بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
خطبة الجمعة : رحاب الله
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : رحاب الله
رحاب الله
الحمد لله الذي أمر عباده بطاعته..وهدى بفضله من أطاعه لحسن عبادته.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له..وعد الطائعين بواسع رحمته.. وأعد لهم في أخراهم فراديس جنته.. و أشهد أن سيدنا ..وحبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله.. وصفيه من خلقه و رضيه و حبيبه..أول الطائعين..و سيد العابدين..و الشافع و المشفع يوم الدين.. اللهم صل عليه في الأولين والآخرين ..وارض اللهم على آله و أصحابه الغر الميامين..و على من تبعهم بإحسان و حسن يقين..
أما بعد ...... إخوة الإيمان والعقيدة
خلق الله الخلق للعبادة..فسبحت الكائنات بحمد ربها..و أذعنت له و أطاعت.. يقول الله جل في علاه.. تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء : 44]..و سجدت له العوالم..على طول السماء و عرضها..فما ترى فيها إلا ملكا راكعا أو ساجدا.. وما ترى من رياض و أنهار و أشجار..إلا وهي خاشعة.. ساجدة ..طائعة لمبدعها و خالقها.. وسجدت له الأكوان..على امتداد طولها وعرضها... وما تخلف عن موكب السجود و الطاعة.. إلا الإنس والجن..يقول الله تبارك وتعالى.. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ.. [الحج : 18].. هذا الإنسان الذي خلقه الله ليعبده ..فقال جل جلاله .. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.. [الذاريات : 56]..هذا الإنسان الذي فضله الله .. فجعله خليفته في الأرض.. هذا الإنسان الذي كرمه الله..فسخر له الوجود بأسره.. الكثير منه تمرد و كفر.. فحق عليه العذاب.. والكثير منه يحتاج إلى وصله بالنور ليبصر..أما الذين كفروا..فقد أخطؤوا في حق الله..وهو الذي خلقهم..وأوجدهم.. وجعل لهم السمع و البصر.. وركب فيهم ما به يميزون و يعلمون..فعتوا عن أمر ربهم..وظلموا أنفسهم.. وأما الذين رانت على قلوبهم سحب الغفلة..من الذين آمنوا ..فقد وقعوا تحت هيمنة الشيطان.. هذا الشيطان الذي تعهد أمام الله ..أن يصد بني آدم عن طريق الله.. قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ .. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ( [الأعراف : 16 ، 17].. وحذر الله بني آدم من كيده و مكره.. و أمرهم بعداوته..فقال عز و جل.. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر : 6]..ورغم أن أعماله بين الناس واضحة.. ومكائده مكشوفة.. وأمْرُ الله بعدم اتباعه بالغ إلى الناس.. في قوله جل وعلا .. وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ .. إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ [البقرة : 168 ، 169].. ورغم ما أودع الله في الإنسان من بصيرة و عقل..فترى الكثير من الناس..واقعين تحت وسوسة الشيطان و تأثيره..وإلا..فمن الذي ينسي الإنسان عودته المحتومة إلى الله.. و نداء الخالق فينا..يملأ المسامع والاعماق.. يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ..{الإنشقاق 6}..اللقاء محتوم.. العودة إلى الله قدر مقدور.. أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ..{المؤمنون115}..الكل يعلم هذه العودة .. وهذا الرجوع.. ورغم ذلك.. أين الذي يفكر في اللقاء.؟ وأين الذي يرى الرجوع إلى الله من أقرب الأشياء..يا ابن آدم..بينك و بين هذه الدنيا..أن يقال فلان مات.. بينك و بين هذه الحياة.. أن يقال فلان يرحمه الله.. لكنك أيها الإنسان.. تغفل ..تفكيرك كله في ماذا سأفعل..كم سأكسب؟.. كيف أعيش.؟..لو فكر أهل الإسلام في اللقاء..لعادوا بفطرتهم إلى الله..لو سلموا أمرهم إلى الله.. لدلهم الله إلى خير الحياة و حسن الممات..
لكنه الشيطان..الذي ملأ الصدور وسوسة..و غمر النفوس حبا في الحياة.. وإلا..فمن الذي يملأ قلوب الإخوة حسدا و حقدا..إلا الشيطان..يزين لهم الحياة الدنيا..يبين لهم أن لا عيش ولا حياة من غير ذلك الجزء من الميراث..فيزرع الخصومة بينهم..و يؤجج نار الفتنة..ومن الذي يبث الكراهية في قلب الإبن تجاه أمه وأبيه.. كما جاء على لسان أحد الآباء..الذي ظهر هذه الأيام على الشاشة.. والذي وهب لأبنائه و بناته جميع محلاته..قال الأخ لأخته..هل تمكنت من عقد التملك..هل أعطاك والدك ملكية المحل..قالت نعم..قال لها..وهو يقصد أباه..أخرجي عنك الكلب..أرأيت أيها الإنسان..كيف يفقد الإنسان عقله..كيف يخسر دنياه..و يغضب ربه..كيف يخنس الشيطان إلى قلوب بعض العباد.. فتتحجر.. كيف ينسى الإنسان قول الله.. وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ.. وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.. إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا .. فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا.. وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا..وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ.. وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء : 23 ، 24] .. أرأيت أيها الإنسان..كيف جف نبع الإحسان.. كيف ضاعت وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ..كيف تكبـّر الجناح فما عاد ينخفض.. إن الذي جعل بعض الأبناء يغفلون عن أوامر الله..هو الشيطان.. زين للناس متاع الدنيا.. فأنساهم أن الدنيا و ما فيها إلى زوال.. وأن الله بيده ملكوت كل شيء..وهو الهادي إلى السعادتين ..في الدنيا والآخرة..وهو الرزاق..ومثلنا في ذلك مريم عليها السلام..وهي التي تكفل زكرياء عليه السلام بإيوائها و إطعامها.. يقول جل جلاله..وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران : 37] إن الله الذي رزق مريم.. هو الله الذي أوجدنا.. وهو الله الذي يحيينا وهو معنا..وهو الله الذي إليه مرجعنا.. إلا أن مريم.. تطهرت من وسوسة الشيطان ..تطهرت من مباهج الدنيا الزائفة..توجهت إلى ربها بقلب خاشع ومنيب..و تمكنت بنقائها من الدخول إلى رحاب الله..فكرمها الله بما يكرم به كل من يدخل في رحابه..رحاب الله مفتوحة ..إلى قيام الساعة..وهو الله.. الذي ينادي عباده من عليائه.. واللفظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم..والنداء في صحيح الإمام مسلم.. يَا عِبَادِي ..كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ .. رحاب الله مفتوحة..و الدخول فيها لأهل طهارة الصدور من أدران الدنيا..الدخول فيها لأهل صفاء القلوب ..من تفاهات الحياة ..رحاب الله مفتوحة .. مفتاحها أن نحكـّم كتاب الله في سائر أمور حياتنا.. أن نجعله الحكم في بيوتنا..وفي كل تعاملنا.. مفتاح رحاب الله..أن نسير على منهج الهدى..بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لنصل إلى الطاعة الخالصة لله
اللهم اجعلنا من عبادك الطائعين..واكتبنا عندك من المخلصين..وارزقنا رحمتك و غفرانك في الحياة الدنيا وفي يوم الدين
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
الحمد لله الذي أمر عباده بطاعته..وهدى بفضله من أطاعه لحسن عبادته.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له..وعد الطائعين بواسع رحمته.. وأعد لهم في أخراهم فراديس جنته.. و أشهد أن سيدنا ..وحبيب قلوبنا محمدا عبده و رسوله.. وصفيه من خلقه و رضيه و حبيبه..أول الطائعين..و سيد العابدين..و الشافع و المشفع يوم الدين.. اللهم صل عليه في الأولين والآخرين ..وارض اللهم على آله و أصحابه الغر الميامين..و على من تبعهم بإحسان و حسن يقين..
أما بعد ...... إخوة الإيمان والعقيدة
خلق الله الخلق للعبادة..فسبحت الكائنات بحمد ربها..و أذعنت له و أطاعت.. يقول الله جل في علاه.. تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء : 44]..و سجدت له العوالم..على طول السماء و عرضها..فما ترى فيها إلا ملكا راكعا أو ساجدا.. وما ترى من رياض و أنهار و أشجار..إلا وهي خاشعة.. ساجدة ..طائعة لمبدعها و خالقها.. وسجدت له الأكوان..على امتداد طولها وعرضها... وما تخلف عن موكب السجود و الطاعة.. إلا الإنس والجن..يقول الله تبارك وتعالى.. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ.. [الحج : 18].. هذا الإنسان الذي خلقه الله ليعبده ..فقال جل جلاله .. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ.. [الذاريات : 56]..هذا الإنسان الذي فضله الله .. فجعله خليفته في الأرض.. هذا الإنسان الذي كرمه الله..فسخر له الوجود بأسره.. الكثير منه تمرد و كفر.. فحق عليه العذاب.. والكثير منه يحتاج إلى وصله بالنور ليبصر..أما الذين كفروا..فقد أخطؤوا في حق الله..وهو الذي خلقهم..وأوجدهم.. وجعل لهم السمع و البصر.. وركب فيهم ما به يميزون و يعلمون..فعتوا عن أمر ربهم..وظلموا أنفسهم.. وأما الذين رانت على قلوبهم سحب الغفلة..من الذين آمنوا ..فقد وقعوا تحت هيمنة الشيطان.. هذا الشيطان الذي تعهد أمام الله ..أن يصد بني آدم عن طريق الله.. قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ .. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ( [الأعراف : 16 ، 17].. وحذر الله بني آدم من كيده و مكره.. و أمرهم بعداوته..فقال عز و جل.. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر : 6]..ورغم أن أعماله بين الناس واضحة.. ومكائده مكشوفة.. وأمْرُ الله بعدم اتباعه بالغ إلى الناس.. في قوله جل وعلا .. وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ .. إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ [البقرة : 168 ، 169].. ورغم ما أودع الله في الإنسان من بصيرة و عقل..فترى الكثير من الناس..واقعين تحت وسوسة الشيطان و تأثيره..وإلا..فمن الذي ينسي الإنسان عودته المحتومة إلى الله.. و نداء الخالق فينا..يملأ المسامع والاعماق.. يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ..{الإنشقاق 6}..اللقاء محتوم.. العودة إلى الله قدر مقدور.. أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ..{المؤمنون115}..الكل يعلم هذه العودة .. وهذا الرجوع.. ورغم ذلك.. أين الذي يفكر في اللقاء.؟ وأين الذي يرى الرجوع إلى الله من أقرب الأشياء..يا ابن آدم..بينك و بين هذه الدنيا..أن يقال فلان مات.. بينك و بين هذه الحياة.. أن يقال فلان يرحمه الله.. لكنك أيها الإنسان.. تغفل ..تفكيرك كله في ماذا سأفعل..كم سأكسب؟.. كيف أعيش.؟..لو فكر أهل الإسلام في اللقاء..لعادوا بفطرتهم إلى الله..لو سلموا أمرهم إلى الله.. لدلهم الله إلى خير الحياة و حسن الممات..
لكنه الشيطان..الذي ملأ الصدور وسوسة..و غمر النفوس حبا في الحياة.. وإلا..فمن الذي يملأ قلوب الإخوة حسدا و حقدا..إلا الشيطان..يزين لهم الحياة الدنيا..يبين لهم أن لا عيش ولا حياة من غير ذلك الجزء من الميراث..فيزرع الخصومة بينهم..و يؤجج نار الفتنة..ومن الذي يبث الكراهية في قلب الإبن تجاه أمه وأبيه.. كما جاء على لسان أحد الآباء..الذي ظهر هذه الأيام على الشاشة.. والذي وهب لأبنائه و بناته جميع محلاته..قال الأخ لأخته..هل تمكنت من عقد التملك..هل أعطاك والدك ملكية المحل..قالت نعم..قال لها..وهو يقصد أباه..أخرجي عنك الكلب..أرأيت أيها الإنسان..كيف يفقد الإنسان عقله..كيف يخسر دنياه..و يغضب ربه..كيف يخنس الشيطان إلى قلوب بعض العباد.. فتتحجر.. كيف ينسى الإنسان قول الله.. وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ.. وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.. إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا .. فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا.. وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا..وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ.. وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء : 23 ، 24] .. أرأيت أيها الإنسان..كيف جف نبع الإحسان.. كيف ضاعت وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ..كيف تكبـّر الجناح فما عاد ينخفض.. إن الذي جعل بعض الأبناء يغفلون عن أوامر الله..هو الشيطان.. زين للناس متاع الدنيا.. فأنساهم أن الدنيا و ما فيها إلى زوال.. وأن الله بيده ملكوت كل شيء..وهو الهادي إلى السعادتين ..في الدنيا والآخرة..وهو الرزاق..ومثلنا في ذلك مريم عليها السلام..وهي التي تكفل زكرياء عليه السلام بإيوائها و إطعامها.. يقول جل جلاله..وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران : 37] إن الله الذي رزق مريم.. هو الله الذي أوجدنا.. وهو الله الذي يحيينا وهو معنا..وهو الله الذي إليه مرجعنا.. إلا أن مريم.. تطهرت من وسوسة الشيطان ..تطهرت من مباهج الدنيا الزائفة..توجهت إلى ربها بقلب خاشع ومنيب..و تمكنت بنقائها من الدخول إلى رحاب الله..فكرمها الله بما يكرم به كل من يدخل في رحابه..رحاب الله مفتوحة ..إلى قيام الساعة..وهو الله.. الذي ينادي عباده من عليائه.. واللفظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم..والنداء في صحيح الإمام مسلم.. يَا عِبَادِي ..كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ .. رحاب الله مفتوحة..و الدخول فيها لأهل طهارة الصدور من أدران الدنيا..الدخول فيها لأهل صفاء القلوب ..من تفاهات الحياة ..رحاب الله مفتوحة .. مفتاحها أن نحكـّم كتاب الله في سائر أمور حياتنا.. أن نجعله الحكم في بيوتنا..وفي كل تعاملنا.. مفتاح رحاب الله..أن نسير على منهج الهدى..بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لنصل إلى الطاعة الخالصة لله
اللهم اجعلنا من عبادك الطائعين..واكتبنا عندك من المخلصين..وارزقنا رحمتك و غفرانك في الحياة الدنيا وفي يوم الدين
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : تعظيم الله
» خطبة الجمعة : مع بيوت الله 2
» خطبة الجمعة : مع بيوت الله
» خطبة الجمعة : تعظيم شعائر الله
» خطبة الجمعة : البيت الذي أسسه الله
» خطبة الجمعة : مع بيوت الله 2
» خطبة الجمعة : مع بيوت الله
» خطبة الجمعة : تعظيم شعائر الله
» خطبة الجمعة : البيت الذي أسسه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي