بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
خطبة الجمعة جائزة الإسراء
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة جائزة الإسراء
جائزة الإسراء
الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..وعرج به إلى السماوات العلا .. فأوحى إليه ما أوحي و أوصاه ما أوصى..أشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. أبدع الوجود بقدرته.. وشمل العباد برحمته..وهدى من شاء بعدله وحكمته..وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمدا عبده الذي اصطفاه..ورسوله الذي اجتباه..و صفيه الذي اختاره و حباه.. اللهم صل وسلم عليه و على آله و صحابته..واجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته..و يسر لنا اتباع نهجه والتزام سنته..واجعلنا اللهم من رواد حوضه وأهل شفاعته
أما بعد..... إخوة الإيمان والعقيدة..
يقول ربنا و خالقنا جل جلاله..في أول سورة الإسراء...بسم الله الرحمان الرحيم سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا.. مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.. الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ.. لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا.. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {الإسراء1}
الإسراء ..رحلة أرضية..أشرف على إنجازها.. خالق الخلق و موجد الوجود.. رب العزة تبارك و تعالى.. فما سرى محمد لرغبة في نفسه.. إنما الذي أسرى به هو الله..أرسل إليه أمين وحي السماء..جبريل عليه السلام..أتاه بالبراق..وهو حيوان يطير في الهواء..سرعته أكبر من سرعة البرق..بدأت الرحلة من المسجد الحرام بمكة.. واتجهت نحو المسجد الأقصى بفلسطين.. المسافة تقطعها قوافل الإبل خلال شهر.. اجتازها النبيء صلى الله عليه وسلم خلال لحظات..لأن المشرف عن الرحلة هو صاحب الزمان وهو صاحب المكان..إنه الله.. خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ.{الزمر62}.هو القادر..وهو القدير.. يوم ألقي خليله إبراهيم عليه السلام في النار..وهو في طريقه إليها ..أصدر الله أمره العلي إلى النار...قال تبارك وتعالى قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ..{ الأنبياء69} واستجابت النار لأمر ربها.. وفقدت خاصية الإحراق.. النار نار..لكن لا تحرق..لأن الذي أعطاها قوة الإحراق هو الذي أمرها أن تتوقف عنها.. قلنا يا نار..كوني بردا..ولو توقف أمر الله عند كوني بردا.. لمات إبراهيم من شدة بردها..فكان قوله لها يا نار كوني بردا و سلاما..و لو توقف أمر الله عند كوني بردا وسلاما.. لدام بردها وسلامها إلى الأبد..فقال لها كوني بردا وسلاما.. على إبراهيم..فلما خرج منها إبراهيم عادت النار إلى طبيعة خلقها..لأنه القدير.. وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.. {آل عمران }189.. هذا هو خالقنا..وهذا هو مبدعنا.. فكيف نهرب منه..و إلى أين.. وكيف نعصيه.. و نحن ننعم بأرضه و سمائه.. و نحيا بمائه و هوائه.. وهو القاهر فوق عباده..{الأنعام 18} وهو الذي أمره بين الكاف و النون.. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ..{ يس 82}..من أجل ذلك كانت بداية آية الإسراء بكلمة سبحان .. سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا.. مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.. سبحان..معناها..أنزه الله الذي أسرى بعبده ليلا.. و أعظم قدرته..فلا وجوده كالوجود.. ولا ذاته كالذوات..ولا أمره ككل أمر..هو فوق ما ندرك..وقدرته مطلقة لا تضاهيها قدرة..فسبحان خالق الزمان..إن شاء مدده وان شاء قصره.. و سبحان خالق المكان..إن شاء قربه و إن شاء بعّده.. و سبحان الله.. لتعيش الأمة ذاكرة مسبحة ..منزهة لخالقها.. ومعظمة لقدرته و ممجدة لصنعته.. لتكون الأمة مع الله..وفي رحاب حمده و شكره وحسن عبادته..
وصل الركب المبارك في رعاية الله إلى المسجد الأقصى..وأرضه و سماؤه تشهد زحمة الملائكة..وانتظار الرسل و الأنبياء.. فما أن حل حبيبنا صلى الله عليه وسلم بالرحاب الطاهرة..و ربط البراق بالصخرة..حتى تشرف بتقديمه للصلاة..فصلى بهم إماما..
أســـــرى بــك الله ليــلا إذ مـلائكــــه
والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لما حضــرت بـــه التفــوا بسـيــدهـــم
كالشهــب بالبــدر أو كالجنــد بالعـلـــم صلـــى وراءك منهــم كل ذي خــطــر
ومـــن يفـــز بحـبـيـب الله يأتـمـــــــــم
ثم فتحت له أبواب السماء..فعرج إليها مع صاحبه في الرحلة جبريل عليه السلام.. وانطلق من سماء إلى سماء..بين ترحيب الملائكة و الأنبياء..حتى بلغ سدرة المنتهى.. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحديث من صحيح الإمام البخاري ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ ..أقلام قدر الله..أقلام ما كان..وما هو كائن..و ما سوف يكون..قال فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى في السماء السادسة .. فَقَالَ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً فقَالَ إني قد عالجت بني إسرائيل قبلك أشد المعالجة, وإن أمتك لا تطيق ذلك, ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف؛ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ثم راجعت فوضع شطرها حتى بلغت خمس صلوات ..فهي خمس في الفرض..خمسون في الأجر.. و فرضت الصلاة .. كل أركان هذا الدين العظيم ..أسست على الأرض ..إلا الصلاة .. لماذا..؟ لأنها الصلاة..لأنها عظمة الصلاة.. اقتضت أن يستدعي الجليل جل جلاله ..حبيبه و مصطفاه ..إلى علياء عليائه.. ليتسلم منه مباشرة عهد الصلاة..عقد الصلة بالله.. ولأنها الصلاة..معراج المؤمن إلى الله..فواجبنا و نحن نصلي.. أن نصل حياتنا بالله.. لنناجي خالقنا بوعينا و إدراكنا لموقفنا أمام الله..لنؤدي الصلاة..و نحن نحب مقابلة الله ..من أجل ذلك كان الإسراء و المعراج.. و كانت المعجزة..وكان اللقاء في السماء..ليتعلم الإنسان كيف يقول الله أكبر..و كيف يركع لله وكيف لله يسجد ..وليعلم الإنسان..أن الصلاة من أجل الحياة.. وأن الحياة من أجل الممات..وأن الممات من أجل الجنات.. لأن الذي فرض علينا الصلاة.. غني عن عبادتنا..لا تنفعه طاعتنا..ولا تضره معاصينا ..يقول جل جلاله..في الحديث القدسي.. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، فالمنتفع من الصلاة هو أنت أيها المؤمن ..وأنت أيتها المؤمنة.. فالصلاة التي أرادها الله لعباده المؤمنين..جعلها طمانينة للقلوب.. وشفاء لما في الصدور..وملاذا لكل خائف..و مقاما عليا لكل مقبل على الله.. أرادها الله حارسة على جوارح المؤمن..تطهر السمع والبصر.. وما ينطق به اللسان.. فإذا أداها المؤمن..كما أرادها الله..أعد الله له الأجر والثواب ..يقول الله تبارك و تعالى إنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ..{البقرة 277}.. وجازاه بالمغفرة و الرضوان.. أخرج الإمام مالك في الموطأ..قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. خمس صلوات افترضهن الله عز وجل، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان على الله عهدٌ أن يغفر له.. ومع الأجر الوفير..ومغفرة الذنوب.. يرفع الله أهل الصلاة من المؤمنين درجات.. يقول جل جلاله الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ.. وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ .. أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا.. لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.. الأنفال3-4}..و يقول حبيب هذه الأمة صلى الله عليه وسلم من تطهر في بيته.. ثم مشى إلى بيت من بيوت الله.. ليقضي فريضة من فرائض الله ..كانت خطواته إحداها تحط خطيئة.. والأخرى ترفع درجة..رواه الإمام مسلم.فإذا دخل المؤمن في الصلاة..يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أكثِر من السجود، فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة، وحط عن بها خطيئة رواه الإمام أحمد بسند صحيح.. ويبلغ المؤمن بصلاته مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة..أورد الإمام مسلم في صحيحه..أن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لي : سل أعطك.. فقلت أسألك مرافقتك في الجنة قال : أو غير ذلك ؟ قلت : هي حاجتي يا رسول الله قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود ..فلم يُر ربيعة بعد ذلك إلا راكعا أو ساجدا.. و من ثمرات الصلاة و جوائزها أنها تؤهل المسلم إلى التنعم برؤية الله..لقوله صلى الله عليه وسلم..و الحديث في الصحيحين.. عن جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال.. كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ.. لاَ تُضَامُّونَ فِى رُؤْيَتِهِ.. فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فافعلوا.. فالصلاة عماد الدين.. ولا دين لمن لا صلاة له.. وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته..فان صلحت صلح سائر عمله.. وإن فسدت..أو فقدت..ساء المنقلب والمصير..فاتقوا الله في الصلاة يا عباد الله..واتقوا الله وأنتم تقابلون الله.. واتقوا الله وكونوا دائما قبالة الله.. اللهم عظم قدر الصلاة في قلوبنا واجعلنا من عبادك الركع السجود، اللهم اجعلنا من الغانمين في صلاتنا.. الخاشعين في مناجاتنا.. ، اللهم أذقنا حلاوة الإيمان ولذة المناجاة والتغني بالقرآن، اللهم لا تعذب لساناً ذكرك وناداك ..ولا قلباً رجاك.. ولا يدا مدت لدعاك.. ولا رجلاً مشت لرضاك .. اللهم اجعلنا في صلاتنا من الخاشعين..وأقمنا آناء الليل مع الساجدين..
أقول قولي هذا..واستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : الإسراء
» خطبة الجمعة : الإسراء و المعراج 2
» خطبة الجمعة : الإسراء و المعراج 1
» خطبة الجمعة : الظلم
» خطبة الجمعة : أسس الجوار
» خطبة الجمعة : الإسراء و المعراج 2
» خطبة الجمعة : الإسراء و المعراج 1
» خطبة الجمعة : الظلم
» خطبة الجمعة : أسس الجوار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي