بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الـتـوكــل
صفحة 1 من اصل 1
الـتـوكــل
الحمد لله , الذي من توكل عليه بصدق نية كفاه .. ومن توسل اليه بخالص الدعاء لباه .. أشهد ان لا الاه الا الله .. ليس لنا من خالق سواه .. سبحانه بكماله وجلاله في علاه .. وأشهد ان سيدنا و حبيبنا محمدا رسول الله .. و صفيـّه و حبيبه و مجتباهْ.. و رضيه من خلقه و نبيه و مصطفاهْ.. اللهم صل عليه وعلى آله وصحابته.. صلاة تزيد في رفعته..و ترفع في درجته..و تبارك في منزلته.. و تجعلنا من رواد حوضه و أهل شفاعته..
أما بعد إخوة الايمان والعقيدة
أوصيكم و نفسي بتقوى الله .. فان من اتقاه وقاه .. ومن سار على دربه نجّاه .. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ .. وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ .. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ .. أيها المؤمنون .. نبي الله سليمان , عليه السلام , تامل يوما حياة النمل .. فرأى من عملها و كدها .. وحرصها على ادخار غذائها .. ما اعجبه .. فأحضر نملة .. قال لها كم يكفيك من الطعام في العام .. فقالت كذا و كذا من حبات القمح .. فاخذها سيدنا سليمان ..ووضعها في علبة , و وضع لها ما طلبت من حبات القمح ..و أغلق عليها .. وبعد عام .. فتح سليمان العلبة .. فوجد ان النملة لم تاكل الا نصف حبات القمح .. فقال لها .. أيتها النملة .. أما قلت أنه يكفيك من القمح كذا و كذا .. فلماذا لم تأكلي الا النصف .. قالت يا نبي الله .. حين كنت حرة طليقة.. كان توكي على الله ..وكنت اعلم ان رزقي عليه .. و الله لا ينساني .. ولما صار رزقي عليك انت .. خشيت ان تنساني .. نمله .. تعلم الانسان عقيدة التوكل على الله .. عقيدة الاعتماد الكامل على الله.. فما معنى التوكل على الله .. معنى التوكل .. هو صدقُ اعتمادِ القلب على الله عز وجل .. وتفويضُ الأمور كلها إليه ، والإيمان الجازم .. بأن الله هو المعطي .. ولا معطي سواه ..و انه المانع ولا مانع سواه.. وأنه الضار ولا ضار سواه ..و انه النافع , ولا نافع سواه .. و معنى ذلك كله .. أن المؤمن اذا هم باي أمر .. أن يتوجه اولا الى الله .. فيجعل امره بيد الله .. معتقدا و مؤمنا أن المتحكم و المتصرف فيه.. و في حياته كلها هو الله .. فاذا تحرك يشعر بأنه ما تحرك الا بإذن الله .. و اذا عمل أدرك أنه ما كان يعمل الا بالله.. واذا طلب شيئا من غيره .. عليه أن يتوجه الى الله أولا .. مع يقينه ان الله هو الذي يسخر الغير لتحقيق طلبه .. و اذا مرض .. سأل من الله الشفاء ..متأكدا ان الشفاء ينزل من الله ..و ان الطبيب هو الذي علمه الله .. وسخره ليعطي الدواء .. و كذلك منامه و يقضته .. و سيره و جلسته .. كلها بيد الله .. فالواجب المتأكد أيها المؤمنون .. أن نتوكل على الله في أمورنا كلها.. لأننا نعيش في زمن .. شاهد على ضعف الايمان في القلوب .. وازدياد الحرص على الدنيا .. وانشغال الناس بالتمسك بزينة الحياة .. و التكاثر في الاموال و الاولاد .. دون اظهار العبودية لله .. ودون التوكل على الله .. فغابت البركة و غابت راحة البال .. و طمأنينة الحياة ..نتحدث عن التوكل .. في عالم تعلقت فيه المخلوقات بغير الخالق .. فالذي يطلب شيئا .. أول من يخطر بباله فلان .. فيذهب اليه .. و ينسى الله .. و المريض اول ما يفكر فيه هو الطبيب و الدواء ..و ينسى الله .. فالتوكل شرط الايمان ..يقول الله تبارك و تعالى .. إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ .. فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ .. و يقول أيضا وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا .. إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .. فاذا سالت يا بن آدم ..فاسأل الله .. واذا توكلت فتوكل على الله .. واذا استعنت فاستعن بالله .. من اعتمد عليه نجاه .. و من توكل عليه كفاه .. لما تخلت الامة عن التوكل على خالقها ..ضعفت لضعف ايمانها .. و وهنت و هانت .. تداعت عليها الامم.. طمع في خيراتها الطامعون .. تآمروا عليها سرا .. فلما علموا أنها تخلت عن دينها و ديّانها .. جاؤوها جهارا .. اعمل كذا .. لا تفعل كذا .. غيّر المناهج .. اتبع رأينا و نصحنا.. لما ضعفت العقيدة في النفوس .. واخترق حب الدنيا حصن التوكل على الله .. تعلقت القلوب بغير الله .. في الزمن البهي .. زمن الحبيب النبي .. صلى الله عليه وسلم .. تاسست عقيدة الاسلام على التوكل .. فكان القران ينزل .. والامر بالتوكل يطبق .. وكان المامور الاول .. هو محمد صلى الله عليه وسلم .. يا محمد .. فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ .. يا محمد .. فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .. يا محمد .. وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ .. وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ , وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا .. و توكل الحبيب صلى الله عليه و سلم على الله ..و عاش التوكل في أبهى معانيه .. توكل على الله يوم أن جاء الاعرابي .. الى نادي قريش .. وفيه سادتها و رؤساء قبائلها .. قال لهم ان عمرو بن هشام , أبو جهل , قد ماطلني في ديني .. اشترى مني بضاعه ..و لم يسلمني مالي .. فمن يأخذ منكم بحقي منه .. والتفت المشركون .. فرأوا حبيب هذه الامة .. عند الكعبة يصلي ..فاشاروا اليه بسخرية ..و باستهزاء .. قالوا للأعرابي .. ان كان في قريش أحد يرد لك دينك ..فاقصد ذلك الذي عند الكعبة .. و الاعرابي لا يعرف الرسول .. صلى الله عليه وسلم .. فاتاه .. قال له ان عمرو بن هشام .. ماطلني في مالي .. فخذ لي بحقي منه .. وقام سيد المتوكلين .. صاحب التعلق بالله ..و الواثق بدعم الله .. قام مع ذلك الرجل .. وطرق باب ابي جهل .. وكان ابو جهل حديد اللسان .. شديد القلب .. وقف الحبيب صلى الله عليه و سلم .. أمام صاحب القسوة .. قال ابوجهل ماذا تريد يا محمد .. قال اعط الرجل حقه ..و سلمه ماله .. و دخل ابو جهل بيته دون تردد .. و جاء بالمال .. وسلمه للأعرابي .. و مر الاعرابي بعد ذلك بنادي قريش.. قالوا له ماذا فعلت .. قال ذهب معي ذلك الرجل الطيب .. واستعاد لي مالي .. و بهت الذي كفر .. ذهبوا الى ابي جهل .. قالوا له ماذا دهاك .. ما الذي حدث لك .. كيف استسلمت .. قال لهم لما فتحت الباب ..رايت كأن أسدا في صورة محمد .. لو تاخرت لحظة لأرداني .. هكذا يكون المتوكل .. وهكذا يكون التوكل .. وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .. يؤيده .. يحميه .. و يوفقه .. اللهم أهدنا بنورك إليك ، وأقمنا بصدق العبودية بين يديك ، وارزقنا الاعتماد و التوكل عليك .. واجعلنا من أهلك و خاصتك المقربين .
أقول قولي هذا
الخطبة الثانية
جاء الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم .. أن يتوكل في كل أمر .. قال الله تبارك و تعالى .. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .. وحث الرسول صلى الله عليه وسلم ..أصحابه و أمته .. على التوكل على الله .. فقال صلى الله عليه وسلم .. لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ ..حَقَّ تَوَكُّلِهِ .. بكل يقين .. بكل وثوق .. بكل صدق .. لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ.. تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا.. تخرج الطيور من اعشاشها صباحا فارغة البطون .. و تعود مساء ممتلئة البطون بفضل ربها .. بتوكلها على الله وحده .. وكم من نداء في القران .. سمع له الصحابة .. أتاهم الامر بالطاعة .. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ .. فسمعوا و أطاعوا .. وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .. و توكلوا على الله فاستقاموا .. واستقامت لهم الدنيا .. قالوا بإيمان صادق و يقين .. رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .. فانتقلت القبائل المتناحرة ..وخلال ثلاثين عاما .. الى امة .. هابها البعيد قبل القريب .. يوم ان توكلوا على الله .. حق توكله ..واعتمدوا على الله .. حق الاعتماد .. دانت لهم الارض .. بمن عليها .. أطاعهم النبات و الحيوان .. و سمعت لقولهم الانهار والخلجان .. لأنهم يتوكلون على الله .. و يتكلمون باسم الله .. ويأمرون اذا امروا باسم الله ..فرسان بالنهار .. يعملون و يكدحون .. و عباد بالليل يبيتون لربهم سجدا و قياما .. في زمن الفاروق عمر بن الخطاب .. رضي الله تعالى عنه .. كتب الصحابي عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه..و كان واليا على مصر .. كتب لأمير المؤمنين عمر .. أن نهر النيل يفيض على الناس بزيادة .. كتب اليه يشكو فيضان النيل .. فيهدم البيوت ..و يتلف المحاصيل .. فكتب عمر بن الخطاب رسالة .. رسالة المتوكل على الله .. رسالة المتيقن ان الله يؤيده .. و يسمعه و يراه .. اسمعوا يا احباب رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. الى نص الرسالة .. من عمر بن الخطاب .. الى من ؟ .. الى نهر النيل .. يكلم الماء .. من عمر بن الخطاب الى نهر النيل .. أما بعد .. فان كنت تجري بأمرك فاجري كما شئت .. وان كنت تجري بأمر الله فلا تزد .. ثم أمر عمرو بن العاص والي مصر ..أن يلقي الرسالة في النهر .. فما فاض نهر النيل زائدا عن اللزوم من يومها الى يومنا هذا .. توكلوا على الله .. فسخر الله لهم كل شي.. أحمد بن طولون .. حكم مصر بشيء من الشدة .. فشكاه أهل مصر .. للعارف بالله شيخ الاسلام أحمد بن بنان .. رضي الله تعالى عنه .. قالوا له يا شيخنا نشكوك ظلم ملكنا .. فذهب اليه .. قال له اتق الله فيما رعاك الله .. فغضب ابن طولون .. وقال لحجابه اسجنوا الشيخ ..ليكون عبره .. وجوعوا له الاسد .. ليكون رهبة لمن بعده .. وجوعوا الاسد ثلاثة ايام .. ثم جاؤوا بالشيخ .. و فتحوا عليه باب الاسد .. فخرج الاسد مزمجرا متحفزا .. وهرب الحراس حتى لا ينظروا لما سيحدث .. و بعد ساعة من الزمن .. اطلوا من بعيد .. فرأوا عجبا .. ذهبوا الى ملكهم أحمد بن طولون .. يا سيدنا لقد راينا عجبا .. ماذا رايتم .. قالوا له راينا الشيخ ساجدا ..و الاسد بجانبه يحرسه .. متوكل على المولى جل جلاله.. مطمئن بمعية الله .. نادى الملك الشيخ .. قال له أيها الشيخ ماذا كنت تشعر عند خروج الاسد في أشد غضبه .. قال له كنت أردد قول الله تبارك و تعالى وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا .. تاريخنا ايها المؤمنون .. يشهد على ثمرات الطاعة .. ويشهد على منتجات التوكل على الله .. فالنتوكل على الله .. فان الله يحب المتوكلين .. اللهـم اجمعنا على طاعتك .. واهدنا لحمدك و شكرك و حسن عبادتك .. اللهم تولى أمرنا.. واجمع على الخير شملنا.. وألهمنا رشدنا، وقنا شرور أنفسنا .. اللهم ردنا اليك و انت راض عنا ..واغفر لنا يا ربنا و ارحمنا..وعافنا بفضلك واعف عنا.. اللهم واغفر للآباء و الأمهات..الأحياء منهم و الأموات.. بفضلك و رحمتك يا رفيع الدرجات .. يا عظيم البركات .. يا بــديع الكائنات.. يا فاطر الأرض والسماوات .. يا مجــيب الدعوات نسألك الله بعزتك أن تعز الإسلام وتنصر المسلمين..و أن تردنا رد جميلا إلى هذا الدين.وأن تجمع شملنا على الحق واليقين وأن تجعل بلدنا آمنا وسائر بلاد المسلمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..عباد الله ..ان الله يأمربالعدل و الاحسان
أما بعد إخوة الايمان والعقيدة
أوصيكم و نفسي بتقوى الله .. فان من اتقاه وقاه .. ومن سار على دربه نجّاه .. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ .. وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ .. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ .. أيها المؤمنون .. نبي الله سليمان , عليه السلام , تامل يوما حياة النمل .. فرأى من عملها و كدها .. وحرصها على ادخار غذائها .. ما اعجبه .. فأحضر نملة .. قال لها كم يكفيك من الطعام في العام .. فقالت كذا و كذا من حبات القمح .. فاخذها سيدنا سليمان ..ووضعها في علبة , و وضع لها ما طلبت من حبات القمح ..و أغلق عليها .. وبعد عام .. فتح سليمان العلبة .. فوجد ان النملة لم تاكل الا نصف حبات القمح .. فقال لها .. أيتها النملة .. أما قلت أنه يكفيك من القمح كذا و كذا .. فلماذا لم تأكلي الا النصف .. قالت يا نبي الله .. حين كنت حرة طليقة.. كان توكي على الله ..وكنت اعلم ان رزقي عليه .. و الله لا ينساني .. ولما صار رزقي عليك انت .. خشيت ان تنساني .. نمله .. تعلم الانسان عقيدة التوكل على الله .. عقيدة الاعتماد الكامل على الله.. فما معنى التوكل على الله .. معنى التوكل .. هو صدقُ اعتمادِ القلب على الله عز وجل .. وتفويضُ الأمور كلها إليه ، والإيمان الجازم .. بأن الله هو المعطي .. ولا معطي سواه ..و انه المانع ولا مانع سواه.. وأنه الضار ولا ضار سواه ..و انه النافع , ولا نافع سواه .. و معنى ذلك كله .. أن المؤمن اذا هم باي أمر .. أن يتوجه اولا الى الله .. فيجعل امره بيد الله .. معتقدا و مؤمنا أن المتحكم و المتصرف فيه.. و في حياته كلها هو الله .. فاذا تحرك يشعر بأنه ما تحرك الا بإذن الله .. و اذا عمل أدرك أنه ما كان يعمل الا بالله.. واذا طلب شيئا من غيره .. عليه أن يتوجه الى الله أولا .. مع يقينه ان الله هو الذي يسخر الغير لتحقيق طلبه .. و اذا مرض .. سأل من الله الشفاء ..متأكدا ان الشفاء ينزل من الله ..و ان الطبيب هو الذي علمه الله .. وسخره ليعطي الدواء .. و كذلك منامه و يقضته .. و سيره و جلسته .. كلها بيد الله .. فالواجب المتأكد أيها المؤمنون .. أن نتوكل على الله في أمورنا كلها.. لأننا نعيش في زمن .. شاهد على ضعف الايمان في القلوب .. وازدياد الحرص على الدنيا .. وانشغال الناس بالتمسك بزينة الحياة .. و التكاثر في الاموال و الاولاد .. دون اظهار العبودية لله .. ودون التوكل على الله .. فغابت البركة و غابت راحة البال .. و طمأنينة الحياة ..نتحدث عن التوكل .. في عالم تعلقت فيه المخلوقات بغير الخالق .. فالذي يطلب شيئا .. أول من يخطر بباله فلان .. فيذهب اليه .. و ينسى الله .. و المريض اول ما يفكر فيه هو الطبيب و الدواء ..و ينسى الله .. فالتوكل شرط الايمان ..يقول الله تبارك و تعالى .. إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ .. فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ .. و يقول أيضا وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا .. إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .. فاذا سالت يا بن آدم ..فاسأل الله .. واذا توكلت فتوكل على الله .. واذا استعنت فاستعن بالله .. من اعتمد عليه نجاه .. و من توكل عليه كفاه .. لما تخلت الامة عن التوكل على خالقها ..ضعفت لضعف ايمانها .. و وهنت و هانت .. تداعت عليها الامم.. طمع في خيراتها الطامعون .. تآمروا عليها سرا .. فلما علموا أنها تخلت عن دينها و ديّانها .. جاؤوها جهارا .. اعمل كذا .. لا تفعل كذا .. غيّر المناهج .. اتبع رأينا و نصحنا.. لما ضعفت العقيدة في النفوس .. واخترق حب الدنيا حصن التوكل على الله .. تعلقت القلوب بغير الله .. في الزمن البهي .. زمن الحبيب النبي .. صلى الله عليه وسلم .. تاسست عقيدة الاسلام على التوكل .. فكان القران ينزل .. والامر بالتوكل يطبق .. وكان المامور الاول .. هو محمد صلى الله عليه وسلم .. يا محمد .. فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ .. يا محمد .. فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .. يا محمد .. وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ .. وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ , وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا .. و توكل الحبيب صلى الله عليه و سلم على الله ..و عاش التوكل في أبهى معانيه .. توكل على الله يوم أن جاء الاعرابي .. الى نادي قريش .. وفيه سادتها و رؤساء قبائلها .. قال لهم ان عمرو بن هشام , أبو جهل , قد ماطلني في ديني .. اشترى مني بضاعه ..و لم يسلمني مالي .. فمن يأخذ منكم بحقي منه .. والتفت المشركون .. فرأوا حبيب هذه الامة .. عند الكعبة يصلي ..فاشاروا اليه بسخرية ..و باستهزاء .. قالوا للأعرابي .. ان كان في قريش أحد يرد لك دينك ..فاقصد ذلك الذي عند الكعبة .. و الاعرابي لا يعرف الرسول .. صلى الله عليه وسلم .. فاتاه .. قال له ان عمرو بن هشام .. ماطلني في مالي .. فخذ لي بحقي منه .. وقام سيد المتوكلين .. صاحب التعلق بالله ..و الواثق بدعم الله .. قام مع ذلك الرجل .. وطرق باب ابي جهل .. وكان ابو جهل حديد اللسان .. شديد القلب .. وقف الحبيب صلى الله عليه و سلم .. أمام صاحب القسوة .. قال ابوجهل ماذا تريد يا محمد .. قال اعط الرجل حقه ..و سلمه ماله .. و دخل ابو جهل بيته دون تردد .. و جاء بالمال .. وسلمه للأعرابي .. و مر الاعرابي بعد ذلك بنادي قريش.. قالوا له ماذا فعلت .. قال ذهب معي ذلك الرجل الطيب .. واستعاد لي مالي .. و بهت الذي كفر .. ذهبوا الى ابي جهل .. قالوا له ماذا دهاك .. ما الذي حدث لك .. كيف استسلمت .. قال لهم لما فتحت الباب ..رايت كأن أسدا في صورة محمد .. لو تاخرت لحظة لأرداني .. هكذا يكون المتوكل .. وهكذا يكون التوكل .. وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .. يؤيده .. يحميه .. و يوفقه .. اللهم أهدنا بنورك إليك ، وأقمنا بصدق العبودية بين يديك ، وارزقنا الاعتماد و التوكل عليك .. واجعلنا من أهلك و خاصتك المقربين .
أقول قولي هذا
الخطبة الثانية
جاء الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم .. أن يتوكل في كل أمر .. قال الله تبارك و تعالى .. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .. وحث الرسول صلى الله عليه وسلم ..أصحابه و أمته .. على التوكل على الله .. فقال صلى الله عليه وسلم .. لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ ..حَقَّ تَوَكُّلِهِ .. بكل يقين .. بكل وثوق .. بكل صدق .. لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ.. تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا.. تخرج الطيور من اعشاشها صباحا فارغة البطون .. و تعود مساء ممتلئة البطون بفضل ربها .. بتوكلها على الله وحده .. وكم من نداء في القران .. سمع له الصحابة .. أتاهم الامر بالطاعة .. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ .. فسمعوا و أطاعوا .. وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .. و توكلوا على الله فاستقاموا .. واستقامت لهم الدنيا .. قالوا بإيمان صادق و يقين .. رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .. فانتقلت القبائل المتناحرة ..وخلال ثلاثين عاما .. الى امة .. هابها البعيد قبل القريب .. يوم ان توكلوا على الله .. حق توكله ..واعتمدوا على الله .. حق الاعتماد .. دانت لهم الارض .. بمن عليها .. أطاعهم النبات و الحيوان .. و سمعت لقولهم الانهار والخلجان .. لأنهم يتوكلون على الله .. و يتكلمون باسم الله .. ويأمرون اذا امروا باسم الله ..فرسان بالنهار .. يعملون و يكدحون .. و عباد بالليل يبيتون لربهم سجدا و قياما .. في زمن الفاروق عمر بن الخطاب .. رضي الله تعالى عنه .. كتب الصحابي عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه..و كان واليا على مصر .. كتب لأمير المؤمنين عمر .. أن نهر النيل يفيض على الناس بزيادة .. كتب اليه يشكو فيضان النيل .. فيهدم البيوت ..و يتلف المحاصيل .. فكتب عمر بن الخطاب رسالة .. رسالة المتوكل على الله .. رسالة المتيقن ان الله يؤيده .. و يسمعه و يراه .. اسمعوا يا احباب رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. الى نص الرسالة .. من عمر بن الخطاب .. الى من ؟ .. الى نهر النيل .. يكلم الماء .. من عمر بن الخطاب الى نهر النيل .. أما بعد .. فان كنت تجري بأمرك فاجري كما شئت .. وان كنت تجري بأمر الله فلا تزد .. ثم أمر عمرو بن العاص والي مصر ..أن يلقي الرسالة في النهر .. فما فاض نهر النيل زائدا عن اللزوم من يومها الى يومنا هذا .. توكلوا على الله .. فسخر الله لهم كل شي.. أحمد بن طولون .. حكم مصر بشيء من الشدة .. فشكاه أهل مصر .. للعارف بالله شيخ الاسلام أحمد بن بنان .. رضي الله تعالى عنه .. قالوا له يا شيخنا نشكوك ظلم ملكنا .. فذهب اليه .. قال له اتق الله فيما رعاك الله .. فغضب ابن طولون .. وقال لحجابه اسجنوا الشيخ ..ليكون عبره .. وجوعوا له الاسد .. ليكون رهبة لمن بعده .. وجوعوا الاسد ثلاثة ايام .. ثم جاؤوا بالشيخ .. و فتحوا عليه باب الاسد .. فخرج الاسد مزمجرا متحفزا .. وهرب الحراس حتى لا ينظروا لما سيحدث .. و بعد ساعة من الزمن .. اطلوا من بعيد .. فرأوا عجبا .. ذهبوا الى ملكهم أحمد بن طولون .. يا سيدنا لقد راينا عجبا .. ماذا رايتم .. قالوا له راينا الشيخ ساجدا ..و الاسد بجانبه يحرسه .. متوكل على المولى جل جلاله.. مطمئن بمعية الله .. نادى الملك الشيخ .. قال له أيها الشيخ ماذا كنت تشعر عند خروج الاسد في أشد غضبه .. قال له كنت أردد قول الله تبارك و تعالى وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا .. تاريخنا ايها المؤمنون .. يشهد على ثمرات الطاعة .. ويشهد على منتجات التوكل على الله .. فالنتوكل على الله .. فان الله يحب المتوكلين .. اللهـم اجمعنا على طاعتك .. واهدنا لحمدك و شكرك و حسن عبادتك .. اللهم تولى أمرنا.. واجمع على الخير شملنا.. وألهمنا رشدنا، وقنا شرور أنفسنا .. اللهم ردنا اليك و انت راض عنا ..واغفر لنا يا ربنا و ارحمنا..وعافنا بفضلك واعف عنا.. اللهم واغفر للآباء و الأمهات..الأحياء منهم و الأموات.. بفضلك و رحمتك يا رفيع الدرجات .. يا عظيم البركات .. يا بــديع الكائنات.. يا فاطر الأرض والسماوات .. يا مجــيب الدعوات نسألك الله بعزتك أن تعز الإسلام وتنصر المسلمين..و أن تردنا رد جميلا إلى هذا الدين.وأن تجمع شملنا على الحق واليقين وأن تجعل بلدنا آمنا وسائر بلاد المسلمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..عباد الله ..ان الله يأمربالعدل و الاحسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي