بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
عـزيـــر
صفحة 1 من اصل 1
عـزيـــر
الحمد لله, الذي خلق الخلائق فأبدع ما صنع ..و شرع الشرائع فأحكم ما شرع .. أشهد أن لا اله الا الله .. وحده لا شريك له .. نزّل القران على عبده , هدى و رحمة للعالمين .. وقصّ عليه القصص , موعظة و عبرة للمؤمنين .. وأشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا..و أسوتنا وقدوتنا محمدا عبده و رسوله.. خاتم الأنبياء و المرسلين..و الرحمة المهداة للخلق أجمعين.. اللهم صل عليه في الاولين و الاخرين .. وارض اللهم على آله الأكرمين الأطهرين.. و على صحابته السادة الغر الميامين ..و على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد.. إخوة الايمان و العقيدة..
القصص في القرآن عبرة .. و القصص في القرآن حكمة .. و القصص في القرآن .. ذكرى للذاكرين ..و موعظة للمتفكرين .. خلق الله الانسان .. و ميز الانسان بالعقل .. وجعل لعقله حدا .. في الادراك و التدبير .. فاستعمل الانسان عقله فيما خلق له .. وهو يعمل جاهدا على ادراك ما بعد حدود عقله ..
يقول الله تبارك و تعالى .. وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ .. وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا .. يريد الانسان أن يفهم .. ولو كان فوق مداركه .. يريد ان يعرف .. كيف سيحي بعد الموت .. كيف سيعيد الله الحياة, لمن ماتوا منذ الاف السنين..كيف يكون الخروج من القبور ..و ضرب الله له الامثال في القرآن .. ليجيبه عن أسئلته .. يقول الله تبارك و تعالى وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا .. أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا .. و يقول ايضا وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ .. و في القصص القرآني .. يلاقينا .. نبي الله عزير .. كأني به على حمار له .. وهو خارج من قريته .. يقصد بستانا له في البادية .. وصل عزير الى بستانه .. فجعل يسقي الاشجار .. و يعتني بثمارها .. و عند الظهر قفل راجعا الى بيته .. ركب حماره .. و حمل معه قفة .. وضع فيها عناقيدا من العنب وحبات من التين .. و كان معه رغيفا من خبز .. وصل عزير الى قرية قديمة مهجورة .. فجلس في ظل جدار يتناول غداءه .. كانت له صحفة .. ثرّد فيها الخبز .. وأخذ يعصر عليه من ماء العنب .. ليتناوله بعد ذلك مع التين .. وهو يأكل غداءه ..تأمل فيما حوله .. فرآى بيوتا خاوية .. خربة .. لا سقف ولا ابواب .. و كذلك خلف البيوت .. شاهد قبورا مغمورة بالتراب و بقايا عظام متناثرة .. فجعل يفكر .. و يتساءل .. كيف سيحيي الله هذه القرية .. بعد اندثارها و خرابها ..و كيف سيبعث ناسها و قد صاروا رفاتا .. يقول الله تبارك و تعالى .. أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ.. وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا.. قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا.. تعجب العزير .. لم يكن شاكا في عظمة قدرة الله .. انما كان عجبه لشدة خراب القرية و تحول عظام أهلها الى تراب .. يقول الله جل جلاله .. فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ .. حجبه الله عن خلقه .. عن الناس و عن السباع و غيرها.. و حجب حماره و طعامه .. قيل انه اماته الله عند الظهر و احياه بعد مائة عام .. بعد العصر قبل الغروب .. نفخ الملك فيه الروح ، استوى عزير جالسا ، وفتح عينيه .. فسأله الملك .. قَالَ كَمْ لَبِثْتَ .. قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا ، ثم نظر حوله فوجد الشمس لم تغرب ، فقال أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ..فماذا قال له الملك .. قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ .. وتعجب العزير .. مات في الاربعين من عمره ..وعاد للحياة بعد مائة عام ..في عمر الاربعين .. قال له الملك .. فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ .. التفت العزير الى قفته فوجد فيها بقية التين و بقية العنب .. كانما قطفها من لحظات .. و راى الثريد في الصحفه .. وهو مبتل بماء العنب .. كانه رفع عنه يده اللحظة .. وهو في قمة تعجبه .. قال له المالك وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا .. قيل ان اللَّهَ ارسل رِيحًا فَجَمَعَتْ عِظَامَ حِمَارِهِ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ تِلْكَ الْبقعة، ثُمَّ رَكَّبَ كُلَّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ حَتَّى صَارَ حِمَارًا قَائِمًا مِنْ عِظَامٍ فَقَطْ .. والعزير يَرىَ حِمَارَهُ هيكَلاً عَظْمِيًّا .. فهاله المشهد .. وخاف خوفا شديدا .. فَبَعْدَ أنْ رُكِّبَتِ العِظَامُ: إذا بِالَّلحْمِ يَكْسُو العِظَامَ وَالعزير َ يَرَى! وَالأعصاب والعُرُوق تُنشأ و تتمدد وَهُو يَرَى، وَإذا بِالجِلْدِ يَنْتَشِرُ.. وَهُو يَرَى! وَإذا بِالرُّوحِ تُنفَخُ فِي حِمَارِه وَهُو يَرَى! فلما شاهد كل ذلك .. خر ساجدا لله .. يقول الله تبارك و تعالى .. أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.. و عاد عزير الى قريته .. فوجد المباني قد انتشرت ..و الطرقات تغيرت و توسعت .. فاخذ يتلمس طريقه الى بيته .. حتى وصل اليه .. دخل بيته .. فوجد عجوزا عمياء مقعدة .. كانت خادة عنده .. تركها وهي بنت عشرين ..و عاد اليها وهي في المائة و العشرين من عمرها .. قال لها .. أهذا منزل عزير .. قالت نعم .. لقد ذهب عزير منذ عشرات السنين .. ولم يعد يذكره احد .. قال لها أَنَا عُزَيْرٌ أَمَاتَنِى اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ وَهَا قَدْ بَعَثَنِى .. فتعجبت العجوز .. ثُمَّ قَالَتْ .. إِنَّ عُزَيْرًا كَانَ رَجُلًا صَالِحًا .. مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ ..لا يَدْعُو لِمَرِيضٍ أَوْ صَاحِبِ بَلاءٍ إِلَّا تَعَافَى بِإِذْنِ اللَّهِ .. فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِىَ جَسَدِى وَيَرُدَّ بَصَرِى.. فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا هِىَ ذَاتُ بَصَرٍ حَادٍّ وَوَجْهٍ مُشْرِقٍ قَدْ قَامَتْ وَاقِفَةً عَلَى رِجْلَيْهَا كَأَنَّهُ مَا أَصَابَهَا ضُرٌّ .. عندها قَالت أَشْهَدُ أَنَّكَ عُزَيْرٌ..
ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ إِلَى عشريته وَبَيْنَهُمْ أَوْلادُهُ وَأَحْفَادُهُ وُرُءُوسُهُمْ وَلِحَاهُمْ قدابْيَضت.. منهم من جاوز المائة و منهم دون ذلك .. ففرحوا به .. وجدد لهم التوراة .. و مكث فيهم يدعوهم الى الاستقامة و التوحيد .. الا ان اليهود .. سرعان من نكسوا على رؤوسهم .. و اشركوا بالله .. يقول الله جل وعلا .. وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ .. وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ .. ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ.. يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ .. قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .. اللهم احينا موحدين .. و لرسولك من التابعين ..و لك من الطائعين .. و في جناتك من المنعمين ..
أقول قولي هذا
الخطبة الثانية :
سال العزير نفسه متعجبا .. كيف سيحيي الله الانفس بعد موتها ..و اجابه الله اجابة ضافية واضحة مقنعة .. وها هو جدنا ابراهيم عليه السلام.. يتامل و يتعجب و يسال.. كان يمشي في البرّيّه .. فرآى دابة ميتة, تتقاسمها السباع ..و الطيور الجارحة .. كل قد أخذ منها نصيبا .. فسال نفسه.. كيف ستجتمع هذه الاجزاء .. التي صارت في بطون مختلفة .. كيف ستلقى خالقها .. و كيف سيبعثها الله و يحييها ..وقف متاملا متفكرا .. فمن سيسال .. وهو خليل الله ..و نبيه و مجتباه .. ساأل الله .. يقول الله جل جلاله ..وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى .. أجابه المولى عز و جل .. قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ .. قَالَ بَلَى .. قال نعم انا مؤمن ..بعظمتك و قدرتك .. وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي .. لأزداد يقينا بالمشاهدة بعد الايمان بالقلب .. قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ .. أي خذ اربعة طيور .. فاذبحهن.. و قطعهن.. الراس وحده و الجناح وحده و الصدر وحده و هكذا .. يقول الله تعالى .. ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزءًا.. فعل ابراهيم كما أمره الله .. وبعد قليل ..فرأى كل جزء يلتحق بمكانه .. حتى الريش .. كل ريشة تطير في الهواء لتلتصق بطيرها ..و قطرات الدم تتحرك لتصل الى العرق الذي خرجت منه .. حتى تكامل كل طائر كما كان اول مرة .. ثُمَّ أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِأنْ يَدْعُوَهُنَّ ، فَدَعَاهُنَّ .. يقول الله جل جلاله .. ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا .. جاءه كل طائر يسعى حيا, يطير بجناحيه .. ثُمَّ قَالَ اللهُ تَعَالَى لإِبْرَاهِيمَ : وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ..و اعْلَمْ يَا إبراهيمُ أنَّ اللهَ عَزِيزٌ.. قوي ، لا يَمْتَنِعُ عَلَيهِ شَيءٌ ، وَأنَّ اللهَ حَكِيمْ .. فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ.. وَ في شَرْعِهِ وَقَدَرِهِ ..
و في زماننا .. هل يمكننا ان نطرح السؤال .. ربنا ارنا كيف تحيي الموتى ... و الجواب لا .. لأن السؤال سئل .. و حصلت الاجابة التامة .. و تبيّن التوضيح الكامل .. في آيات بينات كثيرة من كتاب الله .. نفعني الله وإياكم بأسرار كتابه، ووفقنا للعمل بما فيه والتأدب بآدابه، وأجارني وإياكم من خزيه وأليم عقابه، وحشرنا في زمرة نبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه .. اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك ..اللهم اغننا بحلالك عن حرامك.. وبطاعتك عن معصيتك..و بفضلك عمن سواك.. اللهم حسن أخلاقنا.. و عمم وفاقنا .. و ثبت ميثاقنا .. ويسر ارزاقنا .. واهدنا لاتباع شرعك المتين.. برحمتك يا ارحم الراحمين..يا خالق الخلق أجمعين.. يا انيس الصالحين .. يا جليس الذاكرين.. يا مجيب دعوة السائلين ..نسالك اللهم بعزتك عزة للإسلام و المسلمين..و ذلا وخذلانا لكل من يعادي هذا الدين.. و طمأنينة و رخاء لبلادنا و سائر بلاد المسلمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين \
عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي