بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
خطبة الجمعة : أم سليم
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : أم سليم
أم سليم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى والحق المبين.. وأيده بأصحاب غر ميامين.. وأكمل بفضله هذا الدين..فأتم نعمته على المؤمنين.. أشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. شهادة العاملين بشرائع هذا الدين.. المتمسكين بالعروة الوثقى حبل الله المتين.. وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمدا عبده ورسوله.. نبي أخلص لهذا الدين.. وأحب المؤمنين.. و أرشدنا لما فيه الخير والعز و التمكين.. اللهم صل وسلم عليه في الأولين والآخرين.. و ارض اللهم على آله و أصحابه و التابعين.. ومن تبعهم بإحسان وحسن يقين..وارض عنا معهم أجمعين...
أما بعد...... إخوة الإيمان و العقيدة..
من كرم الله على هذه الأمة.. أن جعل رسوله إليها..آخر رسله.. مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ.. وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ..وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ..{الأحزاب 40}.. وفي ذلك بشرى لنا..أن الخير باق فينا إلى يوم القيامة.. فخالق الخلق .. كلما زاغ خلقه عن منهجه.. أرسل إليهم رسولا يعيدهم إلى طريقته .. إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم.. خاتما للنبيئين .. بعثه بالدين الحق .. الشامل لكل الأديان..هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى.. وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .. بعثه بالدين القيم.. بشيرا و نذيرا.. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا..وسراج الله لا ينطفئ..و نور الله غالب على كل ظلمة..وهذه الأمة أمة خير..لا ينقطع خيرها أبدا.. ولكي يبقى الخير فوق الأرض..و لتستمرالحياة.. تكفل الله بحفظ هذا الدين..وحفظ منهجه إلى قيام الساعة.. فقال تبارك وتعالى.. إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ..{الحجر9}.. وتكفل أيضا.. بصحابة رافقوا النبيء صلى الله عليه وسلم .. و آزروه.. وحملوا راية لا إله إلا الله..حبا في الله ورسوله..ونشرا للدين الحق.. ليصل هذا الدين إلى كافة أنحاء الأرض..و يستمر عبر العصور ..يتألق تجددا..بتجدد الأيام والأعوام.. ومن هؤلاء الصحابة..نساء.. مسلمات مؤمنات .. قانتات تائبات عابدات .. ومن هؤلاء النسوة .. صحابية جليلة..مثال المرأة المؤمنة ..والزوجة الصالحة و الأم الحانية.. لقاؤنا اليوم بإذن الله تعالى..مع أم سليم.. الغميصاء بنت ملحان..رضي الله عنها.. نتناول البعض من سيرتها..لنرى كيف حمل أسلافنا هذا الدين..وكيف كانت المرأة في الإسلام..محبة لدينها ..عابدة تقية .. طائعة لزوجها..حانية على أولادها..منهجها الخير..وهدفها رضوان الله وغفرانه..
عرفت يثرب ,الغميصاء.. برجاحة عقلها..وبعد نظرها و حسن تبعلها.. وكان الناس يغبطون زوجها مالك بن النـّضْر..على ما أوتيت من عقل و حكمة.. ولما حل نور الله بالمدينة ..بمقدم أول سفراء الإسلام.. الصحابي الجليل مصعب بن عمير..استمعت إليه الغميصاء بأذنها البصيرة.. فتيقنت أنه الدين الحق.. فآمنت.. وعادت إلى زوجها تبشره.. وتدعوه لمشاركتها حياة رغيدة في دين الله.. لكنه أبى.. وتمسك بدين الأجداد.. فقالت له..يا مالك..أترضى بقطعة خشب نجرها لك حبشي بني فلان..بديلا عن الله..خالق السماوات والأرض ..أترضى بما لا يسمع و لا ينفع.. عن السميع العليم..وظل مالك على ضلاله..وكان ابنهما أنس في السابعة من عمره..فلما يئست من هداية زوجها.. التفتت إلى ولدها.. تزرع فيه بذرة الإيمان والتوحيد.. تقول له..يا بنيّ..قل لا إله إلا الله..قل أشهد أن محمدا رسول الله..والطفل يررد ببراءة ما تلقنه له الأم..فكان زوجها ينهاها بقوله..لا تفسدي علي ولدي..وكانت تجيبه..إنما أصلحه وألقنه ما ينفعه دنيا وأخرى..ويوم هاجر الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى المدينة..وعاشت المدينة فرحة لم تشهدها في التاريخ مدينة قط..جاءت الغميصاء.. إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل في يدها ولدها أنس.. قالت يا رسول الله..انه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد أتحفك بتحفة.. واني فتشت لك في بيتي عما أتحفك به .. فلم أجد لك غير ولدي هذا.. أنس بن مالك..فاقبله مني خادما لك.. وخدم أنس رسول الله عشر سنين و سجل للمؤمنين حياة رسولهم و أقواله و أعماله و أخلاقه.. وعاش بعده قرابة قرن من الزمان يروي سيرته ويعلم الأجيال دينه و منهجه.. و صاحبة الفضل على أنس .. أمه الغميصاء .. التي عرفت أين تضعه ..و كيف تختار له المدرسة و المعلم .. وذات يوم عادت الغميصاء من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم.وقالت لزوجها.. جئتك اليوم بما تكره..وكان زوجها مدمن خمر..قال لها لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابى {يقصد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم }. قالت: كان أعرابيّا اصطفاه الله واختاره، وجعله نبيّا. قال: ما الذي جئتِ به؟ قالت: حُرِّمت الخمر. قال: هذا فراق بينى وبينك.. وخرج من عندها متجها إلى الشام..فلقيه عدو له فقتله..ومات مشركا..و ترملت أم سليم..فتقدم لخطبتها زيد ابن سهل المعروف بابي طلحة و كان مثلها خزرجيا من بني النجار.. فقالت الغميصاء.. يَا أَبَا طَلْحَةَ.. وَاللَّهِ مَا مِثْلُكَ يُرَدُّ ..وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ.. وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلاَ يَحِلُّ لِى أَنْ أَتَزَوَّجَكَ ..فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ.. فلم تشترط المال..ولم تسال عن الجاه..جعلت مهرها أن تعيش مع زوج مسلم..يشاركها تطبيق أحكام الله..قال لها سأنظر في أمري..وفكر أبو طلحة ثم عاد إليها.. يحمل معه: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم..قالت له أتم ذلك يا أبا طلحة..قال لها..ومن لي بذلك؟ قالت : لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق أبو طلحة يريد النبيء صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه، فلما رآه قادما.. قال لصحابته : جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه، وأسلم أبو طلحة.. وبعث الرسولصلى الله عليه وسلم.. إلى أم سليم يطلب شاهدا لها منها على عقدها..فقالت لولدها أنس..قم يا بني..واشهد زواجي من أبي طلحة..وزوجها النبي صلى الله عليه وسلم..وعاشت أم سليم مع أبي طلحة عيشة السعداء .. وكان النبيء صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها..كما جاء في صحيح البخاري.. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ.. وما نام ببيت إلا عند أم سليم..ذكر الإمام مسلم في صحيحه..عن أنس رضي الله عنه قال.. دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عِنْدَنَا..- أي نام وقت القيلولة- ..فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ ». قَالَتْ هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِى طِيبِنَا.. ورزقها الله من أبي طلحة بولد أحبه أبو طلحة.. وكناه بأبي عمير.. فكان صلى الله عليه وسلم..و الحديث في مسند الإمام أحمد..إذا دخل على أم سليم ..مازح الغلام.. فدخل يوما فرآه حزينا.. فَقَالَ « مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِيناً ». فَقَالُت مَاتَ نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ. قَالَ فَجَعَلَ الرسول صلى الله عليه وسلم يَقُولُ .. أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.. ومرض الغلام.. واشتد عليه المرض.. وكان من عادة أبي طلحة أنه يخرج إلى المسجد النبوي لصلاة الظهر..ويجلس في جوار النبيء.. ينهل من نبعه الصافي..ولا يعود إلى بيته إلا بعد صلاة العشاء.. وخرج أبو طلحة مرةً فمات الغلام، والحديث في صحيح الإمام مسلم..وتلقت الأم المؤمنة الصابرة الحادثَ بنفس راضية طيبة، وسجَّته في فراشه وهي تردد: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبر واحتساب ورضا بالمقدور.. وَقالَتْ لأَهْلِهَا لاَ تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ ولما رجع أبو طلحة كانت أم سليم قد جففت دموعَ الرحمة من عينيها ، وهشت لاستقبال زوجها، وأجابته عن سؤاله المعهود: ما فعل ابني؟ فقالت له: هو أسكن ما يكون، فظن أنه عوفي، ففرح لسكونه وراحته، ثم قربت له عشاءه..ثم تزينت وتطيبت،. ولما كان من آخر الليل قالت له بكل فطنة و أدب: يا أبا طلحة .. أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت.. فطلبوا عاريتهم .. ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ..الأمانة مؤداة.. قالت : ألا تعجب من جيراننا.. طالت عارية القوم عندهم حتى رأوا أن قد ملكوها .. فلما جاء أهلها يطلبونها .. جزعوا أن يعطوها لهم.. فقال : بئس ما صنعوا .. قالت : يا أبا طلحة , هذا ابنك كان عارية من الله عندنا .. وقد قبضه الله إليه .. فاحتسب ولدك عند الله .. فغضب أبو طلحة.. وانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِى غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا ». فَحَمَلَتْ ..وفي آخر أيام حملها..كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ وَهِىَ مَعَهُ ..فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ فَاحْتُبِسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- و في لحظة شوق و محبة لله و رسوله..رفع أَبُو طَلْحَةَ يديه إلى رافع السماء..وناجاه بقوله.. إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يَا رَبِّ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ وَقَدِ احْتُبِسْتُ بِمَا تَرَى ..وهو في مناجاته..نادته أُمُّ سُلَيْمٍ يَا أَبَا طَلْحَةَ مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ ..انْطَلِقْ. فَانْطَلَقا –ودخلا المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما أن وصلت بيتها..حتى عاد إليها الْمَخَاضُ فَوَلَدَتْ غُلاَمًا يقول أنس.. فَقَالَتْ لِي أُمِّي يَا أَنَسُ لاَ يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَلَمَّا أَصْبَحَ احْتَمَلْتُهُ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآنِي قَالَ « لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ ». قُلْتُ نَعَمْ.. وَوَضَعْتُهُ فِى حَجْرِهِ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلاَكَهَا فِى فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِيّ الصَّبِي فَجَعَلَ الصَّبِي يَتَلَمَّظُهَا - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ ». قَالَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ...وهو الصحابي الجليل عبدالله بن أبي طلحة..
أورد الإمام البخاري في صحيحه.. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ ..قَالَ أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ ..وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ.. فَإِنِّي صَائِمٌ.. ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ.. فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا.. فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ..إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً.. قَالَ مَا هِيَ يا أم سليم.. قَالَتْ خَادِمُكَ أَنَسٌ .. قال أنس.. فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ..قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ.. فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي .. بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ...وكانت جميع أشجارالحقول تثمر في العام مرة واحدة..إلا بساتيني..وما فيها من عنب ونخيل.. فكانت تثمر في العام مرتين.
.. كل ذلك ببركة دعوة النبي الكريم.. صلى الله عليه وسلم..لهذا الرجل العظيم.. خير خادم لخير إنسان مشى على الأرض..يقول أنس رضي الله عنه.. منذ مات النبي صلى الله عليه وسلم ما نمت ليلة إلا رأيته فيها..وكل هذا التكريم الذي حظي به أنس هو بحسن عبادته لله..وبمكانة أمه الغميصاء عند الله ورسوله. . أورد الإمام مسلم في صحيحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دخلت الجنة فسمعت خشفة،{وهي صوت حركة المشي} فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك..
اللهم اسلك بنسائنا مسلك الغميصاء..واجعلهن مؤمنات قانتات طائعات..واهد لنا البنين والبنات..واكتب لنا ولهم الصلاح في هذه الحياة..
أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم الكريم لي و لكم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى والحق المبين.. وأيده بأصحاب غر ميامين.. وأكمل بفضله هذا الدين..فأتم نعمته على المؤمنين.. أشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. شهادة العاملين بشرائع هذا الدين.. المتمسكين بالعروة الوثقى حبل الله المتين.. وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمدا عبده ورسوله.. نبي أخلص لهذا الدين.. وأحب المؤمنين.. و أرشدنا لما فيه الخير والعز و التمكين.. اللهم صل وسلم عليه في الأولين والآخرين.. و ارض اللهم على آله و أصحابه و التابعين.. ومن تبعهم بإحسان وحسن يقين..وارض عنا معهم أجمعين...
أما بعد...... إخوة الإيمان و العقيدة..
من كرم الله على هذه الأمة.. أن جعل رسوله إليها..آخر رسله.. مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ.. وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ..وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ..{الأحزاب 40}.. وفي ذلك بشرى لنا..أن الخير باق فينا إلى يوم القيامة.. فخالق الخلق .. كلما زاغ خلقه عن منهجه.. أرسل إليهم رسولا يعيدهم إلى طريقته .. إلى أن بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم.. خاتما للنبيئين .. بعثه بالدين الحق .. الشامل لكل الأديان..هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى.. وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .. بعثه بالدين القيم.. بشيرا و نذيرا.. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا..وسراج الله لا ينطفئ..و نور الله غالب على كل ظلمة..وهذه الأمة أمة خير..لا ينقطع خيرها أبدا.. ولكي يبقى الخير فوق الأرض..و لتستمرالحياة.. تكفل الله بحفظ هذا الدين..وحفظ منهجه إلى قيام الساعة.. فقال تبارك وتعالى.. إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ..{الحجر9}.. وتكفل أيضا.. بصحابة رافقوا النبيء صلى الله عليه وسلم .. و آزروه.. وحملوا راية لا إله إلا الله..حبا في الله ورسوله..ونشرا للدين الحق.. ليصل هذا الدين إلى كافة أنحاء الأرض..و يستمر عبر العصور ..يتألق تجددا..بتجدد الأيام والأعوام.. ومن هؤلاء الصحابة..نساء.. مسلمات مؤمنات .. قانتات تائبات عابدات .. ومن هؤلاء النسوة .. صحابية جليلة..مثال المرأة المؤمنة ..والزوجة الصالحة و الأم الحانية.. لقاؤنا اليوم بإذن الله تعالى..مع أم سليم.. الغميصاء بنت ملحان..رضي الله عنها.. نتناول البعض من سيرتها..لنرى كيف حمل أسلافنا هذا الدين..وكيف كانت المرأة في الإسلام..محبة لدينها ..عابدة تقية .. طائعة لزوجها..حانية على أولادها..منهجها الخير..وهدفها رضوان الله وغفرانه..
عرفت يثرب ,الغميصاء.. برجاحة عقلها..وبعد نظرها و حسن تبعلها.. وكان الناس يغبطون زوجها مالك بن النـّضْر..على ما أوتيت من عقل و حكمة.. ولما حل نور الله بالمدينة ..بمقدم أول سفراء الإسلام.. الصحابي الجليل مصعب بن عمير..استمعت إليه الغميصاء بأذنها البصيرة.. فتيقنت أنه الدين الحق.. فآمنت.. وعادت إلى زوجها تبشره.. وتدعوه لمشاركتها حياة رغيدة في دين الله.. لكنه أبى.. وتمسك بدين الأجداد.. فقالت له..يا مالك..أترضى بقطعة خشب نجرها لك حبشي بني فلان..بديلا عن الله..خالق السماوات والأرض ..أترضى بما لا يسمع و لا ينفع.. عن السميع العليم..وظل مالك على ضلاله..وكان ابنهما أنس في السابعة من عمره..فلما يئست من هداية زوجها.. التفتت إلى ولدها.. تزرع فيه بذرة الإيمان والتوحيد.. تقول له..يا بنيّ..قل لا إله إلا الله..قل أشهد أن محمدا رسول الله..والطفل يررد ببراءة ما تلقنه له الأم..فكان زوجها ينهاها بقوله..لا تفسدي علي ولدي..وكانت تجيبه..إنما أصلحه وألقنه ما ينفعه دنيا وأخرى..ويوم هاجر الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى المدينة..وعاشت المدينة فرحة لم تشهدها في التاريخ مدينة قط..جاءت الغميصاء.. إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل في يدها ولدها أنس.. قالت يا رسول الله..انه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد أتحفك بتحفة.. واني فتشت لك في بيتي عما أتحفك به .. فلم أجد لك غير ولدي هذا.. أنس بن مالك..فاقبله مني خادما لك.. وخدم أنس رسول الله عشر سنين و سجل للمؤمنين حياة رسولهم و أقواله و أعماله و أخلاقه.. وعاش بعده قرابة قرن من الزمان يروي سيرته ويعلم الأجيال دينه و منهجه.. و صاحبة الفضل على أنس .. أمه الغميصاء .. التي عرفت أين تضعه ..و كيف تختار له المدرسة و المعلم .. وذات يوم عادت الغميصاء من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم.وقالت لزوجها.. جئتك اليوم بما تكره..وكان زوجها مدمن خمر..قال لها لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابى {يقصد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم }. قالت: كان أعرابيّا اصطفاه الله واختاره، وجعله نبيّا. قال: ما الذي جئتِ به؟ قالت: حُرِّمت الخمر. قال: هذا فراق بينى وبينك.. وخرج من عندها متجها إلى الشام..فلقيه عدو له فقتله..ومات مشركا..و ترملت أم سليم..فتقدم لخطبتها زيد ابن سهل المعروف بابي طلحة و كان مثلها خزرجيا من بني النجار.. فقالت الغميصاء.. يَا أَبَا طَلْحَةَ.. وَاللَّهِ مَا مِثْلُكَ يُرَدُّ ..وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ.. وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلاَ يَحِلُّ لِى أَنْ أَتَزَوَّجَكَ ..فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ.. فلم تشترط المال..ولم تسال عن الجاه..جعلت مهرها أن تعيش مع زوج مسلم..يشاركها تطبيق أحكام الله..قال لها سأنظر في أمري..وفكر أبو طلحة ثم عاد إليها.. يحمل معه: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم..قالت له أتم ذلك يا أبا طلحة..قال لها..ومن لي بذلك؟ قالت : لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق أبو طلحة يريد النبيء صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه، فلما رآه قادما.. قال لصحابته : جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه، وأسلم أبو طلحة.. وبعث الرسولصلى الله عليه وسلم.. إلى أم سليم يطلب شاهدا لها منها على عقدها..فقالت لولدها أنس..قم يا بني..واشهد زواجي من أبي طلحة..وزوجها النبي صلى الله عليه وسلم..وعاشت أم سليم مع أبي طلحة عيشة السعداء .. وكان النبيء صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها..كما جاء في صحيح البخاري.. أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ.. وما نام ببيت إلا عند أم سليم..ذكر الإمام مسلم في صحيحه..عن أنس رضي الله عنه قال.. دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عِنْدَنَا..- أي نام وقت القيلولة- ..فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ ». قَالَتْ هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِى طِيبِنَا.. ورزقها الله من أبي طلحة بولد أحبه أبو طلحة.. وكناه بأبي عمير.. فكان صلى الله عليه وسلم..و الحديث في مسند الإمام أحمد..إذا دخل على أم سليم ..مازح الغلام.. فدخل يوما فرآه حزينا.. فَقَالَ « مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ حَزِيناً ». فَقَالُت مَاتَ نُغَرُهُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ. قَالَ فَجَعَلَ الرسول صلى الله عليه وسلم يَقُولُ .. أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ.. ومرض الغلام.. واشتد عليه المرض.. وكان من عادة أبي طلحة أنه يخرج إلى المسجد النبوي لصلاة الظهر..ويجلس في جوار النبيء.. ينهل من نبعه الصافي..ولا يعود إلى بيته إلا بعد صلاة العشاء.. وخرج أبو طلحة مرةً فمات الغلام، والحديث في صحيح الإمام مسلم..وتلقت الأم المؤمنة الصابرة الحادثَ بنفس راضية طيبة، وسجَّته في فراشه وهي تردد: إنا لله وإنا إليه راجعون، صبر واحتساب ورضا بالمقدور.. وَقالَتْ لأَهْلِهَا لاَ تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ ولما رجع أبو طلحة كانت أم سليم قد جففت دموعَ الرحمة من عينيها ، وهشت لاستقبال زوجها، وأجابته عن سؤاله المعهود: ما فعل ابني؟ فقالت له: هو أسكن ما يكون، فظن أنه عوفي، ففرح لسكونه وراحته، ثم قربت له عشاءه..ثم تزينت وتطيبت،. ولما كان من آخر الليل قالت له بكل فطنة و أدب: يا أبا طلحة .. أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت.. فطلبوا عاريتهم .. ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ..الأمانة مؤداة.. قالت : ألا تعجب من جيراننا.. طالت عارية القوم عندهم حتى رأوا أن قد ملكوها .. فلما جاء أهلها يطلبونها .. جزعوا أن يعطوها لهم.. فقال : بئس ما صنعوا .. قالت : يا أبا طلحة , هذا ابنك كان عارية من الله عندنا .. وقد قبضه الله إليه .. فاحتسب ولدك عند الله .. فغضب أبو طلحة.. وانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِى غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا ». فَحَمَلَتْ ..وفي آخر أيام حملها..كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ وَهِىَ مَعَهُ ..فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ فَاحْتُبِسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- و في لحظة شوق و محبة لله و رسوله..رفع أَبُو طَلْحَةَ يديه إلى رافع السماء..وناجاه بقوله.. إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يَا رَبِّ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ وَقَدِ احْتُبِسْتُ بِمَا تَرَى ..وهو في مناجاته..نادته أُمُّ سُلَيْمٍ يَا أَبَا طَلْحَةَ مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ ..انْطَلِقْ. فَانْطَلَقا –ودخلا المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما أن وصلت بيتها..حتى عاد إليها الْمَخَاضُ فَوَلَدَتْ غُلاَمًا يقول أنس.. فَقَالَتْ لِي أُمِّي يَا أَنَسُ لاَ يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَلَمَّا أَصْبَحَ احْتَمَلْتُهُ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآنِي قَالَ « لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ ». قُلْتُ نَعَمْ.. وَوَضَعْتُهُ فِى حَجْرِهِ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلاَكَهَا فِى فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِيّ الصَّبِي فَجَعَلَ الصَّبِي يَتَلَمَّظُهَا - قَالَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ ». قَالَ فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ...وهو الصحابي الجليل عبدالله بن أبي طلحة..
أورد الإمام البخاري في صحيحه.. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ ..قَالَ أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ ..وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ.. فَإِنِّي صَائِمٌ.. ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ.. فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا.. فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ..إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً.. قَالَ مَا هِيَ يا أم سليم.. قَالَتْ خَادِمُكَ أَنَسٌ .. قال أنس.. فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ ..قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ.. فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي .. بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ...وكانت جميع أشجارالحقول تثمر في العام مرة واحدة..إلا بساتيني..وما فيها من عنب ونخيل.. فكانت تثمر في العام مرتين.
.. كل ذلك ببركة دعوة النبي الكريم.. صلى الله عليه وسلم..لهذا الرجل العظيم.. خير خادم لخير إنسان مشى على الأرض..يقول أنس رضي الله عنه.. منذ مات النبي صلى الله عليه وسلم ما نمت ليلة إلا رأيته فيها..وكل هذا التكريم الذي حظي به أنس هو بحسن عبادته لله..وبمكانة أمه الغميصاء عند الله ورسوله. . أورد الإمام مسلم في صحيحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دخلت الجنة فسمعت خشفة،{وهي صوت حركة المشي} فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك..
اللهم اسلك بنسائنا مسلك الغميصاء..واجعلهن مؤمنات قانتات طائعات..واهد لنا البنين والبنات..واكتب لنا ولهم الصلاح في هذه الحياة..
أقول قولي هذا و استغفر الله العظيم الكريم لي و لكم
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : الحج
» خطبة الجمعة : أمة الخير
» خطبة الجمعة : أدب الطريق
» خطبة الجمعة : الشباب
» خطبة الجمعة : التغييـر
» خطبة الجمعة : أمة الخير
» خطبة الجمعة : أدب الطريق
» خطبة الجمعة : الشباب
» خطبة الجمعة : التغييـر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي