آداب المسجد

الحمد لله الذي جعل بيوته في الارض المساجد .. و أذن برفعها .. و أعدّها للذاكر و الراكع و الساجد .. أشهد أن لا إله إلا الله ..وحده لا شريك له .. أمر عباده بطاعته..وحثهم على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وأشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبده ورسوله.. دلنا على شرائع هذا الدين .. و حبب الينا المساجد , بالوعظ و التبيين .. اللهم صل وسلم عليه في الأولين والآخرين.. واعل اللهم مقامه في أعلى عليين..واجمعنا به على حوضه في مقام أمين.. وارزقنا جواره مع أصفيائك المقربين ..
أما بعد.. إخوة الإيمان و العقيدة
في يوم القيامه .. و الناس في المحشر.. و الشمس فوق الرؤوس .. و العرق الى الاذقان .. يتجلى الخالق جل جلاله على خلقه .. و ينادي .. أين جيراني .. أين جيراني .. فيعجب الملائكه .. و يقولون .. ربنا .. من ينبغي له أن يجاورك .. فيقول عز و جل .. أين عمار المساجد .. جيران الله ..و في ظل عرشه ..و بعد العرض و الحساب .. ينطلق اهل المحشر نحو السراط .. وتختفي الشمس .. و يبقى الناس في ظلام دامس .. ثم يوزع الله نوره على اهل الاسلام .. كل حسب عمله .. اقلهم .. أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. آخِرُ مَن يُعْطَى نُورَه على إبهامِ قَدِمِه ، يُضِيءُ مَرَّةً ويُطْفِئُ مَرَّةً ، فإذا أضاء قَدَّمَ قَدَمَه ، وإذا طَفِئَ قام .. و يتقدم اناس نورهم بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم .. قال في حقهم حبيب هذه الا مة .. صلى الله عليه وسلم .. بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ ، إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَة.. أهل العشاء و الفجر .. جيران الله .. تحفهم الانوار في سيرهم نحو السراط .. هم المقربون من الله في الجنه .. بماذا بلغوا درجات الرضوان عند الله .. بلغوها بمحبتهم للمساجد .. لهم شوق و حنين الى المساجد .. ..و هذا الذي غفلنا عنه .. نأتي الى المسجد ..كما نأتي لأيّ بيت .. لا ..لا بد أن يشعر المسلم أنه متوجه الى أعز بيت ..و أحب بيت .. و اقدس بيت .. يحمله شوقه , وهو يعلم أن الله في انتظاره .. ليتـمّ لقاء المخلوق مع الخالق .. سلفنا الصالح ..علقوا محبتهم بمحبة الله .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحبُّ البلادِ إلى الله مساجدُها .. فمدحهم رب العزة جل و علا بقوله .. فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ .. رِجَالٌ .. لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ .. اذا سمعوا النداء .. الله اكبر .. حي على الصلاة .. استعدوا لزيارة الخالق .. تطهروا .. يقول جل جلاله .. إن بيوتي في ارضي المساجد ..فطوبى لعبد, تطهر في بيته ثم زارني في بيتي .. و تزينوا .. لبسوا احسن الثياب .. تعطروا ..طاعة لأمر خالقهم .. يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ .. و هذا واجب كل مسلم .. أن يتجمل وهو قادم لزيارة بيت الله .. أن يلبس أنظف الثياب ..لا تكون شفافه .. حتى لا تظهر ملابسه الداخلية .. و لا تكون وصّافة .. ملفوفة على جسمه لفا ..لا بد للبنطلون ان يكون به اتساع .. و ساتر.. كم من مصلي يجلس ينتظر الصلاة .. مكشوف العورة من خلف .. هذا ان صلى على تلك الحال..صلاته غير صحيحة .. لأن ستر العورة ركن .. و ما بين السرة و الركبة يجب ستره في الصلاة .. و لا ياتي للصلاة بتبان .. فوق الركبة .. يا أبنائي الشباب .. التبان فوق الركبة لا تصح به الصلاة.. عند طائفة من اهل العلم.. وان صحت عند آخرين .. صحت مع الاثم و الكراهة ..و اتفق الجميع على اعادة الصلاة .. ان لم يخرج وقتها .. .. فلا بد ان يكون التبان مغطيا للركبة.. اذا قام المصلي و اذا جلس .. و الافضل دائما أن يكون المصلي كامل اللباس .. اجلالا لله جل جلاله ..وتـأدبا مع ذاته العليّة .. و تماشيا من أخلاقنا الاسلامية ..وفي توجه أسلافنا الى بيوت الله.. كان سيرهم في سكينة و وقار.. يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم .. إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلاَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالوَقَارِ، وَلاَ تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا.. فاذا انتظروا الصلاة .. انتظروها بين ذاكر و قارئ و ساجد ..لا يلهيهم حديث الدنيا ..لانهم تركوا و الدنيا و حديثها .. قبل الدخول الى بيت الله .. هم في ضيافة الرحمان .. يغتنمون الفرصة .. ليتزودوا بالاجر و الثواب .. وقد علموا ان الذين كانوا معهم .. ذهبوا .. ولم يحملوا معهم الا ما عملوا ..و يا ليتنا نستيقظ .. مر حبيب هذه الامه علة قبر جديد .. قال لمن حوله .. لمن هذا القبر .. قالوا للصحابي فلان ..قال لهم ..ركعتان مما تنفلون .. خير لهذا من بقية دنياكم .. فعقلوها .. أخذوها بعقولهم .. مدحهم رب العزة فقال .. إن لي عبادا من عبادي..أحبهم و يحبونني.. و يشتاقون إلي وأشتاق إليهم..ويذكرونني وأذكرهم.. يحنون إلى غروب الشمس .. كما تحن الطيور إلى أوكارها .. فإذا جنهم الليل .. نصبوا إلي أقدامهم.. وافترشوا إلي وجوههم..و ناجوني بكلامي.. فلو كانت السماوات السبع..و من فيهن..في موازينهم لاستقللتها عليهم.. قلوب.. هفت لحبيبها الله.. و عيون دمعت محبة لله.. وألسنة لهجت بذكر الله.. حملها رجال..جعلوا الطاعة منهجا في هذه الحياة.. اللهم اجعلنا من أهلك و خاصتك و أحبابك.. وألهمنا التمسك بشرائع دينك و آيات كتابك.. واكتبنا اللهم من عبادك المخلصين لك الدين.. أقول قولي هذا

الخطبة الثانية :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ..مَنْ كَانَ لَهُ إِمَام ..فَقِرَاءَة الْإِمَام لَهُ قِرَاءَة ..الامام يقرأ جهرا .. فالواجب الاستماع .. لقول الله تبارك و تعالى وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا .. و لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرَأ فأنصِتوا .. فاذا قرأ المصلي خلف امامه في الصلاة الجهرية فعل مكروها ..أما اذا قرا الامام سرا .. فمن المستحب أن يقرا الماموم خلف امامه سرا .. لكن كيف يكون هذا السر .. لا بد ان نعرف حدود الجهر و حدود السر .. قال العلماء .. أقل السِّرِّ تَحْرِيكُ اللِّسَانِ..وَأَعْلَاهُ أَنْ يُسْمِعَ نَفْسَهُ فَقَطْ ، وفي اقل السر لا تصح الصلاة و لا القراءة بالقلب ..لا بد من تحريك اللسان .. اذن .. اقل السر تحريك اللسان و اعلاه ان يسمع نفسه \ نعم \ و اقل الجهر أن يمسع نفسه و من يليه و اعلاه لا حد له .. فلا يجوز للمصلي في الظهر مثلا ان يسمع من يليه لأن ذلك اقل الجهر . وصلاة الظهر سرية .. فاذا جهر فيها فعل مكروها .. لانه لو يجبرها بالسجود البعدي \ اما في النافلة كتحية المسجد ..فان الجهر فيها و السر سواء ..اذا لم يشوش على غيره .. اللهم اجعلنا من أهلك أهل المساجد.. وثبتنا على دينك دين المكارم و المحامد.. واجعلنا اللهم من عبادك الطائعين.. وارزقنا التوجه إليك وحسن اليقين..واكتبنا عندك من الذاكرين..واهدنا للعمل بكتابك المبين..ووفقنا لاتباع سنة سيد المرسلين ..واجعله شفيعنا و قائدنا يوم الدين.. وأسكنا جواره في أعلى عليين.. اللهم احفظنا و أهلنا بحفظك المتين ..و أدخلنا و اهلنا في حصنك الحصين .. و جنب بلدنا الفتن و كيد الكائدين .. و أغثنا اللهم بغيثك المبين .. اللهم أغثنا و لا تجعلنا من القانتين .. اللهم اغفر لآبائنا و أمهاتنا.. وتجاوز عن سيئاتهم و سيئاتنا.. واجعلنا من عبادك الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين .. يا خالـق الخلـق أجمعين..يا أنيس الصالحين.. يا جليس الذاكرين ..يا ذا الفـضل على المؤمنين .. يا رجاء المتضـرعين .. يا مجيب السائلين .. نسألك اللهم بعزتك عزة للإسلام و المسلمين ..وذلا وخذلانا لكل من يعادي هذا الدين..اللهم واجمع شملنا على الحق واليقين..واحفظ بلدنا وسائر بلاد المسلمين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين \