بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
خطبة الجمعة : تأخر الغيث
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : تأخر الغيث
خطبة الجمعة : تأخر الغيث.. للإمام الشيخ عبدالله المؤدب البدروشي..
+ + +
الحمد لله الَّذِي أبدع الكون بقدرته.. و شمل العباد برحمته.. وسوى خلقهم بحكمته.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. ألف بين السحاب و أمر.. وأنزل الغيث بقدر.. رحمة بخلقه و نعمة و معتبر..و أشهد ان سيدنا و حبيبنا.. و إمامنا و قدوتنا محمدا عبده و رسوله.. أعظم الشاكرين..و أخلص الذاكرين .. و إمام الطائعين و المتقين .. اللهم صل وسلم عليه في الأولين و الآخرين.. وارض اللهم على آله و أصحابه الغر الميامين .. واجمعنا على حوضه مع أصفياء أمته المقربين..واجعله شفيعنا وقائدنا إلى جوارك الأمين ..
أما بعد ..إخوة الإيمان والعقيدة
من أفضال الله تبارك و تعالى .. التي لا تحاط و لا تحد.. ومن نعمه التي لا تحصى و لا تعد .. نعمة إنزال الغيث.. لأن الله جعل الماء أساسا للحياة .. يقول الجليل في جلاله .. وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حيْ [الأنبياء : 30] فللماء أثره على الإنسان.. فإذا شحت السماء ..جفت الأبدان ..و كثرت الأمراض .. وغلت الأسعار.. وعم القلق بين الناس .. وامتد الضرر إلى الحيوان.. وانقطعت العيون و الآبار.. وأجدبت الأرض .. فإذا أذن الله برحمته .. أخذت الأرض زخرفها.. وازينت .. وأعطت خيرها و خيراتها.. يقول عز و جل.. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً.. فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ.. وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [الحج : 5] والغيث فرحة للناس و بشرى خير لهم.. يقول الله تبارك و تعالى .. اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا .. فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ.. وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا.. فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ.. فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الروم : 48]..يفرحون برحمة المبدع.. الذي أنعم عليهم بالغيث العميم.. ومن حكمة الله وإعجازه..أن المطر ينزل على الأرض .. كل عام بنفس القدر.. إنما يصرفه الله كيف يشاء..وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ.. وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [البقرة : 105]..فكمية الماء التي تنزل على جميع الأرض في كل عام ..كمية واحدة..لو زاد الله عليها لفسدت الأرض..يوزعها رب العزة جل وعلا..بحكمته و قدرته على خلقه..من أرض و حيوان وإنسان.. يقول جل وعلا.. وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ.. وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا .. لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا .. وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا.. وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا .[الفرقان : 48 - 50].. قسمناه بينهم ليعتبروا ..و ليعلموا حكمة الله و قدرته ..فيعبدوه حق عبادته.. جاء في السلسلة الصحيحة .. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم..ما من عام بأكثر مطراً من عامٍ، ولكن الله يُصرفُهُ بين خلقه حيث يشاءُ..وما دام الغيث رحمة..فهو ينشرها على عباده الصالحين..و يحجبها عن العصاة والمذنبين ..إذا حدث الرجل بغير حق .. فقد أذنب..وإذا تحدث عن غيره فقد أذنب ..و إذا رفع بصره إلى ما حرم الله فقد أذنب..وإذا أساء إلى أهله أو جاره فقد أذنب .. وإذا ظلم غيره فقد أذنب .. وإذا أخر الصلاة عن وقتها فقد أذنب .. وبانتشار المعاصي و الذنوب .. يحجب الله رحمته عن عباده ..جاء في صحيح الترغيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال..ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها، إلا ابتلوا بالأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم .. ، ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، فاجتناب المعاصي .. فيه رضوان الله.. و برضوان الله.. تسعد الحياة الدنيا بما فيها و من فيها.. و يكثر الرخاء و يعم الخير.. كل ذلك بماذا ؟ بالإستقامة.. باتباع هذا الشرع.. بعمل الصالحات ..بالتآلف والتراحم بين الناس..يقول خالقنا تبارك و تعالى.وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن : 16] لو استقام الناس على منهج الله.. لو أطاعوا أمر الله .. لو اتقوا ربهم .. لفتح الله عليهم أبواب الرزق ، ولأعطاهم من بركاته وخيراته..ما يسعدون به في الدنيا.. ما يكونون به أسيادا .. إن الله أراد للمؤمنين ..لأهل الطاعة و التقوى ..أن يكونوا للناس سادة ..و لسادة الناس قادة .. نعم قدنا الدنيا ..لما تمسكنا بديننا..لما توحدنا على منهج الله .. لما كنا قلبا واحدا.. لما اعتصمنا جميعا بكتاب الله.. لما طبقنا سنة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ..في معاملاتنا.. لما كنا إخوة في الإيمان..و إخوة في الزمان و المكان .. في زمن الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز ..رضي الله عنه.. أرسل وزيره للمال.. يحي بن سعيد.. إلى إفريقيا ليجمع زكاة أهلها..تكدست عنده الأموال بعد جمعها..فتش بين الناس عن الفقراء..فلم يجد بينهم فقيرا..أين الفقراء.. رفعهم الإحسان إلى مراتب الإكتفاء.. حملهم التراحم و التعاون إلى سد حاجاتهم ..طاف بينهم قول حبيب هذه الأمة . لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخواناً ..كانوا إخوة متراحمين.. فعاشوا أسيادا.. يعبدون الله حق عبادته .. يأتيهم رزقهم رغدا ..بطاعتهم لله ..بتقواهم واتباعهم لدين الله .. يتردد بينهم أمر الله.. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ.. وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ..الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا.. وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ..وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً.. فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ [البقرة : 21 ، 22].. علموا أن الغيث النازل من السماء..تأتي به تقوى الله .. تأتي به طاعة الله.. و علموا أن الله لا يخلف الميعاد.. ووعده الحق ..وقد وعد أهل الإيمان و التقوى..أن ينزل عليهم من بركات السماء.. فقال جل جلاله.. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف : 96].. فمن أوكد واجباتنا في هذه الأيام ..و قد تأخر عنا الغيث.. أن نتفقد أحوالنا مع خالقنا..أن نلتزم بشرائع ديننا ..أن نكون بدين الله إخوانا ..أن نعيش الألفة في الإسلام ..أن نحيا المحبة بين أهل الإيمان..و أن ننهج طريق الطاعة.. لخالقنا العظيم .. نحن المحتاجون إليه ..نحن الفقراء إلى رحمته.. وهو الذي نادى خلقه .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر : 15] فنحن مضطرون إلى رحمة ربنا ..و محتاجون إلى غيثه غاية الضرورة، وأنه لا يكشف ضرنا .. ولا يغيث شدتنا إلا الرحمن الرحيم .. الجواد الكريم. وقدعلـّمنا أن الدعاء هو العبادة، وأن الله حيي كريم ، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه، أن يردهما فارغتين، وأن من دعا الله بإخلاص وصدق فإنه لن يخيب ، فهو الذي أحاط عباده برأفته ..و أخبر حبيبه بقوله جل جلاله.. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي.. فَإِنّي قَرِيبٌ.. أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.. فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وهو الذي يدعونا وينادينا .. في عطف و حنان وحنو.. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار.. وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم.. فقدموا معشر المؤمنين و المؤمنات.. بين يدي ذلك توبة نصوحاً ..واستغفاراً من الذنوب.. فمن يكشف الكروب إلا الله.. و من يغفر الذنوب إلا الله .. فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا .. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا .. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح : 10،11 ، 12] فتعجّلوا الإنابة، وبادروا بالتوبة، وألحوا في المسألة، فبالتوبة النصوح تغسل الخطايا بطهور الاستغفار، وتستمطر السماء وتستدر الخيرات وتستنزل البركات. فلنتوجه بقلوبنا إلى ربنا.. ولنرفع أيدينا إليه، مستغيثين به.. راجين لفضله.. آملين لكرمه ..فاللهم أغثنا يا غياث المستغيثين.. اللهم أغثنا و لا تجعلنا من القانطين .. اللهم أغثنا و لا تكتبنا من المحرومين .. اللهم أيقظنا من رقدة الغافلين، وأغثنا بالإيمان واليقين، واجعلنا من عبادك الصالحين،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم /
+ + +
الحمد لله الَّذِي أبدع الكون بقدرته.. و شمل العباد برحمته.. وسوى خلقهم بحكمته.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. ألف بين السحاب و أمر.. وأنزل الغيث بقدر.. رحمة بخلقه و نعمة و معتبر..و أشهد ان سيدنا و حبيبنا.. و إمامنا و قدوتنا محمدا عبده و رسوله.. أعظم الشاكرين..و أخلص الذاكرين .. و إمام الطائعين و المتقين .. اللهم صل وسلم عليه في الأولين و الآخرين.. وارض اللهم على آله و أصحابه الغر الميامين .. واجمعنا على حوضه مع أصفياء أمته المقربين..واجعله شفيعنا وقائدنا إلى جوارك الأمين ..
أما بعد ..إخوة الإيمان والعقيدة
من أفضال الله تبارك و تعالى .. التي لا تحاط و لا تحد.. ومن نعمه التي لا تحصى و لا تعد .. نعمة إنزال الغيث.. لأن الله جعل الماء أساسا للحياة .. يقول الجليل في جلاله .. وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حيْ [الأنبياء : 30] فللماء أثره على الإنسان.. فإذا شحت السماء ..جفت الأبدان ..و كثرت الأمراض .. وغلت الأسعار.. وعم القلق بين الناس .. وامتد الضرر إلى الحيوان.. وانقطعت العيون و الآبار.. وأجدبت الأرض .. فإذا أذن الله برحمته .. أخذت الأرض زخرفها.. وازينت .. وأعطت خيرها و خيراتها.. يقول عز و جل.. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً.. فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ.. وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ [الحج : 5] والغيث فرحة للناس و بشرى خير لهم.. يقول الله تبارك و تعالى .. اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا .. فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ.. وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا.. فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ.. فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الروم : 48]..يفرحون برحمة المبدع.. الذي أنعم عليهم بالغيث العميم.. ومن حكمة الله وإعجازه..أن المطر ينزل على الأرض .. كل عام بنفس القدر.. إنما يصرفه الله كيف يشاء..وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ.. وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [البقرة : 105]..فكمية الماء التي تنزل على جميع الأرض في كل عام ..كمية واحدة..لو زاد الله عليها لفسدت الأرض..يوزعها رب العزة جل وعلا..بحكمته و قدرته على خلقه..من أرض و حيوان وإنسان.. يقول جل وعلا.. وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ.. وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا .. لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا .. وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا.. وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا .[الفرقان : 48 - 50].. قسمناه بينهم ليعتبروا ..و ليعلموا حكمة الله و قدرته ..فيعبدوه حق عبادته.. جاء في السلسلة الصحيحة .. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم..ما من عام بأكثر مطراً من عامٍ، ولكن الله يُصرفُهُ بين خلقه حيث يشاءُ..وما دام الغيث رحمة..فهو ينشرها على عباده الصالحين..و يحجبها عن العصاة والمذنبين ..إذا حدث الرجل بغير حق .. فقد أذنب..وإذا تحدث عن غيره فقد أذنب ..و إذا رفع بصره إلى ما حرم الله فقد أذنب..وإذا أساء إلى أهله أو جاره فقد أذنب .. وإذا ظلم غيره فقد أذنب .. وإذا أخر الصلاة عن وقتها فقد أذنب .. وبانتشار المعاصي و الذنوب .. يحجب الله رحمته عن عباده ..جاء في صحيح الترغيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال..ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها، إلا ابتلوا بالأمراض والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم .. ، ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، فاجتناب المعاصي .. فيه رضوان الله.. و برضوان الله.. تسعد الحياة الدنيا بما فيها و من فيها.. و يكثر الرخاء و يعم الخير.. كل ذلك بماذا ؟ بالإستقامة.. باتباع هذا الشرع.. بعمل الصالحات ..بالتآلف والتراحم بين الناس..يقول خالقنا تبارك و تعالى.وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن : 16] لو استقام الناس على منهج الله.. لو أطاعوا أمر الله .. لو اتقوا ربهم .. لفتح الله عليهم أبواب الرزق ، ولأعطاهم من بركاته وخيراته..ما يسعدون به في الدنيا.. ما يكونون به أسيادا .. إن الله أراد للمؤمنين ..لأهل الطاعة و التقوى ..أن يكونوا للناس سادة ..و لسادة الناس قادة .. نعم قدنا الدنيا ..لما تمسكنا بديننا..لما توحدنا على منهج الله .. لما كنا قلبا واحدا.. لما اعتصمنا جميعا بكتاب الله.. لما طبقنا سنة الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ..في معاملاتنا.. لما كنا إخوة في الإيمان..و إخوة في الزمان و المكان .. في زمن الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز ..رضي الله عنه.. أرسل وزيره للمال.. يحي بن سعيد.. إلى إفريقيا ليجمع زكاة أهلها..تكدست عنده الأموال بعد جمعها..فتش بين الناس عن الفقراء..فلم يجد بينهم فقيرا..أين الفقراء.. رفعهم الإحسان إلى مراتب الإكتفاء.. حملهم التراحم و التعاون إلى سد حاجاتهم ..طاف بينهم قول حبيب هذه الأمة . لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخواناً ..كانوا إخوة متراحمين.. فعاشوا أسيادا.. يعبدون الله حق عبادته .. يأتيهم رزقهم رغدا ..بطاعتهم لله ..بتقواهم واتباعهم لدين الله .. يتردد بينهم أمر الله.. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ.. وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ..الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا.. وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ..وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً.. فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ [البقرة : 21 ، 22].. علموا أن الغيث النازل من السماء..تأتي به تقوى الله .. تأتي به طاعة الله.. و علموا أن الله لا يخلف الميعاد.. ووعده الحق ..وقد وعد أهل الإيمان و التقوى..أن ينزل عليهم من بركات السماء.. فقال جل جلاله.. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف : 96].. فمن أوكد واجباتنا في هذه الأيام ..و قد تأخر عنا الغيث.. أن نتفقد أحوالنا مع خالقنا..أن نلتزم بشرائع ديننا ..أن نكون بدين الله إخوانا ..أن نعيش الألفة في الإسلام ..أن نحيا المحبة بين أهل الإيمان..و أن ننهج طريق الطاعة.. لخالقنا العظيم .. نحن المحتاجون إليه ..نحن الفقراء إلى رحمته.. وهو الذي نادى خلقه .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر : 15] فنحن مضطرون إلى رحمة ربنا ..و محتاجون إلى غيثه غاية الضرورة، وأنه لا يكشف ضرنا .. ولا يغيث شدتنا إلا الرحمن الرحيم .. الجواد الكريم. وقدعلـّمنا أن الدعاء هو العبادة، وأن الله حيي كريم ، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه، أن يردهما فارغتين، وأن من دعا الله بإخلاص وصدق فإنه لن يخيب ، فهو الذي أحاط عباده برأفته ..و أخبر حبيبه بقوله جل جلاله.. وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي.. فَإِنّي قَرِيبٌ.. أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.. فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وهو الذي يدعونا وينادينا .. في عطف و حنان وحنو.. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار.. وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم.. فقدموا معشر المؤمنين و المؤمنات.. بين يدي ذلك توبة نصوحاً ..واستغفاراً من الذنوب.. فمن يكشف الكروب إلا الله.. و من يغفر الذنوب إلا الله .. فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا .. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا .. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح : 10،11 ، 12] فتعجّلوا الإنابة، وبادروا بالتوبة، وألحوا في المسألة، فبالتوبة النصوح تغسل الخطايا بطهور الاستغفار، وتستمطر السماء وتستدر الخيرات وتستنزل البركات. فلنتوجه بقلوبنا إلى ربنا.. ولنرفع أيدينا إليه، مستغيثين به.. راجين لفضله.. آملين لكرمه ..فاللهم أغثنا يا غياث المستغيثين.. اللهم أغثنا و لا تجعلنا من القانطين .. اللهم أغثنا و لا تكتبنا من المحرومين .. اللهم أيقظنا من رقدة الغافلين، وأغثنا بالإيمان واليقين، واجعلنا من عبادك الصالحين،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم /
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : ونزل الغيث
» خطبة الجمعة : البركة
» خطبة الجمعة : اتق المحارم
» خطبة الجمعة : العبادة
» خطبة الجمعة : من أثر الذنوب
» خطبة الجمعة : البركة
» خطبة الجمعة : اتق المحارم
» خطبة الجمعة : العبادة
» خطبة الجمعة : من أثر الذنوب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي