بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
خطبة الجمعة : التدخين
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : التدخين
التدخين
الحمد لله الذي أوجد الكائنات بقدرته..فأتقن ما صنع...و شرع الشرائع بحكمته.. فأحكم ما شرع.. نحمده سبحانه و تعالى على نعمه التي لا تعد..و نثني عليه شكرا على إحسانه الذي لا يحد.. و نشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. أباح لعباده الطيبات ..وحرم عليهم الخبائث والمضرات...و نشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبد الله و رسوله..بين الحلال..ودل المؤمنين على رحابه..و وضح الحرام وحثهم على اجتنابه..
اللهم صل عليه و على آله و صحابته.. واجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته.. واجعلنا اللهم من أتباع هديه و أهل شفاعته..
أما بعد.. إخوة الإيمان و العقيدة
من نعم الله التي لا تحصى على عبده الإنسان..أن خلقه و أوجده..وزينه و أبدعه.. وفي أجمل صورة قدره و ركبه.. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين4}.. ثم علمه الأسماء كلها..و أسجد له جميع ملائكته.. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا{البقرة34}..ثم أعد له ما يناسب استمراره و بقاءه..و جاء به إلى الأرض.. وسخر له سهولها و جبالها..ونباتها و قفارها.. وأنهارها و بحارها..وليلها و نهارها.. هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ . يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ .. وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ... وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{النمل 10-11-12}وهكذا سخر الله خلقه لمخلوقه الإنسان.. وتوّجه خليفة له..ووهبه إرادة وعقلا وعلما.. وحمّـله الأمانة.. أن يطيعه فيما أمر..كما يطيعه فيما نهى وحظر ..أمره بالسعي في الأرض، والمشي في مناكبها، والأكل من طيباتها، والإستمتاع بزينة الله التي أخرج لعباده، وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا..وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ{المائدة88} .. وأمره بحسن عبادته.. والتقرب إليه بأنواع الطاعات من صلاة وصيام ، وصدقة ، وزكاة ، وحج ، وعمرة ، ومن ذكر ، ودعاء ، وإنابة ، و من توكل ، وخوف ، ورجاء ، ومن بر ، وإحسان.. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة21}.. وأورثه حق الحياة ، وحق الكرامة ، وحق التفكير ، وحق التدين ، وحق التعبير ، وحق التعلم ، وحق التملك ، أعطاه التصرف في كل شيء.. وحمّـله المسؤولية عن كل تصرف.. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.. لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ{البقرة286}.. أباح له أن يقول ما يشاء..وأن يفعل ما يشاء..و أن يلبس ما يشاء..وأن يأكل ما يشاء و أن يشرب ما يشاء.. لكن..في حدود أمْر الله و نهيه..في حدود الطاعة...فلا يحل له قول الزور والكذب..ولا يقول إلا خيرا.. و لا يحل له فعل الحرام.. فلا يظلم ولا يعتدي ..ولا يحل له من اللباس الذهب والحرير بالنسبة للرجل..ولا يحل له أكل ما حرم الله..كالميتة و لحم الخنزير.. ولا أن يشرب ما حرم الله..كالخمر...فالمؤمن متاح له كل طيب و كل حلال.. ليعيش خليفة لله في الأرض.. و ممنوع عنه كل خبيث و كل حرام.. ليجازى بطاعته في الدنيا بحياة طيبة..و في الأخرى بنجاة من عذاب النار..و بفوز بنعيم الجنة.. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ.. فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ..{النمل97} من أجل ذلك أرسل الله الرسل عليهم السلام..ولنفس الغاية..أرسل الله رسوله بالهدى و دين الحق.. قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُور..ٌوالنور هو محمد صلى الله عليه وسلم..قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُور.وَكِتَابٌ مُبِينٌ .. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ..وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ{المائدة 15-16} ..جاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم..لينير درب الإنسان في كل مكان..وفي كل زمان.. و ينير درب هذه الأمة..و يوضح الطريق إلى الله..جل في علاه.. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ.. يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ.. وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ.{الأعراف157}..فكل طيب في نظر الإسلام حلال..و كل خبيث في شرعنا حرام.. فمن قواعد الإسلام العامة.. في المأكل والمشرب.. أن الله أحل لعباده الطيبات التي تعود عليهم بالنفع، وحرم عليهم ما خبث طعمًا أو شربا أو رائحة ، ومن هنا.. تعالوا معشر المؤمنين و المؤمنات.. نفتح باب المضرات.. لتستقبلنا على عتبته السيجارة.. تعالوا نبحث في أمر التدخين..علنا نجد فيه ما ينفع.. علنا نجد فيه ما يفيد.. أنا لا أقول لك التدخين حرام..ولكن أقول لك أن المُضر حرام..كل شيء فيه ضرر للبدن أو للروح لا يقره الدين.. والضرورات في الإسلام خمس.. وهي متواترة في كل الرسالات.. حفظ الدين.. و حفظ النفس.. وحفظ العقل.. وحفظ العرض..وحفظ المال..فإذا حافظ المؤمن على الدين كما أمر الله..جاء الحفظ على النفس.. وما تحمل من عقل وعرض ومال.. فالنفس أيها الإنسان.. والبدن عهدة من الله عندك..و الروح أمانة من الخالق عند المخلوق.. فكما حرم الله قتل النفس من غير حق ..فقال جل و علا وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا{النساء93}.. كذلك حرم الله القتل البطيء..فقال جل جلاله.. وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{النساء29}..كما قال عز و جل .وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.{البقرة195} .خلق الله لرئتيك هواء نظيفا طاهرا نقيا.. فإذا ملأت رئتيك بالدخان.. فماذا تقول لربك غدا؟.. يقول لك أنا خلقتهما للهواء النقي..فلماذا تفسدهما ؟.. خلقت لك قلبا سليما .. يضخ دماء زكية.. فلماذا ترهقه؟ .. لماذا تصلبت الشرايين؟ ..لماذا ارتفع الضغط ؟..لماذا حل السكري ؟.. لماذا هذه الأمراض القاتلة والمخيفة ؟..لماذا يهرب الإنسان في زماننا من النافع..ليلتجئ إلى الضار..وربنا وخالقنا.. تبارك و تعالى ..يحذرنا بقوله جل وعلا.. وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ{النساء2}..و يأمرنا أمرا جازما.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ .{البقرة 172}..فالمؤمن لا يتناول إلا الطيب..يقول حبيبنا صلى الله عليه و سلم.. والحديث من صحيح مسلم.. إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا،والله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا. {المؤمنون51}.فمضار التدخين لم تعد خافية على أحد..وديننا الحنيف ..شرْعٌ، أقامه الله لسلامة الإنسان.. ليعيش المؤمن عيشة سعيدة..ويحي حياة رغيدة.. أبو الطيب الطبري .. رحمه الله..شيخ الشافعية.. كان ثقة ديّنا ..وكان قاضيا ورعا.. عالما بأصول الفقه وفروعه.. حسن الخلق.. سليم الصدر..مواظبا على تعليم العلم ليلا ونهارا..وقد تجاوز من العمر المائة سنة ..وهو صحيح البدن و الأعضاء ..سليم العقل والفهم .. يفتي ويشتغل.. ركب البحر مع تلاميذه في سفر..فلما بلغت السفينة إلى الساحل.. خرج منها..وقفز قفزة لا يستطيعها الشباب.. فقيل له ما هذا يا أبا الطيب.. فقال هذه أعضاء حفظناها عن المعاصي في الصغر.. فحفظها الله علينا في الكبر..فطاعة الله فيما أمر..واتباع هدي حبيبنا صلى الله عليه وسلم فيما أوضح و بيّـن..و الاستقامة على هذا الدين.. هي أسس نجاتنا من آفات الدنيا..في هذه الدنيا..و طريق فوزنا من أهوال الآخرة.. يوم يقوم الأشهاد.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام في كل حال وحين ، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين .اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك..
أقول قولي هذا ...وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم ..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم \
الحمد لله الذي أوجد الكائنات بقدرته..فأتقن ما صنع...و شرع الشرائع بحكمته.. فأحكم ما شرع.. نحمده سبحانه و تعالى على نعمه التي لا تعد..و نثني عليه شكرا على إحسانه الذي لا يحد.. و نشهد أن لا إله إلا الله..وحده لا شريك له.. أباح لعباده الطيبات ..وحرم عليهم الخبائث والمضرات...و نشهد أن سيدنا و حبيب قلوبنا محمدا عبد الله و رسوله..بين الحلال..ودل المؤمنين على رحابه..و وضح الحرام وحثهم على اجتنابه..
اللهم صل عليه و على آله و صحابته.. واجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته.. واجعلنا اللهم من أتباع هديه و أهل شفاعته..
أما بعد.. إخوة الإيمان و العقيدة
من نعم الله التي لا تحصى على عبده الإنسان..أن خلقه و أوجده..وزينه و أبدعه.. وفي أجمل صورة قدره و ركبه.. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين4}.. ثم علمه الأسماء كلها..و أسجد له جميع ملائكته.. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا{البقرة34}..ثم أعد له ما يناسب استمراره و بقاءه..و جاء به إلى الأرض.. وسخر له سهولها و جبالها..ونباتها و قفارها.. وأنهارها و بحارها..وليلها و نهارها.. هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ . يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ .. وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ... وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{النمل 10-11-12}وهكذا سخر الله خلقه لمخلوقه الإنسان.. وتوّجه خليفة له..ووهبه إرادة وعقلا وعلما.. وحمّـله الأمانة.. أن يطيعه فيما أمر..كما يطيعه فيما نهى وحظر ..أمره بالسعي في الأرض، والمشي في مناكبها، والأكل من طيباتها، والإستمتاع بزينة الله التي أخرج لعباده، وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا..وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ{المائدة88} .. وأمره بحسن عبادته.. والتقرب إليه بأنواع الطاعات من صلاة وصيام ، وصدقة ، وزكاة ، وحج ، وعمرة ، ومن ذكر ، ودعاء ، وإنابة ، و من توكل ، وخوف ، ورجاء ، ومن بر ، وإحسان.. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة21}.. وأورثه حق الحياة ، وحق الكرامة ، وحق التفكير ، وحق التدين ، وحق التعبير ، وحق التعلم ، وحق التملك ، أعطاه التصرف في كل شيء.. وحمّـله المسؤولية عن كل تصرف.. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.. لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ{البقرة286}.. أباح له أن يقول ما يشاء..وأن يفعل ما يشاء..و أن يلبس ما يشاء..وأن يأكل ما يشاء و أن يشرب ما يشاء.. لكن..في حدود أمْر الله و نهيه..في حدود الطاعة...فلا يحل له قول الزور والكذب..ولا يقول إلا خيرا.. و لا يحل له فعل الحرام.. فلا يظلم ولا يعتدي ..ولا يحل له من اللباس الذهب والحرير بالنسبة للرجل..ولا يحل له أكل ما حرم الله..كالميتة و لحم الخنزير.. ولا أن يشرب ما حرم الله..كالخمر...فالمؤمن متاح له كل طيب و كل حلال.. ليعيش خليفة لله في الأرض.. و ممنوع عنه كل خبيث و كل حرام.. ليجازى بطاعته في الدنيا بحياة طيبة..و في الأخرى بنجاة من عذاب النار..و بفوز بنعيم الجنة.. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ.. فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ..{النمل97} من أجل ذلك أرسل الله الرسل عليهم السلام..ولنفس الغاية..أرسل الله رسوله بالهدى و دين الحق.. قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُور..ٌوالنور هو محمد صلى الله عليه وسلم..قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُور.وَكِتَابٌ مُبِينٌ .. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ..وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ{المائدة 15-16} ..جاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم..لينير درب الإنسان في كل مكان..وفي كل زمان.. و ينير درب هذه الأمة..و يوضح الطريق إلى الله..جل في علاه.. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ.. يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ.. وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ.{الأعراف157}..فكل طيب في نظر الإسلام حلال..و كل خبيث في شرعنا حرام.. فمن قواعد الإسلام العامة.. في المأكل والمشرب.. أن الله أحل لعباده الطيبات التي تعود عليهم بالنفع، وحرم عليهم ما خبث طعمًا أو شربا أو رائحة ، ومن هنا.. تعالوا معشر المؤمنين و المؤمنات.. نفتح باب المضرات.. لتستقبلنا على عتبته السيجارة.. تعالوا نبحث في أمر التدخين..علنا نجد فيه ما ينفع.. علنا نجد فيه ما يفيد.. أنا لا أقول لك التدخين حرام..ولكن أقول لك أن المُضر حرام..كل شيء فيه ضرر للبدن أو للروح لا يقره الدين.. والضرورات في الإسلام خمس.. وهي متواترة في كل الرسالات.. حفظ الدين.. و حفظ النفس.. وحفظ العقل.. وحفظ العرض..وحفظ المال..فإذا حافظ المؤمن على الدين كما أمر الله..جاء الحفظ على النفس.. وما تحمل من عقل وعرض ومال.. فالنفس أيها الإنسان.. والبدن عهدة من الله عندك..و الروح أمانة من الخالق عند المخلوق.. فكما حرم الله قتل النفس من غير حق ..فقال جل و علا وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا{النساء93}.. كذلك حرم الله القتل البطيء..فقال جل جلاله.. وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{النساء29}..كما قال عز و جل .وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.{البقرة195} .خلق الله لرئتيك هواء نظيفا طاهرا نقيا.. فإذا ملأت رئتيك بالدخان.. فماذا تقول لربك غدا؟.. يقول لك أنا خلقتهما للهواء النقي..فلماذا تفسدهما ؟.. خلقت لك قلبا سليما .. يضخ دماء زكية.. فلماذا ترهقه؟ .. لماذا تصلبت الشرايين؟ ..لماذا ارتفع الضغط ؟..لماذا حل السكري ؟.. لماذا هذه الأمراض القاتلة والمخيفة ؟..لماذا يهرب الإنسان في زماننا من النافع..ليلتجئ إلى الضار..وربنا وخالقنا.. تبارك و تعالى ..يحذرنا بقوله جل وعلا.. وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ{النساء2}..و يأمرنا أمرا جازما.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ .{البقرة 172}..فالمؤمن لا يتناول إلا الطيب..يقول حبيبنا صلى الله عليه و سلم.. والحديث من صحيح مسلم.. إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا،والله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا. {المؤمنون51}.فمضار التدخين لم تعد خافية على أحد..وديننا الحنيف ..شرْعٌ، أقامه الله لسلامة الإنسان.. ليعيش المؤمن عيشة سعيدة..ويحي حياة رغيدة.. أبو الطيب الطبري .. رحمه الله..شيخ الشافعية.. كان ثقة ديّنا ..وكان قاضيا ورعا.. عالما بأصول الفقه وفروعه.. حسن الخلق.. سليم الصدر..مواظبا على تعليم العلم ليلا ونهارا..وقد تجاوز من العمر المائة سنة ..وهو صحيح البدن و الأعضاء ..سليم العقل والفهم .. يفتي ويشتغل.. ركب البحر مع تلاميذه في سفر..فلما بلغت السفينة إلى الساحل.. خرج منها..وقفز قفزة لا يستطيعها الشباب.. فقيل له ما هذا يا أبا الطيب.. فقال هذه أعضاء حفظناها عن المعاصي في الصغر.. فحفظها الله علينا في الكبر..فطاعة الله فيما أمر..واتباع هدي حبيبنا صلى الله عليه وسلم فيما أوضح و بيّـن..و الاستقامة على هذا الدين.. هي أسس نجاتنا من آفات الدنيا..في هذه الدنيا..و طريق فوزنا من أهوال الآخرة.. يوم يقوم الأشهاد.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام في كل حال وحين ، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين .اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك..
أقول قولي هذا ...وأستغفر الله العظيم الكريم لي و لكم ..فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم \
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : التدخين 1
» خطبة الجمعة : العبادة
» خطبة الجمعة : من أثر الذنوب
» خطبة الجمعة : المولد
» خطبة الجمعة : بين عامين
» خطبة الجمعة : العبادة
» خطبة الجمعة : من أثر الذنوب
» خطبة الجمعة : المولد
» خطبة الجمعة : بين عامين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي