إلى الحبشة

... إلى الحبـشــة


بسم الله الرحمان الرحيم
{ والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم
في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون }
صدق الله العظيم



واستمرت دعوة التوحيد تـُعلي ..
هامة التاريخ , تجتاز الصعابْ ..
و توالى العسف بطشـًا ..
و جنونــًا ..
يرسم الأهوالَ ..يقتات الصحابْ ..
فأشار المصطفى المحبوب أن الأرض مهد..
للحياة الحق , للعمر اكتساب ..
...ملِك الأحباش عـدْلٌ ..
ولدى العدل أمــانٌ ..
فيه يحلو العيش ..تزدان الرحابْ ..
فإذا الأصحاب وفدٌ ..
بعد وفد ٍ ..
في لحاق نحو أرض ٍ ..
فيها طعم الأمن غيث ٌ ..
و ربيع ..وائتلاف ..واقتراب ْ ..
بلغت أخبارهم ..
مسمع الكفـار في أم الشعاب ْ ..
فتولى الغيظ متن الحقد كرها..
وسرى عبر العروق في اشتعال وانسياب ْ ..
...أرسل الشرك دهاة العصر وفدًا..
ومع الوفد رشاوى ..
يرتجي من حملها حسن الجوابْ ..
- أيها العاهل جئنا ..
من بلاد العرب نسعى ..
نبتغي النصح , وإحقاق الصوابْ ..
إن من آويتَ بالأرض الأبيـّه ..
خرجوا عن طاعة الآباء..هاموا في السرابْ ..
أنكروا دين الجدود ِ..
إنهم لم يرتضوا دين الجنابْ ..
فرّقوا في أرضهم بين الجموع ِ ..
ثم جاؤوا أرضكم للعسف يبغون الخراب ْ ..
...ولقد أرسلنا الآباء والأعمام وفدًا ..
كي يعادوا ..
لديار الأهل في ركب الإيابْ ..
* * *
سأل العاهلُ ..من هاجر بالدين ِ..
عن الدين وعن ترك الرحابْ ..
قال جعفر ْ..
أيها السيد كنـّا ..
قومَ جهل ٍ ..
نعبد الأصنامَ..نأتي الفحشَ..من دون ارتيابْ ..
نقطع الأرحام ..نسبي ..
لا نرى غير الضبابْ ..
فأطل البدر فينـَـا ..
كان بَـرّا وصدوقــًا..و طهورًا وأمينــَا..
فأتى بالصدق و التوحيد نورًا ..
فدعــانــا ..
فنبذنا الفحش و الأصنام طوعـًـا ..
واعتنقنا الدين طهرًا ..
يملأ العمق يقينـَا ..
فاضطهدنـــا ..
طلبوا عودتنا للشرك شيبًـا..و بنينـَا ..
فارتحلنـــا ..
و تركنا الربع..و اخترنا العريـــنَ ..
قال : ما المرسول فيكــم ..؟
قال بـــرّ ٌ..
جــاء بالقرآن هديــًـا ..
جـــاء بالأخلاق دينــَـا ..
و تلا من محكم الآيات تفصيلا مبيـنــَا ..
فبكى العاهل عرفـانــا ولينـَـا..
و أجـــابْ .. :
إنه الحق الذي أوتي المرسل عيســـى ..
إنه الدرب منـارا و يقيـنـَــا ..
أرضيَ الفيحاء للأحباب مهدٌ ..
و وصـــــالٌ ..
فانعموا بالعيش رغدا آمنيـــن َ ..
خنس الوفد لحين ..
ثم عــادَ ..
يغمر القلب شكوكـا و ظنونـــا ..
إلا أن الكيد خــــاب ْ ..
و مضت تسبيحة الإخلاص ترتاد الرحـــاب ْ .. \