الطفولة

الحمد لله الذي فرض على اللآباء و الأمهات ..حسن تربية البنين و البنات وجعل الطفولة أمانة من جملة الأمانات أشهد أن لا إله الا الله..وحده لا شريك له..يسال عباده المؤمنين عن أولادهم كما يسأل عن سائر الواجبات..وأشهد أن سيدنا .. و حبيب قلوبنا .. و ضياء أبصارنا,و نور بصائرنا محمدا عبده و رسوله.. المبعوث بأعظم الرسالات اللهم صل وسلم عليه أفضل الصلوات .. وعلى آله و أصحابه الطيبين الثقات .. وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الميقات أما بعد
اخوة الايمان والعقيده

للطفولة في الاسلام .. عالمها المهيب.. و قرآننا العظيم .. أعطى للطفولة حقها و حظها.. ذكرا و اهتـماما .. فالاطفال في القرآن .. بـــشرى لأهلهم .. يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ .. اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. * .. يَازَكَرِيَّا..إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى .. والاطفال في القرآن .. قرة اعين ..رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا.. قُرَّةَ أَعْيُنٍ.. وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .. والاطفال في القرآن زينة الحياة ..و بهجة العمر .. الْمَالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.. حبيب هذه الامه.. صلى الله عليه وسلم .. يوم بُشّر بفاطمه رضي الله عنها.. و كانوا ينتظرون له الولد..قال هي ريحانة أشمها..ورده فواحه .. أريج عابق .. من أجل ذلك.. اعتنى الإسلام بالطفل.. من قبل وجود الطفل.. فهيأ له أسرة طيبة..تتكون من والد تقي..و والدة صالحة..حث رسول الله صلى الله عليه وسلم... الزوجة و أهلها بقوله.. إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ .. فَزَوِّجُوهُ .. وحث الزوج بقوله صلى الله عليه وسلم .. فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ , تَرِبَتْ يداك .. وحث كذلك جميع المسلمين .. فقال صلى الله عليه وسلم. اخْتَارُوا لِنُطَفِكُمُ , الْمَوَاضِعَ الصَّالِحَةَ. كل ذلك من أجل تنشئة الطفل .. بين أبوين كريمين .. يطبّقان شرع الله .. ويرسمان الطريق السوية , لحياة الأبناء.. فأول حق للطفل .. أن يتوفقا الأبوان لحسن اختيار أحدهما للآخر .. فإذا تم الإختيار .. و التقيا على بركة من الله .. بدأ حياتهما بالابتهال..و الدعاء الى الله ..ذاك هو منطلق الاسرة المسلمة..وهو أساسها و دعامة ثباتها .\\\. فهذا جدنا ابراهيم عليه السلام .. كان من دعائه . رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ.. وهذا سيدنا زكرياء,عليه السلام.. قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً.إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ هكذا تتجه الدعوات الصادقة من الآباء الى الابناء..وهكذا هي الاسرة المسلمة الابوان يتضرعان لله بالدعاء.. أن يهبهما الذرية الصالحه .. فإذا تكوّن الطفل في الرحـم .. أعد الله له فائق الرعاية و العناية..وحرّم الإعتداء عليه.. يقول الله جل جلاله..ولا تقتلوا أولادكم .. وأجاز لأمه أن تفطر في رمضان.. رحمة بها .. و تمكينا له من أحسـن ظروف النمو.. و تمام الخلق.. فإذا حل الطفل بأرض الحياة.. جعله الله بهجة و زينة في قلوب من حوله .. يقول الله تبارك و تعالى.. الْمَالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..و أحسن استقباله.. فكان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم..أن يؤذن بالصلاة في أذن المولود اليمنى وتقام له الصلاة في أذنه اليسرى.روى الترمذي في السنن .. و في ذلك حكم متعددة منها .. أن تنغرس كلمة الله أكبر في أعماقه..فينشأ عليها.. وترسخ فيه شهادة أن لا إله إلا الله .. فتكون مفتاح دخوله إلى الدنيا .. و خاتمة خروجه منها.. فيعيش موحدا.. معظما لله .. ذاكرا له أناء الليل وأطراف النهار.. ومن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تحنيك المولود .. وهي سنة باقية في مجتمعنا إلى يومنا هذا.. جاء في صحيح الإمام مسلم عن أنس بن مالك ر..أنه حمل أخا له من أمه أم سليم رضي الله عنها.. وَ بَعَثَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ.. فَأَخَذَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَمَعَهُ شَىْءٌ .. قَال نَعَمْ تَــمَرَاتٌ فَأَخَذَهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضَغَهَا , ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْ فمه , فَجَعَلَهَا فِى فم الصَّبِىِّ .. ثُمَّ حَنَّكَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ .. وهو الصحابي الكبير عبدالله بن أبي طلحة رضي الله عنه..و التحنيك هو أخذ تمرة و تليينها داخل الفم.. ثم وضعها في فم المولود, و تحريكها يمينا و شمالا.. مرورا بين الفكين وعلى مواضع خروج الأسنان.. وصولا إلى أعلى الحلق.\\
وللطفل في الاسلام بقية حقوق.هي موضوع لقائنا بعد جلسةالاستراحه باذن الله.اللهم اهد أبناءنا لخير دنياهم و أخراهم .وحقق رجاءنا في استقامتهم و تقواهم.. واكتبنا وإياهم من عبادك الصالحين.. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم

الخطبة 2

ومن حق الطفل في الإسلام..أن يرضع من حليب أمه..لقول الله جل و علا. وَ الْوَالِدَاتُ يُـرْضِعْنَ أَوْلَادَهُـنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ .. لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ.. وقد ثبتت قيمة هذه الرضاعة .. و أثرها على الطفل صحيا ونفسيا..ومن حقوق الطفل في الإسلام..العقيقة..و هي ذبح شاة للمولود..للذكر والأنثى سواء..فإن ذبحت للذكر شاتان .. فلا بأس .. لأن النصوص النبوية واردة بالأمرين.. و يكون وقت الذبح نهارا.. بعد سبعة أيام من مولده .. إن ولد قبل الفجر حـُسب يوم الولادة في السبعة أيام , وإن ولد بعد الفجر, بدئ بالعد من اليوم الموالي وفي مندوباتها .. ثلاث حقوق تضاف لحقوق الطفل في الإسلام..وهي حلق رأس الطفل..ذكر كان أوأنثى.والتصدق بزنة شعره ذهبا أو فضة..وتسميته بإسم حسن..يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ.. وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ.. ومن حقوق الطفل أيضا.. الختان..ويكره ختانه يوم مولده
وفي يوم سابعه.. ويختن بعد ذلك في أي وقت..ومن حقوق الطفل في ديننا الحنيف.. ملاعبته وملاطفته .. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُفُّ الاطفال.. ثُمَّ يَقُولُ مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ .. ومن حق الطفل في الاسلام.. أن يشهد انسجام الأبوين داخل الأسرة..وتعاملهما بما أمر الله و رسوله..في كل شأن من شؤون الحياة. فهي الطريق التي يسلكها الطفل خلف أبويه .. و هذا حقه على والديه..فمن حقه أن يجد المودة والرحمة قائمتين في البيت.. و من حقه أيضا أن يجد توجيهه نحو الخير و الصلاح.. و من حقه التعلم و كسب المعـرفة .. و من حقه كذلك.. أن يرى حمايته من كل شر وافد ...أن يكون في حصن الخلق الرفيع..لأننا نعيش في زمن..كثرت فيه وسائل الإعلام الفاسدة.والمفسدة.المخربة للأخلاق..بشاشاتها الواردة من كل حدب وصوب. فماذا نفعل..لنحمي أبناءنا من هولها.إن الملاذ..هو التمسك بهذا الدين ..هو إشباع الأبناء من الغذاء الروحي.. هوأن نحصنهم , بدقة تعاملنا بشرع الله أمامهم .. بأن يعيشوا الألفة و المحبة الأسرية.. حتى نقيهم الشرور المحيطة و هذا حقهم علينا .. و من حقهم علينا أيضا.. أن ندعو لهم..أن نبتهل إلى الله في كل حين .. أن يهديهم سبيله القويم .أن يجمعنا و إياهم على البر والتقوى أن يعيدوا مجدنا..أن يبنوا عزة الإسلام و المسلمين ..وكل ذلك على الله يسير. فلنستقم على شرع الله .. ولنكن جميعا على صراط الله..ولنحمي أسرنا وأبناءنا في حصن الله. ...فاللهم بارك لنا في أولادنا.. ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم وافتح عليهم فتوح العارفين.. واجعلهم هداة مهتدين .. اللهم وعمم وفاقنا.وطيب أوقاتنا.ورخص أقواتنا.وسهل معيشتنا ..وبارك لنا في زوجاتنا و ذرياتنا.. و اغفر لآبائنا و أمهاتنا ..واجعلنا واياهم برضوانك من الفائزين ... الْلّهُمَّ تَوْلَّنَاْ بِحِفْـظِكَ أَجْمَعِيْـنَ .. و استرنا بسترك المبين .. واجعلنا في كنفك وحفظك الى يوم الدين.. اللهم جنبنا وأهلنا و بلادنا الفتن .. و باعد بيننا و بين الأسقام و الأمراض و المحن.. برحمتك يا أرحم الراحمين .. يا خالق الخلق أجمعين .. يا ذا الفضل على المؤمنين ..يا مجيب تضرع السائلين .. نسألك اللهم عزة و رفعة للاسلام والمسلمين ..وذلا وخذلانالكل من يعادي هذا الدين..اللهم واجمع شملنا على الحق واليقين .. و احفظنا و احفظ بلدنا و سائر بلاد المسلميــــن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين