بدر

* بــــــــــد ر *

بسم الله الرحمان الرحيم

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ
فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

صدق الله العظيم



في ربوع..زانها الطهر فحـنـّتْ ..
لـذرا الإيمان يحيـيها الصفـــاءْ ..
دأب المرسل بالحق فأرسى ..
من خلال الواح صحبـًا ..
يحمل القرآن هديـًا..
أدهش التاريخ من فرط الولاءْ ..
جال عبر القفر يرتاد البوادي..
في سـرايــا ..
رسمت من حولها للدين نهجـًا ..
عِـزّهُ يختال في الأرجاء مرفوع اللواءْ ..
فــرنت كل القبائلْ ..
و سَعــتْ للحلف عهــدًا..
و أمــانـًــا ..
و ترانيــم وفــاءْ ..
فحواهــا الدين وصــلا ً ..
و بنــاءً ..
و أكـاليــل إخــــاءْ ..
* * *
ذات يوم ٍ..
حـلت الأنبــاءُ ســـرّ ا ..
أنّ عيرا لقريش ٍ تعبر البيداءَ في ركب كبيرْ ..
فيـه ألفٌ من بعيــرْ ..
و به الأحمال تغني كلّ َ محتاج فقيــرْ ..
- إنهـا أحمالنــا..
مـُـنعــت عنـّا زمانــًا ..
كان فيه الشرك في عسف مـريــرْ ..
خـُلـــّـفــتْ في الـدور لمــّا ..
هاجر الأصحابُ وارتـادوا الهجيــرْ ..
..فإذا المرسَل بالحق يـشـيــرْ ..
للقـاء الركبِ .. للغـنــم الوفيــرْ ..
و تنادى الصحبُ ..هَـبّـوا كالأســودْ ..
لبس المختــار درعـــهْ ..
حمل السيفَ و لبـّـاه النفيــرْ ..
* * *
رحـلة ُ الشام تهــادتْ ..
نحو ربع البيت في أم الشعـــابْ ..
و أبوسفيـان يحمي الركب يقتات الصعابْ ..
وله في كل درب حارسٌ للركب في دأب الشبابْ ..
- أيها القائـدُ إحــذرْ ..
يثــرب الأنصار من خلف الرحــابْ ..
فـأدار الركبَ نحو البحر و اختار الحــذرْ ..
و أعــدّ الرِّحل لمن خـفّ و أعطاهُ الكتــابْ ..
فمضى كالسهم نحو مكة و الهضابْ ..
.... في قريش ٍ ..
ألهب الساعي هجيـرَ الشرك و القيظ ُ استعــرْ ..
فــإذا الدرب جمـــوعٌ ..
و قيـــانٌ ..
و دروع ٌ ..
و أهازيــجُ سـفــرْ ..
..فتــراءى ..
فـارسٌ يطوي الفيافي ..
مُرسـَلٌ من قائــد الأحمال ِ يجتـرّ الخبـرْ ..
- أيها القومُ .. نجت أحمالكم والعيرُ, وانزاح الخطرْ
فأنيروا العودة إلى عــزّ الـربــوع ْ ..
وارقبـوا الأحمال في يوم الرجــوعْ ..
فتصدّى الجاهل المحمومُ للنصح الوديع ْ ..
قال نمضــي عند بــدر ٍ ..
نشرب الخمر نغنـّـي للربيـــعْ ..
نتـباهـــى ..
لتعي العربُ بأنـّــا ..
قـــوم بـــأس ٍ ..
نرســم الأحــداث يخشانا الجميــعْ ..
...والتقى الجمعان ِ جمعُ الخير و الحشدُ القطيــعْ ..
عــنـد بــدر ٍ ..
عند ذاك الماء في يوم بديــعْ ..
و أهل ّ الغيثُ يمحو القيظ َ و الشركَ المريـعْ ..
فــإذا الحق انتصــارٌ ..
شامخ الخطو على الدرب المنيـــع ْ ..
و إذا البـغـي انـكســـارٌ ..
و ســرابٌ ..
ضــاع في البيـداء كالوهم الوضيــعْ ..
و تعـالى النصر يسمـو ..
يغمــر الأرجــاء عــزا ..
و نشيـــدا ..
ذاع في البيــداء في شدو رفيـــع ْ \