بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الـغـفـلــة
صفحة 1 من اصل 1
الـغـفـلــة
الحمد لله الذي أحب الذاكرين ..وكره الغافلين .. اشهد ان لا اله الا الله .. وحده لا شريك له .. فتح أبواب رحمته للمتفكرين ..وأحب من عباده المخلصين له الدين.. وأشهد أن سيدنا ..وحبيب قلوبنا محمدا عبده ورسوله.. سيد الذاكرين.. ..وإمام أهل التقوى وأهل اليقين..اللهم صل وسلم عليه في الأولين والآخرين ..وارض اللهم على آله الطاهرين .. وعلى صحابته الغر الميامين..وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد....إخوة الإيمان و العقيدة
في هذا الزمان، في زمن الدنيا وزينة الحياة، في زمن اللهث وراء المال والشهوات، الناس في غفلة، والغفلة إن نزلت بالفكر أنـْسته حقيقته .. فواجب المرء أن يتفكر، إلا أن زخرف الدنيا وبهجتها، وانشغال الإنسان في طلب المزيد من مادتها، كل ذلك أنسى الناس دورهم في هذه الحياة، وأبعدهم عن سبب وجودهم في هذه الدنيا، والله في عليائه أخبرنا بقوله وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .. يا ابن ادم .. يالا ايها الانسان .. الله جل جلاله .. هذا الذي أوجدك، وعلمك ما لم تكن تعلم، وأعطاك من كل خير قبل أن تسأل، وسخر لك الدنيا وما فيها، هذا الخالق الكريم ,أمرك بحسن عبادته ، أمرك بذكر الاخرة ..فكيف تغفل عنه؟ كيف تنسيك الأيام ما جئت من أجله لهذه الحياة؟ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ .. مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ, الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ .. فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ .. كيف تنساه .. كيف تغفل عن أخراه .. شغلتك الدنيا فنسيت الاخرة .. رب العزة تبارك و تعالى ..وهو الذي خلقنا ..وهو الذي اعلم بنا منا .. ذكر حالنا فقال جل جلاله .. يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .. وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ .. انسان هذا الزمان ..يعلم الدنيا و ما فيها .. ويغفل عن الاخرة .. و الغافل عن الاخرة .. يغيب عنه حارسه .. يتأخر عنده وازع الدين ..لا يراعي حق الغير في تعامله .. يعيش لمصلحته .. يجمع مما يلقاه أمامه .. يجتمع عنده الحلال مع الحرام .. الكل عنده مباح.. اذا كانت الفائدة في الغش .. يغش .. وان كانت في زيادة الاسعار ..زاد و لا حرج .. ولا مانع ان خاصم أو أفسد بين الناس .. ان كان له في ذلك مصلحة .. و يظل في غفلته لاهثا وراء الحياة الدنيا، مطيعا لهواه، سائرا وراء شهواته، منغمساً في نِعَم الله التي لا تعد ولا تحصى ، وينسى شكر المنعم .. يخطط المسكين لعام قادم ولأعوام ، و ينسى كل النسيان .. تلك اللحظة .. كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ .. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ .. وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ .. وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ .. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ .. من أجل ذلك نهى الله حبيبه و رسوله عن الغفلة .. فقال جل جلاله .. وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً .. وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ.. بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ .. وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ.. وعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه .. فعاشوا بها .. يعملون و يكدحون ..ولا ينسون الله .. الذاكر لله .. مطيع لله .. الذاكر لله ..لا يقرب الحرام .. الذاكر لله تملؤه خشية الله و تقواه .. الربيع بن خثيم , رحمه الله، وهو تابعي , أدرك الصحابة وعاش معهم , ولم يدرك الرسول صلى الله عليه وسلم، قال له الصحابي عبد الله بن مسعود , رضي الله عنه: يا ربيع ، والله لو رآك الرسول صلى الله عليه وسلم لأحبك .. كان الربيع دائم الذكر للآخرة .. حسن العبادة لله ..و حسن المعاملة مع الناس .. حفر له حفرة تحت سريره .. فإذا وجد في قلبه قساوة .. و في نفسه غفلة عن الاخرة .. نزل الى الحفرة .. و يتمثل أنه مات .. و ندم عن تقصيره في طاعة الله .. فيضل يبكي و ينادي رب ارجعون .. رب ارجعون .. رَبِّ ارْجِعُونِ .. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ .. ثم يجيب نفسه .. ها قد رجعتَ يا ربيع ! فكن عابدا لله، ولا تغفل .. فيُرى بعد ذلك أكثر عبادة وتقوى .. سلفنا الصالح .. لما تذكروا الاخرة .. شيدوا امه ..و بنوا حضارة .. عاشوا في رغد من العيش .. عاشوا على قمة العزة .. هابهم القريب والبعيد .. في الزمن البهي .. خرج قتيبة بن مسلم الباهلي .. متوجها شرقا..فاتحا أذربجان و أوز باكستان و طاجاكستان و أفغانستان وباكستان وهو يفتح بلاد الهند.. أقسم بالله ليطأن أرض الصين .. فذعر ملك الصين..وسارع إلى الصلح ..ثم أرسل إليه صحافا كبيرة من الذهب فيها تراب أرض الصين ..وقال له أنثره بالأرض التي أنت عليها ودس بخيلك تراب أرض الصين و لا تحنث في يمينك .. يوم سمع الخليفة العباسي المعتصم .. ان امراة مسلمة اهينت في مدينة عمورية , من بلاد الروم .. ولما اهينت نادت واسلاماه ..وامعتصماه .. اجابها في الحال .. لبيك لبيك لبيك.. فجمع اهله .. وكتب وصيته .. وتقلد سيفه .. وركب فرسه .. وقال من اراد أن يسترد كرامة المسلمين و عزتهم .. فليتبعني ..وتبعه الناس حتى بلغ جيشه تسعين ألف مقاتل .. وتوجه الى بلاد الروم .. وتساقطت المدن أمام جيشه .. قالوا له لقد كفيت فارجع .. قال لهم لا رجوع الا بعد عمورية .. ودخل عمورية وجمع كبراءها.. وسال عن المرأة المسلمة فوقفت أمامه .. قال لأهل عمورية .. من أهان هذه المرأة .. فسكتوا .. قال لهم لئن لم تفصحوا عنه لأخربن بيوتكم على رؤوسكم .. فجاؤوا بمن أهانها .. قال للمراة أهذا الذي أهانك قالت نعم .. قال لها هو عبد لك تصرفي فيه بما شئت .. قالت له أعزك الله وجازاك عن المسلمين خيرا .. واني قد أعتقته لوجه الله .. ليعلم اهل عمورية ان العزة لله جميعا ..ولسائر المسلمين .. ودخل اهل عمورية في الاسلام / لما اعتصمت الامة بخالقها .. ولم تغفل عن دينها .. واستقامت .. استقامت لها الحياة .. اللهم اهدنا بنورك اليك ..وارزقنا التفكر و التأمل و الرجوع اليك .. واقمنا بصدق العبوديه بين يديك..
أقول قولي هذا
الخطبة الثانية :
حتى لا نغفل عن يوم العودة الى الله .. أمرنا الله ان نخاف ذلك اليوم .. فقال جل جلاله وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ .. ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ .. فواجبنا أن نكون من الذاكرين .. ألا نغفل في حياتنا عن لقاء الله .. الاستقامة في هذه الحياة، هي بهجة الإنسان عند الموت ، العمل الصالح في هذه الدنيا , هو النور الذي يمحو ظلمة القبر، حسن التعامل مع الناس هو البشارة التي تغمر الميت في قبره .. أول ليلة في القبر، يا عباد الله، ليلة بكى منها العلماءُ؛ وشكا منها الحكماءُ؛ وشمّر لها الصالحون الأتقياء! فماذا أعددنا لتك الليلة؟ .. هل ذكرناها وأعددنا طاعة لله .. تنجينا من أهوالها .... هل أزحنا عنا غفلة الغافلين .. هل أطعنا الله فيما أمر؟ هل انتهينا عما نهى؟ هل عبدناه حق عبادته؟ هل تصالحنا مع خلقه؟ هل تذكرنا الاخرة .. فاتقوا الله عباد الله، واعملوا ليوم تشخص فيه القلوب والأبصار، اعملوا طاعة لله، من أجل سعادة الدنيا والآخرة .. اللهم اجعلنا ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعلنا في الدنيا من المبشرين، واجعلنا في الآخرة من الفائزين .. اللهم أحينا طائعين، وأيقظنا من غفلة الغافلين، واهدنا للعمل بشرائع هذا الدين، واكتبنا عندك من الصالحين، واحشرنا في زمرة المتقين .. اللهم تولى أمرنا.. واجمع على الخير شملنا.. وألهمنا رشدنا، وقنا شرور أنفسنا .. اللهم اشف مرضانا .. و عاف مبتلانا .. و ارحم موتانا .. برحمتك يا أرحم الراحمين.. يا خالق الخلق أجمعين..يا غافر الذنب عن المذنبين ..يا مجيب السائلين .. نسألك اللهم عزة و رفعة للإسلام و المسلمين.. و ذلا و خذلانا لكل من يعادي هذا الدين..واحرس بعـطفـك بلادنا وسائر بلاد المسلمين
..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
عباد الله..
ان الله يأمر بالعدل والاحسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي