها من حيوان ونبات وجماد..ثم خيرها.: أتقومين بواجب العبادة والطاعة..وتؤدين الفرائض والواجبات..ولك الحسنى إن أحسنت..وعليك العقوبة إن أسأت.. قالت يا رب.. خلقتنا للعبادة.. نطيعك ما أبقيتنا.. لا نخالف لك أمرا.. نبغي السلامة لا ثواب و لا عقاب.. فهي في عوالمها..في عبادة مطلقة..تسبح بحمد ربها.. يقول جل جلاله.. تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ.. وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ..وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ..{الإسراء44}..وكلما تقدم الزمن..ازداد الإنسان معرفة بعبادة الكون ..لله رب العالمين.. فأرضنا التي نعيش عليها..تدور حول نفسها.. كما يطوف الملائكة حول البيت المعمور في السماء السابعة.. وكما يطوف المسلمون حول الكعبة المشرفة.. وكذلك دورانها حول الشمس.. فإنها تدور كما يطوف الملائكة والمسلمون..و أن القمر يدور حول الأرض.. كما يطوف الملائكة و المسلمون ,وأن الذرة وهي من أصغر مخلوقات الله..التي يبلغ قطرها جزءا من 100 مليون جزء من السنتيمتر و بداخلها نواة أقل منها ب100 ألف مرة ..يدور حول هذه النواة ما يسمى بالإلكترونات .. وإنها لتدور كما يطوف الملائكة حول البيت المعمور .. وكما يطوف المسلمون حول الكعبة المشرفة.. فالسماوات ومن فيهن..كل ما فيها يسبح..نعم..والأرض و ما حوت.. كل ما فيها يسبح ..نعم.. أعطى الله لكل شيء طريقته.. وألهمه عبادته.. رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ..{طه50}.. أعطى كل مخلوق .. الصورة التي تناسبه .. ثم هداه إلى وظيفته التي خلقه من أجلها..وهي العبادة .. والخضوع لله الواحد القهار..فكل ما في الكون يؤدي واجب العبادة على أكمل وجه.. يقول جل جلاله .. ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه .{النور41}.ثم ماذا ؟ بقيت أنت أيها الإنسان.إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ.. فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا..نعم..وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ.. إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ..جاء في تفسير الآية .. في كتاب لباب التأويل في معاني التنزيل..للخازن .. أن الله جل جلاله نادى آدم فقال.. يا آدم : إني قد عرضتُ الأمانة على السموات والأرض والجبال فلم يطقنها ,،فهل أنت آخذها بما فيها ؟ قال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت.. . فأخذها آدم وتحمَّلها .. فأي أمانة حملها الإنسان في هذه الحياة؟ إنها أمانة الطاعة المطلقة لله.. لا تقل إن الله سيهديني..أنت مأمور بالطاعة..مجبول عليها ..فبادر.. لا تقل إن المشاغل قد ألهتني..أنت مأمور بالطاعة ..فلا تغفل..واسمع نداء الله.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ.. {محمد 33}..فكل قول أو عمل..ليس فيه طاعة لله فهو باطل.. وأعظم قول وعمل..توحيد الله..أن تؤمن قلبا وتصرح علنا..أن لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..وأن تعمل بها..أن تطيع الله في كل ما أمر.. في كل قول ..وفي كل عمل..أن تتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم..وتنهج سبيل هدايته..
فمجموع الأمانات ثلاث.. أمانة بينك و بين الله .. وأمانة بينك وبين نفسك .. وأمانة بينك وبين من حولك من خلق الله..
فالأمانة الأولى.. هي التي بينك و بين الله..أن تعبد الله كأنك تراه..فان لم تكن تراه فانه يراك..وضوؤك أمانة فان أتممته وعممت الماء على أعضائه كما علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقد أديت أمانته.. وان تعجلت فيه ولم تحقق طهارته فقد ضيعت الأمانة.. وضيعت ما بعده..فلا صلاة لمن لا طهور له..والصلاة أمانة.. فان أقبلت فيها على الله.. في قيامك و ركوعك و سجودك..وأديت أركانها من قراءة و طمانينة وتفكر وخشوع فقد أديت أمانتها..وان تعجلت فيها وغاب فكرك عنها فقد ضيعتها.. جَاءَ رَجُلٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى قَرِيباً مِنْهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ له أَعِدْ صَلاَتَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ». فَرَجَعَ فَصَلَّى كَنَحْوٍ مِمَّا صَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ « أَعِدْ صَلاَتَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِى كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ « إِذَا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا شِئْتَ فَإِذَا رَكَعْتَ فَاجْعَلْ رَاحَتَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَامْدُدْ ظَهْرَكَ وَمَكِّنْ لِرُكُوعِكَ..حتى تستقر راكعا .. فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى تَرْجِعَ الْعِظَامُ إِلَى مَفَاصِلِهَا..حتى تستقر قائما وَإِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ لِسُجُودِكَ فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِكَ الْيُسْرَى حتى تستقر جالسا ثُمَّ اصْنَعْ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وسجدة..رواه الإمام أحمد في المسند..
الله أمرك بالزكاة.. فان أديتها كما أمرك.. فقد أديت الأمانة..وإن بخلت بها.. وأعرضت عن صرفها..فقد عصيت الله.. وهو الذي أخبرك.. فقال جل جلاله يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ.. فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ.. {التوبة 35}..
الله أمرك بالصوم..فان صمت كما أمرك..فقد أديت الأمانة..وأثابك الله في الدنيا..وادخر لك جزاء صومك ليوم القيامة.. لقوله تعالى في الحديث القدسي..كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به..أما إن لم تصم..وانتهكت حرمة الشهر العظيم.. فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه..قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ..
الله أمرك بالحج..فإن أتممت حجك كما أمرك.. فقد أديت الأمانة..وان أنقصت..أو حرمت فقد عصيت الله..
أما الأمانة الثانية ، فهي التي بينك و بين نفسك .. إن أعطيت نفسك ما يكفيها من الحلال الطيب .. وعودتها على حلاوة الطاعة .. وأحييتها بلذة الوقوف بين يدي الله .. و هديتها لحب الخير.. فقد أديت الأمانة.. وسعدت برضوان الله..أما إذا أتبعت نفسك هواها .. واستحللت لها مراتع الحرام.. ولم تكفف بصرك.. ولا يدك.. ولا لسانك ..عما حرم الله..فقد عصيت الله و رسوله .. فَأَمَّا مَنْ طَغَى .. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا .. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى .. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى .. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى . . وأما الأمانة الثالثة.. فهي التي بينك و بين خلق الله..و ما بينك و بين العباد موصول بأمان الله..فكل مهنة أمانة..و كل حرفة أمانة..وكل صنعة أمانة..و كل عمل أمانة..و حبيب هذه الأمة صلى الله عليه وسلم أوصانا بقوله..إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه..{رواه السيوطي في الجامع الكبير} فإذا أديته بإخلاص و نشاط.. وإنابة لله.. وأتقنته..فقد أديت الأمانة.. ونلت سعادة الدنيا..وحسن ثواب الآخرة.. وإن تراخيت عنه..أو أديته بتكاسل.. أو بغش واحتيال.. فان الحرام نار في هشيم الدنيا..ونار المعصية لا تبقي و لا تذر..
وحسن المعاملة أمانة..و الكلمة الطيبة أمانة.. والتعاون على البر والتقوى أمانة.. فإن عشت بين الناس على هذه الخصال..فقد أديت الأمانة..أما إذا ظلمت واعتديت..و كذبت واغتبت.. وعشت بين الناس..يخاف بطشك القريب..و يهاب غدرك البعيد.. فقد عصيت الله و رسوله.. و ربنا وخالقنا عز و جل يقول.. وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ..{ النساء 14}.. فإذا رأيتم بين الناس من يحافظ عليها ..و يؤديها على أكمل وجه.. فاعلموا أن وراء ذلك قلبا يخاف الله و يخشاه..وأما إذا ضاعت الأمانة فكما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم..فارتقب الساعة ..لأن تضييع الأمانة. . ضياع للدين..لقوله صلى الله عليه وسلم..لا دين لمن لا أمانة له..و يوم القيامة أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والأحاديث في صحيح الإمام مسلم..أنه يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا إلى أرض المحشر ..فلا يبقى ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا وجثا على ركبتيه.. قال صلى الله عليه وسلم.. وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ على جَنَبَتَىِ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً.. فيا حسرتا على من ضيع الأمانة في الدنيا..فهي تزله عن الصراط فيقع في جهنم.. ويا أسفا على من قطع الرحم في الحياة الدنيا..فهي تكبكبه في النار يوم القيامة.. فاحذروا من ضياع الامانة يا عباد الله.. فنحن المأمورون بأدائها..و الآمر هو الله.. حيث يقول جل جلاله.. إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.{النساء 58}.فإن حملناها بحقها..وأديناها بشروطها .. نفز في الدنيا..بسعادة الطائعين.. وطمأنينة الهانئين. ويحملنا إيماننا وعملنا الصالح .. يوم القيامة.. إلى درجات العلا في جنات النعيم..هذا ما وعد الرحمان و صدق المرسلون .. يقول جل جلاله.. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.. يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ.. تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ .. دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ.. وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ.. وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ..{يونس 9-10}..
اللهم اهدنا للحق و اليقين..واجعلنا لجميع الأمانات من المؤدين.. واكتبنا من المخلصين لك الدين...الفائزين عندك بالمقام الأمين ..
أقول قولي هذا.. وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي