عدة الوفاة

عدة الوفـــاة

يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذرُونَ أَزْوَاجًا.. يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ..أَرْبَعَة أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.. هذه المدة ..هي فترة العدة.. للمرأة المتوفى عنها زوجها.. هذه المرأة...أحاطت بها عادات و خرافات .. ليست من الدين و لا من الشرع في شي..جعلوها في عزلة عن الحياة .. لا يكلمها أحد.. لا يشرب من إنائها أحد..لا يلبس حذاءها أحد..تلبس الثياب الرثة البالية.. لا تخرج من البيت مطلقا.. إلى غير ذلك.. وكل ذلك ديننا منه براء..
العدة أيها المؤمنون والمؤمنات.. هي فترة زمنية تعيشها المرأة المتوفى عنها زوجها حزينة على فقدانه..و وفية للعشرة الطويلة التي كانت بينهما.. هذا الحزن على الفراق..وهذا الوفاء للمفارق.. يتطلبان منها.. أمرين أساسيين..ألا تتزين..و إلا تغادر بيت الزوجية أربعة أشهر قمرية..وعشرة أيام.. إلا لضرورة
ألا تتزين..أي أن تتجنب الزينة في اللباس و البدن.. الثياب تكون عادية ثياب المرأة التي تخدم بيتها.. و أن تجتنب الحلي..الذهب و الفضة.. وأن تجتنب الطيب و الكحل و الحناء و كل ما فيه تجميل و زينة ..ثم تحرص على عدم مغادرة بيت الزوجية مدة عدتها إلا لضرورة.. فالمرأة العاملة.. تذهب للعمل في الصباح و تعود إلى المنزل في المساء..المرأة تذهب إلى الطبيب.. تخرج لكل أمر فيه ضرورة..ولكن المبيت مفروض عليها ببيت الزوجية..الا كذلك لضرورة .. لخوف عن نفسها أو مالها..أو أخرجها مالك المحل .. أما الاستئناس فلا ..على أبنائها المبيت عندها .. فان لم يستطيعوا استاجروا من تبيت عندها.. فان لم يجدوا او عجزوا انتقلت الى من تبيت عنده مدة عدتها ..
و الخلاصة ..أن اللباس يكون لباسا عاديا.. تتجنب فيه الألوان الزاهية.. و الرجل يعرف من لباس زوجته.. ان كانت خارجة أم لا .. فاللباس هو لباسها في بيتها ..وليس خرقا بالية..هو لباس المرأة في بيتها.. وأن تتجنب الزينة من الذهب و الفضة..وغيرها..ولها أن تغتسل..و لها أن تتنظف..و لها أن تخرج نهارا لعمل أو لشأن ضروري.. وهي محفوفة بأبنائها و بناتها, يشربون مما تشرب و يلبسون ما تلبس.. وتلتقي بالولد مثلما تلتقي بالبنت .. ماذا يعني ألا تبدأ صباحها على ابنها .. وتبدؤه على احدى بناتها ؟ .. من قال هذا ؟ المعتدة هي امرأة عادية ككل النساء..الذي يميزها مبيتها ببيت الزوجية و عدم تزينها احتراما و وفاء لزوجها المتوفى..