بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
خطبة الجمعة : بداية العام
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : بداية العام
بداية العام
الحمد لله الذي جعل الدنيا مسلكا للأنام ..وجعل الآخرة هي دار المقام.. أشهد أن لا إله إلا الله ..وحده لا شريك له.. أجرى الليالي والأيام.. وقدر شهر المحرم فاتحة شهور العام..و أشهد أن سيدنا..وحبيب قلوبنا محمدا عبده ورسوله.. سيد الأنام.. وبدر التمام.. ومسك الختام.. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله البررة الكرام.. وارض اللهم على صحابته الأئمة الأعلام..وعلى من تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام..
أما بعد...إخوة الإيمان والعقيدة
من أين نكتب التاريخ ؟ سؤال طرحه الخليفة الفاروق عمر..رضي الله عنه.. على أسماع جلسائه من صحابة رسول الله.. صلى الله عليه وسلم.. فقال بعضهم نبدؤه من المولد النبوي.. وقال بعضهم نبدؤه من الهجرة النبوية.. وقال آخرون نبدؤه من البعثة الشريفة .. وبعد التشاور و التحاور.. أعلن الفاروق عمر.. بداية التاريخ الإسلامي.. من الهجرة النبوية .. ثم قال من أي شهر نبدأ السنة الهجرية..و تعددت الآراء.. فمنهم من اقترح بداية العام من شهر رمضان.. ومنهم من ذكر شهر محرم.. و منهم من اقترح شهر ربيع الأول..شهر المولد.. و رجح لدى الخليفة الفاروق..أن تكون بداية السنة الهجرية من شهر محرم..فكما كان الحج آخر أركان الإسلام..فإن شهر ذي الحجة.. هو آخر شهور العام.. وبذلك ..اعتمد المسلمون الهجرة كتأريخ ..و الشهر المحرم كبداية لكل عام..
واليوم ..هو الأول من شهر محرم..هو الأول من السنة الهجرية الجديدة.. أي أننا ختمنا عاما ..و اليوم نفتتح عاما جديدا بإذن الله تبارك وتعالى..أسأل الله أن يجعله عام خير ورخاء وصحة على الجميع .. واجبنا في هذه المناسبة .. أن يقف كل واحد منا مع ذاته .. أن يقف مع نفسه.. أن يتأمل أولا .. أن هذا العام الذي انقضى..هو مثال لكل مخلوق..لا بد لكل كائن من نهاية..كل من عليها فان..و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..{الرحمان26-27} و ما دامت النهاية قادمة ..فلماذا لا يجعلها المؤمن نهاية سعيدة.. و لا تكون كذلك إلا إذا أطاع الله واستقام .. إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا.. تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ.. أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا.. وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ..{فصلت30} قال العلماء هذه البشارة عند الموت.. يسعد بها المؤمن من لحظة فراقه للدنيا ..إلى دخوله إلى الجنة..و ما أسعدها نهاية..أنوار تتنزل.. وملائكة تهنئ..و ملائكة تطمئن.. و ملائكة تبشر..ثم يأتي ملك الموت.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وحديثه في صحيح الترغيب.. ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ.. حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِ المؤمن.. فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ..اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ.. قَالَ: فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ فَتَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ.. و هكذا نهاية العام.. تذكر المؤمن بحضور الأجل.. وتحفزه على طاعة الله.. أملا في تلك النهاية السعيدة..
ثم يتأمل المؤمن هذه الحياة.. بأيامها وأعوامها..كم هي سريعة الانقضاء.. عاش فيها نبي الله نوح.. عليه السلام..أكثر من ألف عام..ويوم حضرته الوفاة .. سألوه كيف وجدت الحياة.. قال.. وجدتها كبيت له بابان..دخلت من الأول وخرجت من الثاني..هذا الانقضاء السريع..يقف أمامه المؤمن.. ليعلم أن ما مضى من العمر سريعا.. سيلحق به ما تبقى من العمر سريعا.. فيلتفت إلى ما مضى .. ويسأل نفسه.. مر علي عام بلياليه.. في الثلث الأخير من كل ليلة ..يتجلى رب العزة تبارك و تعالى من السماء..وينادي أهل الأرض..هل من سائل فأعطيَه، هل من مستغفر فأغفرَ له، هل من داع فأستجيبَ له.. وذلك إلى مطلع الفجر..فكم من ليلة لبـّيتُ فيها هذا النداء..كم من ليلة وقفتُ فيها أمام الله في هدأة الليل..أساله المغفرة..أسأله الرضوان..أساله صلاح الحال.. فإن لم يجد له وقفات..إن قضاها نائما ..إن قضاها غافلا.. فهذا عامنا الجديد .. يلتزم فيه بالوقوف على باب الله..طائعا لله.. راغبا في مرضاة الله ...
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. وعهد التابعين.. يمر المسلم بديار المدينة آخر الليل.. فيسمع منها دويا كـدوي النحل.. المدينة كلها مستيقظة..كل أهلها بين قارئ ومبتهل و راكع و ساجد.. مر النبي صلى الله عليه وسلم..ليلة ببيت في المدينة.. فسمع عجوزا..تقرأ قوله تعالى..هل أتاك حديث الغاشية..{الغاشية1} { أي هل أتاك يا محمد خبر القيامة..}و تبكي العجوز.. فلا تستطيع المرور إلى الآية التي بعدها.. فتعيد هل أتاك حديث الغاشية..ثم تبكي..فأسند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رأسه على بابها.. وهو يقول نعم أتاني ..نعم أتاني..وظل يبكي.. هؤلاء خيرة الخلق.. هؤلاء المبشرون بالجنة ..يقومون آخر الليل..يدعون ربهم خوفا و طمعا.. فليراجع كل واحد منا نفسه..كم من ليلة في العام الماضي .. قام لله..وتضرع إلى الله..وصلى لله.. فإن لم يفعل..فهذا مفتتح العام الجديد.. و ليتوكل على الله..
يسأل المؤمن نفسه.. مر العام بلياليه.. هل كان يلبي النداء..عند كل فجر.. ينادي المؤذن.. بأمر من الله.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح..الصلاة خير من النوم..وهو يعلم أن الله يعنيه بالنداء..فالمقصود من حي على الصلاة ..هو كل مسلم يسمع هذا النداء..فهل كان يعمر بيوت الله , كما أمر الله..هل كان من أهل الفجر, و صلاة الفجر, في بيوت الله..إن وجد خيرا حمد الله و سأله المزيد من فضله.. وإن وجد نوما وغفلة..فليتدارك أمره.. وليتب إلى الله.. وحالنا في الاستجابة لنداء الله عجيب..يوم أن تقام المباراة..يتخلف الكثير عن نداء الله.. تفرغ المساجد..فاعلم أيها المؤمن..إنك ستجد ذلك عند الله.. ناديتك من سابع سماء، فلم تجبني.. آلكرة خير..مَن ِالأهم..الله..من الذي وهبك النظر لترى..الله.. من الذي أعطاك العقل لتدرك..الله.. الله الذي نادى كل إنسان..بصيغة التأكيد والأمر.. إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ.. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي .. إِنَّ السَّاعَة آتِيَة أَكَادُ أُخْفِيهَا.. لِتـُجْزَى كلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى..{طه14-15} فاعزم أيها المؤمن.. أن تلبي نداء الله..قال حي على الصلاة..قل لبيك..أقبل .. فإنه نداء الله..وطاعتك لله.. حسنات تجمعها..ودرجات ترفعك عند الله..
يسأل المؤمن نفسه.. وقد مر العام.. كيف تعامل مع الناس.. هل أدى دينه.. قال الصحابي محمد بن جحش:كنا جلوسا عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلى السماء,ثم وضع راحته على جبهته، ثم قال: سبحان الله! ماذا نزل من التشديد؟ فسكـَتنا وفزعنا. فلما كان من الغد سألته: يا رسول الله! ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قتل، ثم أحيي، ثم قتل وعليه دَيْن.. ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دَينه رواه الإمام أحمد..فلا يتساهل المؤمن في سداد الدين..ولا يتوانى..ولا يتهاون..فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يقضى عنه.. أنظر أيها المؤمن في ديونك.. واعزم على أدائها.. وهذا مفتتح العام..إبدأ و توكل على الله..
يسأل المؤمن نفسه.. هل كان خلال عامه الذي مضى..فاعلا للخير..محبا للغير..مشفقا على الفقير.. متحننا على اليتيم.. هل وصل رحمه.. هل أحسن لجاره..فإن وجد ذلك في خصاله.. و لمس ذلك من أفعاله..فليحمد الله.. وليستزده من توفيقه وفضله..وإن لم يجد..فليعلم أن ذلك منهج المؤمنين.. وأن ذلك طريق الصالحين.. فليلزمه..و ليدع الله أن يثبته عليه..
اللهم ثبتنا على هذا الدين..واجعلنا من العاملين بشرعك المتين..واجعلنا من الآمنين في الدنيا و في يوم الدين..
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..\
الحمد لله الذي جعل الدنيا مسلكا للأنام ..وجعل الآخرة هي دار المقام.. أشهد أن لا إله إلا الله ..وحده لا شريك له.. أجرى الليالي والأيام.. وقدر شهر المحرم فاتحة شهور العام..و أشهد أن سيدنا..وحبيب قلوبنا محمدا عبده ورسوله.. سيد الأنام.. وبدر التمام.. ومسك الختام.. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله البررة الكرام.. وارض اللهم على صحابته الأئمة الأعلام..وعلى من تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام..
أما بعد...إخوة الإيمان والعقيدة
من أين نكتب التاريخ ؟ سؤال طرحه الخليفة الفاروق عمر..رضي الله عنه.. على أسماع جلسائه من صحابة رسول الله.. صلى الله عليه وسلم.. فقال بعضهم نبدؤه من المولد النبوي.. وقال بعضهم نبدؤه من الهجرة النبوية.. وقال آخرون نبدؤه من البعثة الشريفة .. وبعد التشاور و التحاور.. أعلن الفاروق عمر.. بداية التاريخ الإسلامي.. من الهجرة النبوية .. ثم قال من أي شهر نبدأ السنة الهجرية..و تعددت الآراء.. فمنهم من اقترح بداية العام من شهر رمضان.. ومنهم من ذكر شهر محرم.. و منهم من اقترح شهر ربيع الأول..شهر المولد.. و رجح لدى الخليفة الفاروق..أن تكون بداية السنة الهجرية من شهر محرم..فكما كان الحج آخر أركان الإسلام..فإن شهر ذي الحجة.. هو آخر شهور العام.. وبذلك ..اعتمد المسلمون الهجرة كتأريخ ..و الشهر المحرم كبداية لكل عام..
واليوم ..هو الأول من شهر محرم..هو الأول من السنة الهجرية الجديدة.. أي أننا ختمنا عاما ..و اليوم نفتتح عاما جديدا بإذن الله تبارك وتعالى..أسأل الله أن يجعله عام خير ورخاء وصحة على الجميع .. واجبنا في هذه المناسبة .. أن يقف كل واحد منا مع ذاته .. أن يقف مع نفسه.. أن يتأمل أولا .. أن هذا العام الذي انقضى..هو مثال لكل مخلوق..لا بد لكل كائن من نهاية..كل من عليها فان..و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام..{الرحمان26-27} و ما دامت النهاية قادمة ..فلماذا لا يجعلها المؤمن نهاية سعيدة.. و لا تكون كذلك إلا إذا أطاع الله واستقام .. إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا.. تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ.. أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا.. وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ..{فصلت30} قال العلماء هذه البشارة عند الموت.. يسعد بها المؤمن من لحظة فراقه للدنيا ..إلى دخوله إلى الجنة..و ما أسعدها نهاية..أنوار تتنزل.. وملائكة تهنئ..و ملائكة تطمئن.. و ملائكة تبشر..ثم يأتي ملك الموت.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وحديثه في صحيح الترغيب.. ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ.. حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِ المؤمن.. فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ..اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ.. قَالَ: فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ فَتَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ.. و هكذا نهاية العام.. تذكر المؤمن بحضور الأجل.. وتحفزه على طاعة الله.. أملا في تلك النهاية السعيدة..
ثم يتأمل المؤمن هذه الحياة.. بأيامها وأعوامها..كم هي سريعة الانقضاء.. عاش فيها نبي الله نوح.. عليه السلام..أكثر من ألف عام..ويوم حضرته الوفاة .. سألوه كيف وجدت الحياة.. قال.. وجدتها كبيت له بابان..دخلت من الأول وخرجت من الثاني..هذا الانقضاء السريع..يقف أمامه المؤمن.. ليعلم أن ما مضى من العمر سريعا.. سيلحق به ما تبقى من العمر سريعا.. فيلتفت إلى ما مضى .. ويسأل نفسه.. مر علي عام بلياليه.. في الثلث الأخير من كل ليلة ..يتجلى رب العزة تبارك و تعالى من السماء..وينادي أهل الأرض..هل من سائل فأعطيَه، هل من مستغفر فأغفرَ له، هل من داع فأستجيبَ له.. وذلك إلى مطلع الفجر..فكم من ليلة لبـّيتُ فيها هذا النداء..كم من ليلة وقفتُ فيها أمام الله في هدأة الليل..أساله المغفرة..أسأله الرضوان..أساله صلاح الحال.. فإن لم يجد له وقفات..إن قضاها نائما ..إن قضاها غافلا.. فهذا عامنا الجديد .. يلتزم فيه بالوقوف على باب الله..طائعا لله.. راغبا في مرضاة الله ...
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. وعهد التابعين.. يمر المسلم بديار المدينة آخر الليل.. فيسمع منها دويا كـدوي النحل.. المدينة كلها مستيقظة..كل أهلها بين قارئ ومبتهل و راكع و ساجد.. مر النبي صلى الله عليه وسلم..ليلة ببيت في المدينة.. فسمع عجوزا..تقرأ قوله تعالى..هل أتاك حديث الغاشية..{الغاشية1} { أي هل أتاك يا محمد خبر القيامة..}و تبكي العجوز.. فلا تستطيع المرور إلى الآية التي بعدها.. فتعيد هل أتاك حديث الغاشية..ثم تبكي..فأسند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رأسه على بابها.. وهو يقول نعم أتاني ..نعم أتاني..وظل يبكي.. هؤلاء خيرة الخلق.. هؤلاء المبشرون بالجنة ..يقومون آخر الليل..يدعون ربهم خوفا و طمعا.. فليراجع كل واحد منا نفسه..كم من ليلة في العام الماضي .. قام لله..وتضرع إلى الله..وصلى لله.. فإن لم يفعل..فهذا مفتتح العام الجديد.. و ليتوكل على الله..
يسأل المؤمن نفسه.. مر العام بلياليه.. هل كان يلبي النداء..عند كل فجر.. ينادي المؤذن.. بأمر من الله.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح..الصلاة خير من النوم..وهو يعلم أن الله يعنيه بالنداء..فالمقصود من حي على الصلاة ..هو كل مسلم يسمع هذا النداء..فهل كان يعمر بيوت الله , كما أمر الله..هل كان من أهل الفجر, و صلاة الفجر, في بيوت الله..إن وجد خيرا حمد الله و سأله المزيد من فضله.. وإن وجد نوما وغفلة..فليتدارك أمره.. وليتب إلى الله.. وحالنا في الاستجابة لنداء الله عجيب..يوم أن تقام المباراة..يتخلف الكثير عن نداء الله.. تفرغ المساجد..فاعلم أيها المؤمن..إنك ستجد ذلك عند الله.. ناديتك من سابع سماء، فلم تجبني.. آلكرة خير..مَن ِالأهم..الله..من الذي وهبك النظر لترى..الله.. من الذي أعطاك العقل لتدرك..الله.. الله الذي نادى كل إنسان..بصيغة التأكيد والأمر.. إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ.. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي .. إِنَّ السَّاعَة آتِيَة أَكَادُ أُخْفِيهَا.. لِتـُجْزَى كلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى..{طه14-15} فاعزم أيها المؤمن.. أن تلبي نداء الله..قال حي على الصلاة..قل لبيك..أقبل .. فإنه نداء الله..وطاعتك لله.. حسنات تجمعها..ودرجات ترفعك عند الله..
يسأل المؤمن نفسه.. وقد مر العام.. كيف تعامل مع الناس.. هل أدى دينه.. قال الصحابي محمد بن جحش:كنا جلوسا عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم - فرفع رأسه إلى السماء,ثم وضع راحته على جبهته، ثم قال: سبحان الله! ماذا نزل من التشديد؟ فسكـَتنا وفزعنا. فلما كان من الغد سألته: يا رسول الله! ما هذا التشديد الذي نزل؟ فقال: والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أحيي، ثم قتل، ثم أحيي، ثم قتل وعليه دَيْن.. ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دَينه رواه الإمام أحمد..فلا يتساهل المؤمن في سداد الدين..ولا يتوانى..ولا يتهاون..فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يقضى عنه.. أنظر أيها المؤمن في ديونك.. واعزم على أدائها.. وهذا مفتتح العام..إبدأ و توكل على الله..
يسأل المؤمن نفسه.. هل كان خلال عامه الذي مضى..فاعلا للخير..محبا للغير..مشفقا على الفقير.. متحننا على اليتيم.. هل وصل رحمه.. هل أحسن لجاره..فإن وجد ذلك في خصاله.. و لمس ذلك من أفعاله..فليحمد الله.. وليستزده من توفيقه وفضله..وإن لم يجد..فليعلم أن ذلك منهج المؤمنين.. وأن ذلك طريق الصالحين.. فليلزمه..و ليدع الله أن يثبته عليه..
اللهم ثبتنا على هذا الدين..واجعلنا من العاملين بشرعك المتين..واجعلنا من الآمنين في الدنيا و في يوم الدين..
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..\
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : بداية رمضان
» خطبة الجمعة : العام الهجري
» خطبة الجمعة : العام الدراسي
» خطبة الجمعة : نهاية العام
» خطبة الجمعة : العبادة
» خطبة الجمعة : العام الهجري
» خطبة الجمعة : العام الدراسي
» خطبة الجمعة : نهاية العام
» خطبة الجمعة : العبادة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي