بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
فضل عرفه و العيد 2019
صفحة 1 من اصل 1
فضل عرفه و العيد 2019
الحمد لله الذي شرع شرائع الإسلام ..وخص يوم عرفة بمزيد الإفضال والإنعام على سائر الأيام..أشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. اختار من الزمان مواسم للخيرات..وحثنا فيها على مزيد العبادة و الطاعات .. واشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله.. جاء بالبينات .. ودلنا على تعرض النفحات ..اللهم صل عليه وعلى آله الأئمة الهداة..وعلى أصحابه الأجلة الأثبات.. وعلى التابعين و من تبعهم بالإحسان و فعل الخيرات ..
أما بعد..... إخوة الإيمان و العقيدة
منذ أيام ..حلت بزماننا.. الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة..وهي الأيام العشرة المباركة..وهي أفضل أيام العام..أورد الإمام البخاري في صحيحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم..ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل..من هذه الأيام..يعني أيام العشر.. أيام مباركات.. شرفها الله و أعزها..ودل عليها أفضل خلقه من الأنبياء و الرسل..فعاشوا في رحابها..هداة مهتدين ..
ومن أفضل هذه الأيام .. .. يوم عرفة .. يوم التاسع من ذي الحجة.. وهو يوم عظيم ..عظَّمه الله، ورفع قدره.. جمع الله فيه آدم بذريته.. من زمانه إلى يوم القيامة.. وأخذ منهم ميثاق الربوبية و التوحيد.. أورد الإمام أحمد بسند صحيح..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قَالَ .. أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِى بعَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذرِّيَّةٍ ذرَأَهَا.. فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذرِّ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلاً قَالَ [ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ.. قَالُوا بَلَى.. شَهِدْنَا.. أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ.. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ.. أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ]..{ الأعراف 172 }..و لذلك .. كل مولود في أي مكان و في أي زمان ..يولد مسلما .. موحدا .. يولد على لا إله الا الله.. ثم كما قال رسول الله ص .. مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ.. فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ،
أَوْ يُمَجِّسَانِهْ..
وفي يوم عرفه أيضا.. أتم جدنا إبراهيم عليه السلام..بناء الكعبة المشرفة..بيت الله العتيق.. فناداه رب العزة.. تبارك و تعالى.. أن يدعو الناس للحج..فقال جل وعلا .. وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ.. يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.. قال ابراهيم : يا ربّ، وكيف أُبْلِغ الناس وصوتي لا يصلهم؟قال: ناد..فإنما عليك النداء وعلينا البلاغ .. فصعد إبراهيم: على الصفا.. وقال: أيّها النّاس، إنّ ربّكم قد اتخذ بيتًا فحجُّوه، فيقال: إنّ الجبال تواضعت ..خفّضت رؤوسها وانحنت..حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع الله من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيءٍ سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله له الحج إلى يوم القيامة..
وقف آدم بعرفة.. و ضمت الأرجاء العطرة.. أنبياء الله من ذلك الزمن .. الى زمن إبراهيم عليه السلام .. إلى موقف حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ../ .. يوم عرفة .. يوم أكمل الله فيه هذا الدين..وأتم نعمته على المؤمنين..ففي حجة الوداع.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم..وصحابته الأبرار على صعيد عرفة..و اليوم يوم جمعة ..نزل أمين وحي السماء جبريل عليه السلام بقول الله تبارك و تعالى .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة : 3]..فتشرفت أرجاء عرفة بالإعلان الرباني عن إكمال دين الإسلام..وإتمام النعمة على هذه الأمة../ .. وموقف عرفة هو أعظم أركان الحج..ولا حج لمن لا يقف بعرفة.. أورد أصحاب السنن ..قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الْحَجُّ عَرَفَةُ.. فمَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ../ .. وهو يوم مشهود .. يتجلى فيه رب العزة جل جلاله ..على حجاج بيته العتيق..وقد وقفوا على صعيد عرفة.. في تضرع و ابتهال .. في يوم تسيل فيه الدموع .. وتبرز فيه التوبة و الخضوع ..وتعمّ فيه الإنابة و الرجوع.. وتفيض فيه الخشية و الخشوع .. جاء في شعب الإيمان ..يقول الله لملائكته .. عشية عرفة ..انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي.. أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرًا.. ضَاجِّينَ .. مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ يا ملائكتي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، هذا الخير العظيم.. لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .. من زمن الصحابة الى يوم القيامه .. جاء في صحيح الترغيب ..عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "وَقَفَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَاتٍ, وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَئُوبَ (تغيب)، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، أَنْصِتِ لِيَ النَّاسَ" فَقَامَ بِلَالٌ فَقال: أَنْصِتُوا لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَصَنَتَ النَّاسُ، فَقَالَ: "مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَأَقْرَانِي مِنْ رَبِّيَ السَّلَامَ, وَقَالَ: إِنَّ اللهَ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ وَأَهْلِ الْمَشْعَرِ وَضَمِنَ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ" (حقوق العباد بعضهم من بعض)، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ, هَذَا لَنَا خَاصٌّ؟ فَقَالَ: "هَذَا لَكُمْ, وَلِمَنْ أَتَى بَعْدَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ "..يغفر الله فيه ذنوب الحجاج .. ويغفر كذلك ذنوب الصائمين من عباده المؤمنين.. أورد الإمام مسلم في صحيحه ..قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم.. صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ.. وأن للصائم دعوة مستجابة .. وفي موطأ الإمام مالك رضي الله عنه.. أَفْضَلُ الدُّعَاءِ.. دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ.. في يوم عرفة يشترك جميع المسلمين في مغفرة الله ... يتجلى الله على الحجاج بعرفه فيباهي بهم أهل السماء .. .. أُشْهِدُكُمْ يا ملائكتي , أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، و يغفر الله لغير الحجاج ..للصائمين يوم عرفه.. ذنوب سنتين .. فأدعوكم و نفسي لصيام هذا اليوم العظيم .. يوم عرفة .. الذي يقابل يوم غد باذن الله.. فكونوا من صوّامه.. واشغلوه بكثرة تلاوة القرآن .. وكثرة الذكر و الدعاء .. و التضرع الى الله جل وعلا .. لما في يوم عرفه .. من أجور عظيمة..و فوائد عميمة.. اللهم ثبت أجورنا ..و يسر أمورنا .. واهدنا للعمل بشرعك المتين .. أقول قولي هذا..
الخطبة الثانية
عيد الأضحى .. يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ..يوم عظيم ..و خيره عميم .. للمسلمين فيه آداب.. لزم اتباعها ..ليبلغوا بها رضوان الله و رحمته و مغفرته..
من هذه الآداب 1-..إحياء ليلة العيد.. بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن..لقوله صلى الله عليه وسلم من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب .. 2- الاغتسال والسواك والتطيب والتزين ولبس أحسن الثياب وأجملها.. والافضل في الثياب البياض .. لقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ثيابكم البياض . 3- تعجيل صلاة عيد الأضحى..لقوله صلى الله عليه وسلم.. عجِّل الْأَضْحَى ، وأخِّر الْفطر.. قَالَ الإمام مَالِكٌ : يُعَجِّلُ الْإِمَامُ الْخُرُوجَ فِي الْأَضْحَى وَيُخَفِّفُ مَا لَا يُخَفِّفُ فِي الْفِطْرِ..4- عدم تناول الطعام قبل أداء صلاة الأضحى..جاء في سنن ابن ماجة.. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم..كان لا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ ، وَلا يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ.. 5- التكبير بعد الصلوات الخمس.. بصيغة { الله أكبر ..الله أكبر.. الله أكبر } قال الإمام ابْنُ عَرَفَةَ : يُسْتَحَبُّ تَكْبِيرُ كُلِّ مُصَلٍّ إثْرَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَرِيضَةً مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ النَّحْرِ إلى صبح اليوم الرابع ..قَالَ مَالِكٌ : وَيُكَبِّرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَأَهْلُ الْبَادِيَةِ وَالْمُسَافِرُونَ وَكُلُّ مُسْلِمٍ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ ، أَوْ وَحْدَهُ .. وَتُسْمِعُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا التَّكْبِيرَ.. كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ ، أَوْ فِي بَيْتِهَا..ومن عظمة الصلاة..في ديننا العظيم..إن أخرجها المسلم عن وقتها.. لا يكبر التكبيرات بعدها..لأن الله جل جلاله قال .. إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا .. فمن ضيّع وقتها .. حُرم من التكبير بعدها ..ولا يكبر عقب النوافل ..وإن نسي التكبير.. قال الإمام مالك.. يُكَبِّرُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ فَإِذَا قَامَ مِنْهُ فَلَاشَيْءَ عَلَيْهِ
وقد حرص ديننا القيم ..على بر الوالدين و صلة الرحم في كل وقت .. و يتأكد ذلك في هذه الأيام الفاضلة..فأولى الناس بإشاعة الفرحة..هم ذوو الأرحام..من والدين وإخوة و أقارب..ويعم ذلك بين كل المسلمين.. لتجتمع الأمة بأكملها على طاعة الله..
اللهم اجمعنا على طاعتك..واهدنا لذكرك و شكرك و حسن عبادتك..اللهم اهدنا بنورك إليك..وارزقنا الإعتماد و التوكل عليك.. واجعلنا من عبادك الطائعين..وهب لنا إنابة المخلصين..وأعمال الصالحين..ويقين الصادقين .. اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في
أعمالنا، وأعمارنا،وآبائنا وأمهاتنا, وأزواجنا، وذرياتنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم غيثا تحيي به البلاد، وتسقي به العباد، و بلاغاً للحاضر والباد, برحمتك يا ارحم الراحمين..يا خالق الخلق أجمعين.. يا ذا الفضل على المؤمنين.. يا ذا العفو على المحسنين..يا انيس الصالحين..يا جليس الذاكرين .. يا مجيب دعوة السائلين..نسالك اللهم بعزتك عزة للإسلام و المسلمين .. وعودة بالمسلمين الى شرائع هذا الدين..وأن تجمع شملنا على الحق واليقين .. وأن تجعل بلدنا آمنا وسائر بلاد المسلمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..عباد الله ..ان الله يأمر بالعدل و الإحسان
أما بعد..... إخوة الإيمان و العقيدة
منذ أيام ..حلت بزماننا.. الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة..وهي الأيام العشرة المباركة..وهي أفضل أيام العام..أورد الإمام البخاري في صحيحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم..ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل..من هذه الأيام..يعني أيام العشر.. أيام مباركات.. شرفها الله و أعزها..ودل عليها أفضل خلقه من الأنبياء و الرسل..فعاشوا في رحابها..هداة مهتدين ..
ومن أفضل هذه الأيام .. .. يوم عرفة .. يوم التاسع من ذي الحجة.. وهو يوم عظيم ..عظَّمه الله، ورفع قدره.. جمع الله فيه آدم بذريته.. من زمانه إلى يوم القيامة.. وأخذ منهم ميثاق الربوبية و التوحيد.. أورد الإمام أحمد بسند صحيح..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قَالَ .. أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِى بعَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذرِّيَّةٍ ذرَأَهَا.. فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذرِّ ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلاً قَالَ [ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ.. قَالُوا بَلَى.. شَهِدْنَا.. أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ.. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ.. أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ]..{ الأعراف 172 }..و لذلك .. كل مولود في أي مكان و في أي زمان ..يولد مسلما .. موحدا .. يولد على لا إله الا الله.. ثم كما قال رسول الله ص .. مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ.. فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ،
أَوْ يُمَجِّسَانِهْ..
وفي يوم عرفه أيضا.. أتم جدنا إبراهيم عليه السلام..بناء الكعبة المشرفة..بيت الله العتيق.. فناداه رب العزة.. تبارك و تعالى.. أن يدعو الناس للحج..فقال جل وعلا .. وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ.. يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.. قال ابراهيم : يا ربّ، وكيف أُبْلِغ الناس وصوتي لا يصلهم؟قال: ناد..فإنما عليك النداء وعلينا البلاغ .. فصعد إبراهيم: على الصفا.. وقال: أيّها النّاس، إنّ ربّكم قد اتخذ بيتًا فحجُّوه، فيقال: إنّ الجبال تواضعت ..خفّضت رؤوسها وانحنت..حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع الله من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيءٍ سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله له الحج إلى يوم القيامة..
وقف آدم بعرفة.. و ضمت الأرجاء العطرة.. أنبياء الله من ذلك الزمن .. الى زمن إبراهيم عليه السلام .. إلى موقف حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ../ .. يوم عرفة .. يوم أكمل الله فيه هذا الدين..وأتم نعمته على المؤمنين..ففي حجة الوداع.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم..وصحابته الأبرار على صعيد عرفة..و اليوم يوم جمعة ..نزل أمين وحي السماء جبريل عليه السلام بقول الله تبارك و تعالى .. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة : 3]..فتشرفت أرجاء عرفة بالإعلان الرباني عن إكمال دين الإسلام..وإتمام النعمة على هذه الأمة../ .. وموقف عرفة هو أعظم أركان الحج..ولا حج لمن لا يقف بعرفة.. أورد أصحاب السنن ..قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الْحَجُّ عَرَفَةُ.. فمَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ../ .. وهو يوم مشهود .. يتجلى فيه رب العزة جل جلاله ..على حجاج بيته العتيق..وقد وقفوا على صعيد عرفة.. في تضرع و ابتهال .. في يوم تسيل فيه الدموع .. وتبرز فيه التوبة و الخضوع ..وتعمّ فيه الإنابة و الرجوع.. وتفيض فيه الخشية و الخشوع .. جاء في شعب الإيمان ..يقول الله لملائكته .. عشية عرفة ..انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي.. أَتَوْنِي شُعْثا غُبْرًا.. ضَاجِّينَ .. مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ يا ملائكتي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، هذا الخير العظيم.. لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .. من زمن الصحابة الى يوم القيامه .. جاء في صحيح الترغيب ..عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "وَقَفَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَاتٍ, وَقَدْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَئُوبَ (تغيب)، فَقَالَ: يَا بِلَالُ، أَنْصِتِ لِيَ النَّاسَ" فَقَامَ بِلَالٌ فَقال: أَنْصِتُوا لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَصَنَتَ النَّاسُ، فَقَالَ: "مَعَاشِرَ النَّاسِ، أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَأَقْرَانِي مِنْ رَبِّيَ السَّلَامَ, وَقَالَ: إِنَّ اللهَ غَفَرَ لِأَهْلِ عَرَفَاتٍ وَأَهْلِ الْمَشْعَرِ وَضَمِنَ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ" (حقوق العباد بعضهم من بعض)، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ, هَذَا لَنَا خَاصٌّ؟ فَقَالَ: "هَذَا لَكُمْ, وَلِمَنْ أَتَى بَعْدَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ "..يغفر الله فيه ذنوب الحجاج .. ويغفر كذلك ذنوب الصائمين من عباده المؤمنين.. أورد الإمام مسلم في صحيحه ..قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم.. صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ.. وأن للصائم دعوة مستجابة .. وفي موطأ الإمام مالك رضي الله عنه.. أَفْضَلُ الدُّعَاءِ.. دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ.. في يوم عرفة يشترك جميع المسلمين في مغفرة الله ... يتجلى الله على الحجاج بعرفه فيباهي بهم أهل السماء .. .. أُشْهِدُكُمْ يا ملائكتي , أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، و يغفر الله لغير الحجاج ..للصائمين يوم عرفه.. ذنوب سنتين .. فأدعوكم و نفسي لصيام هذا اليوم العظيم .. يوم عرفة .. الذي يقابل يوم غد باذن الله.. فكونوا من صوّامه.. واشغلوه بكثرة تلاوة القرآن .. وكثرة الذكر و الدعاء .. و التضرع الى الله جل وعلا .. لما في يوم عرفه .. من أجور عظيمة..و فوائد عميمة.. اللهم ثبت أجورنا ..و يسر أمورنا .. واهدنا للعمل بشرعك المتين .. أقول قولي هذا..
الخطبة الثانية
عيد الأضحى .. يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ..يوم عظيم ..و خيره عميم .. للمسلمين فيه آداب.. لزم اتباعها ..ليبلغوا بها رضوان الله و رحمته و مغفرته..
من هذه الآداب 1-..إحياء ليلة العيد.. بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن..لقوله صلى الله عليه وسلم من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب .. 2- الاغتسال والسواك والتطيب والتزين ولبس أحسن الثياب وأجملها.. والافضل في الثياب البياض .. لقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ثيابكم البياض . 3- تعجيل صلاة عيد الأضحى..لقوله صلى الله عليه وسلم.. عجِّل الْأَضْحَى ، وأخِّر الْفطر.. قَالَ الإمام مَالِكٌ : يُعَجِّلُ الْإِمَامُ الْخُرُوجَ فِي الْأَضْحَى وَيُخَفِّفُ مَا لَا يُخَفِّفُ فِي الْفِطْرِ..4- عدم تناول الطعام قبل أداء صلاة الأضحى..جاء في سنن ابن ماجة.. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم..كان لا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ ، وَلا يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ.. 5- التكبير بعد الصلوات الخمس.. بصيغة { الله أكبر ..الله أكبر.. الله أكبر } قال الإمام ابْنُ عَرَفَةَ : يُسْتَحَبُّ تَكْبِيرُ كُلِّ مُصَلٍّ إثْرَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَرِيضَةً مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ النَّحْرِ إلى صبح اليوم الرابع ..قَالَ مَالِكٌ : وَيُكَبِّرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ وَأَهْلُ الْبَادِيَةِ وَالْمُسَافِرُونَ وَكُلُّ مُسْلِمٍ صَلَّى فِي جَمَاعَةٍ ، أَوْ وَحْدَهُ .. وَتُسْمِعُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا التَّكْبِيرَ.. كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ ، أَوْ فِي بَيْتِهَا..ومن عظمة الصلاة..في ديننا العظيم..إن أخرجها المسلم عن وقتها.. لا يكبر التكبيرات بعدها..لأن الله جل جلاله قال .. إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا .. فمن ضيّع وقتها .. حُرم من التكبير بعدها ..ولا يكبر عقب النوافل ..وإن نسي التكبير.. قال الإمام مالك.. يُكَبِّرُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ فَإِذَا قَامَ مِنْهُ فَلَاشَيْءَ عَلَيْهِ
وقد حرص ديننا القيم ..على بر الوالدين و صلة الرحم في كل وقت .. و يتأكد ذلك في هذه الأيام الفاضلة..فأولى الناس بإشاعة الفرحة..هم ذوو الأرحام..من والدين وإخوة و أقارب..ويعم ذلك بين كل المسلمين.. لتجتمع الأمة بأكملها على طاعة الله..
اللهم اجمعنا على طاعتك..واهدنا لذكرك و شكرك و حسن عبادتك..اللهم اهدنا بنورك إليك..وارزقنا الإعتماد و التوكل عليك.. واجعلنا من عبادك الطائعين..وهب لنا إنابة المخلصين..وأعمال الصالحين..ويقين الصادقين .. اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في
أعمالنا، وأعمارنا،وآبائنا وأمهاتنا, وأزواجنا، وذرياتنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم غيثا تحيي به البلاد، وتسقي به العباد، و بلاغاً للحاضر والباد, برحمتك يا ارحم الراحمين..يا خالق الخلق أجمعين.. يا ذا الفضل على المؤمنين.. يا ذا العفو على المحسنين..يا انيس الصالحين..يا جليس الذاكرين .. يا مجيب دعوة السائلين..نسالك اللهم بعزتك عزة للإسلام و المسلمين .. وعودة بالمسلمين الى شرائع هذا الدين..وأن تجمع شملنا على الحق واليقين .. وأن تجعل بلدنا آمنا وسائر بلاد المسلمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..عباد الله ..ان الله يأمر بالعدل و الإحسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي