بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
خطبة الجمعة : الرقابة لله
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعة : الرقابة لله
الرقابة لله
الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض و ما بينهما و إليه المصير.. عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. بيده الأمر و التدبير..وله الحكم و التقرير.. وهو على كل شيء قدير.. وأشهد أن حبيبنا البشير..وقدوتنا الأثير..وإمامنا الكبير..وبدرنا المنير .. محمدا عبدالله و رسوله..المبعوث رحمة للعالمين..و الهادي إلى الله بالحجة و الحكمة و البرهان المبين.. اللهم صل عليه و على آله الأكرمين الأطهرين ..وعلى أصحابه الغر الميامين..و على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد ........ إخوة الإيمان و العقيدة :
خرج عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مع أصحابه في سفر.. فلما حان وقت الغداء.. جلسوا عند ظل شجرة يأكلون..فمر بهم راعي غنم.. شاب, من شباب الإسلام ..قال له ابن عمر..هلمّ إلى الطعام ..فقال الراعي..إني صائم..قال ابن عمر..أفي مثل هذا اليوم الشديد الحر..و أنت بين هذه الشعاب..وخلف هذه الغنم..قال الراعي..أعد ذلك ليوم أشد حر منه.. قال له فبعنا شاة من غنمك.. ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه، ونعطيك ثمنها .. قال الراعي ..أنا لست صاحبها..إنما هي لسيدي و مولاي.. قال ابن عمر ..قل لسيدك أن الشاة أكلها الذئب.. فقال الراعي.. إن قلت له أكلها الذئب وثق بي وصدقني..ولكن أين الله..!.. فبكى ابن عمر.. وعند عودته من سفره..سأل عن سيد الراعي فاشترى منه الراعي و الغنم..فأعتق الراعي و أعطاه الغنم..
نعم أيها المؤمنون.. تعالوا نسأل قلوبنا أين الله.. ونحن نعلم علم اليقين ..أن الله هو الذي خلقنا..و أنعم علينا بالحياة.. أين الله..و نحن نعلم أن ما بنا من نعمة فمن الله..أين الله ..و نحن نعلم أن الله أمرنا بعبادته وبخشيته و تقواه .. أين الله.. و نحن نعلم أن الله يعلم سرنا و جهرنا و ما تخفي صدورنا ..إن كانت القلوب تعلم أن الله هو الخالق ..وأن الله هو الرازق..و أن الله هو المنعم..و أن الله هو العليم..فكم من حيز يشغله الله في قلوبنا.. ما دور الإيمان في القلوب..و نحن نقرأ القرآن.. نقرأ قوله تبارك و تعالى.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا..{النساء1}.. ونقرأ قوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ..{الحديد4}..فهل جعلنا من الرقيب رقيبا..هل جعلناه حاضرا .. وهو الحاضر معنا.. وهو المطلع على نوايانا قبل أعمالنا و أقوالنا.. إن معنى المراقبة ..أن يتيقن المؤمن أن الله مطلع عليه..يراه ويسمعه..ويعرف نيته..ولذلك لما سأل جبريل عليه السلام..رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن الإحسان..قال له الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه..فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. و ما أجمل الإحسان.. إن لم تصل إلى القرب من الله.. فتراه في كل أمر..وتراه في كل تعامل..و تراه في كل حين..فلا بد أن تستحضر شعورك و إحساسك أن الله يراك..وأنه يراقب حركاتك و سكناتك..و هو الذي أمرك بالطاعة ..و هو الذي أمرك بكل خير..و نهاك عن كل شر..فاجعله أمامك في كل حين.. أراد أحد المعلمين الصالحين.. أن يربي تلاميذه على مراقبة الله.. وأن يزرع في قلوبهم رقابة الخالق..فأعطى كل واحد منهم طائرا..وقال لهم ليذبح كل واحد منكم طائره في مكان لا يراه فيه أحد..وانطلق التلاميذ..ثم عادوا وفي يد كل واحد منهم.. طائره مذبوحا .. إلا واحدا منهم..وقف بين التلاميذ وطائره حي..فقال له المعلم ..لقد ذبح كل تلميذ طائره ..وأتيت بطائرك حيا..قال له يا سيدي.. أمرتنا أن نفتش عن مكان لا يرانا فيه أحد، وما من مكان ذهبت إليه, إلا وكان الله فيه يراني .. حين ينشأ الشباب المؤمن على معية الله..حين تربى الأجيال على الشعور بمرافقة الله.. يختفي الحرام..و تتنزل البركة..و تغيب اللهفة ..و تحضر القناعة.. حين يكون الله حاضرا في قلبي الأبوين..تسعد الأسرة..و يلتمّ شملها.. ويصلح الله أمرها..دنيا و أخرى..حتى في الجنة..الوالد الصالح و الأم التقية..حين يرفعهما الله الدرجة العلية من الجنة ..ويستقر الأبناء في درجة دون درجة الآباء.. يرفع الله الأبناء ليجمعهم مع آبائهم في جنات النعيم.. لتأنس الأم.. ويفرح الأب.. وهما في الجنة ..يقول الله عز وجل.. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتبَعَتهُمْ ذريَّتهُمْ بِإِيمَانٍ.. أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذريَّتهُمْ وَمَا أَلَتناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ..{الطور 2}.. جاء في السلسلة الصحيحة قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِى الْعَمَلِ.. حين يكون الله حاضرا في قلب المؤمن ..تستقيم الجوارح..فلا يسمع إلا حلالا..و لا ينظر إلا حلالا..و لا يمس إلا حلالا..سمح في بيعه.. سمح في شرائه..طيب في تعامله..صادق في كلامه..يغمر مَن حوله بخيره..فإذا اتسم المجتمع نساء و رجالا..كبارا و صغارا بهذه العقيدة..أن الله مع الجميع .. وأن الله يرى الجميع.. وأنه يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.. مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ .. وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ.. إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا .. ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ..{المجادلة7}..وأن الله يعلم السر و أخفى.. ويعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور..وهو الذي بيّـن للجميع كل شيء.. فصّـله تفصيلا.. عندها.. لا يبقى الغافل في غفلته.. و لا يعيش الجاهل في جهله.. قال تبارك و تعالى.. وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ..{البقرة235} فإياك يا ابن آدم..أن تنسى تحذير الله..إياك يا مؤمن أن تغفل عن معية الله.. إذا أيقن الجميع بمعية الله.. اطمأنت القلوب ..و سعدت الأنفس ..و تفتحت الحياة..و تنزلت الرحمات..و فرحت الأرض و السماوات.. ومع هذه المعية الربانية.. و من رحمته بنا .. فقد أرسل الله معنا شهودا.. من ملائكته الكرام..هم لنا وعلينا.. يكتبون حسناتنا.. يجمعون أعمالنا الصالحة..و كذلك يكتبون سيئاتنا.. وهم لا يفارقوننا.. لا بليل و لا في نهار..وأعلمنا الله بذلك.. فقال عز وجل.. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ..{الإنفطار10-12}.. وقد أعطاهم الله الحضور الدائم ..و منحهم من علمه بنوايا الإنسان علما.. جاء في الحديث المتفق عليه.. و المتن من صحيح الإمام البخاري ..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.. يقول الله عز وجل..- يقول للملائكة - إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة ..ً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها.. فإن عملها فاكتبوها بمثلها.. وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ً.. وإذا أراد أن يعمل حسنة.. فلم يعملها.. فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
وأن ما يكتبه الكرام الكاتبون.. سيجده الإنسان أمامه يوم القيامة.. يقول ربنا و خالقنا جل جلاله وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً..{الإسراء 13-14}..يوم القيامة .. يوم الحسرة و الندامة..على من غفل في دنياه عن أمر الله..يوم يقول أهل المعصية يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.{الكهف 49} ..فاحذر أيها المؤمن..احذر الله.. و عش في رحابه ..و بمعيته..اجعل الله تجاهك ..اجعله معك في كل حين..لا تغفل عن الله
الربيع بن خيثم رحمه الله..و هو تابعي ورع.. و التابعي هو من عاش مع الصحابة ولم ير النبيء صلى الله عليه و سلم..الربيع بن خثيم قال له الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : يا ربيع ..والله لو رآك الرسول صلى الله عليه وسلم لأحبك..كان رحمه الله ..من شدة ورعه..حفر تحت سريره حفرة.. ؛ فإذا وجد في قلبه قسوةً..أوفي نفسه لهوة.. أو في حضوره مع الله غفلة.. نزل في تلك الحفرة ؛ وكان يمثـّل نفسه أنه قد مات... وندم على ما فات.. وسأل الله الرجعة ..فكان يقول وهو ممدد في الحفرة : رب ارجعون.. لعلي اعملُ صالحاً فيما تركت..{المؤمنون99-100}.. فيبقى يردد الآية وهو يبكي.. و يرددها وهو يبكي .. ثم يقوم.. فيقول لنفسه..ها قد رجعت يا ربيع..ها أنت في الدنيا يا ربيع.. فاغتنم أيام عمرك يا ربيع.. وإياك أن تنس الله.. وكن دائم الصلة بالله..فلا يرى بعد ذلك إلا خاشعا..حاني الرأس من خشية الله..
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك ..
أقول قولي هذا..و أستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض و ما بينهما و إليه المصير.. عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير.. أشهد أن لا إله إلا الله.. وحده لا شريك له.. بيده الأمر و التدبير..وله الحكم و التقرير.. وهو على كل شيء قدير.. وأشهد أن حبيبنا البشير..وقدوتنا الأثير..وإمامنا الكبير..وبدرنا المنير .. محمدا عبدالله و رسوله..المبعوث رحمة للعالمين..و الهادي إلى الله بالحجة و الحكمة و البرهان المبين.. اللهم صل عليه و على آله الأكرمين الأطهرين ..وعلى أصحابه الغر الميامين..و على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد ........ إخوة الإيمان و العقيدة :
خرج عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مع أصحابه في سفر.. فلما حان وقت الغداء.. جلسوا عند ظل شجرة يأكلون..فمر بهم راعي غنم.. شاب, من شباب الإسلام ..قال له ابن عمر..هلمّ إلى الطعام ..فقال الراعي..إني صائم..قال ابن عمر..أفي مثل هذا اليوم الشديد الحر..و أنت بين هذه الشعاب..وخلف هذه الغنم..قال الراعي..أعد ذلك ليوم أشد حر منه.. قال له فبعنا شاة من غنمك.. ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه، ونعطيك ثمنها .. قال الراعي ..أنا لست صاحبها..إنما هي لسيدي و مولاي.. قال ابن عمر ..قل لسيدك أن الشاة أكلها الذئب.. فقال الراعي.. إن قلت له أكلها الذئب وثق بي وصدقني..ولكن أين الله..!.. فبكى ابن عمر.. وعند عودته من سفره..سأل عن سيد الراعي فاشترى منه الراعي و الغنم..فأعتق الراعي و أعطاه الغنم..
نعم أيها المؤمنون.. تعالوا نسأل قلوبنا أين الله.. ونحن نعلم علم اليقين ..أن الله هو الذي خلقنا..و أنعم علينا بالحياة.. أين الله..و نحن نعلم أن ما بنا من نعمة فمن الله..أين الله ..و نحن نعلم أن الله أمرنا بعبادته وبخشيته و تقواه .. أين الله.. و نحن نعلم أن الله يعلم سرنا و جهرنا و ما تخفي صدورنا ..إن كانت القلوب تعلم أن الله هو الخالق ..وأن الله هو الرازق..و أن الله هو المنعم..و أن الله هو العليم..فكم من حيز يشغله الله في قلوبنا.. ما دور الإيمان في القلوب..و نحن نقرأ القرآن.. نقرأ قوله تبارك و تعالى.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا..{النساء1}.. ونقرأ قوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ..{الحديد4}..فهل جعلنا من الرقيب رقيبا..هل جعلناه حاضرا .. وهو الحاضر معنا.. وهو المطلع على نوايانا قبل أعمالنا و أقوالنا.. إن معنى المراقبة ..أن يتيقن المؤمن أن الله مطلع عليه..يراه ويسمعه..ويعرف نيته..ولذلك لما سأل جبريل عليه السلام..رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن الإحسان..قال له الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه..فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. و ما أجمل الإحسان.. إن لم تصل إلى القرب من الله.. فتراه في كل أمر..وتراه في كل تعامل..و تراه في كل حين..فلا بد أن تستحضر شعورك و إحساسك أن الله يراك..وأنه يراقب حركاتك و سكناتك..و هو الذي أمرك بالطاعة ..و هو الذي أمرك بكل خير..و نهاك عن كل شر..فاجعله أمامك في كل حين.. أراد أحد المعلمين الصالحين.. أن يربي تلاميذه على مراقبة الله.. وأن يزرع في قلوبهم رقابة الخالق..فأعطى كل واحد منهم طائرا..وقال لهم ليذبح كل واحد منكم طائره في مكان لا يراه فيه أحد..وانطلق التلاميذ..ثم عادوا وفي يد كل واحد منهم.. طائره مذبوحا .. إلا واحدا منهم..وقف بين التلاميذ وطائره حي..فقال له المعلم ..لقد ذبح كل تلميذ طائره ..وأتيت بطائرك حيا..قال له يا سيدي.. أمرتنا أن نفتش عن مكان لا يرانا فيه أحد، وما من مكان ذهبت إليه, إلا وكان الله فيه يراني .. حين ينشأ الشباب المؤمن على معية الله..حين تربى الأجيال على الشعور بمرافقة الله.. يختفي الحرام..و تتنزل البركة..و تغيب اللهفة ..و تحضر القناعة.. حين يكون الله حاضرا في قلبي الأبوين..تسعد الأسرة..و يلتمّ شملها.. ويصلح الله أمرها..دنيا و أخرى..حتى في الجنة..الوالد الصالح و الأم التقية..حين يرفعهما الله الدرجة العلية من الجنة ..ويستقر الأبناء في درجة دون درجة الآباء.. يرفع الله الأبناء ليجمعهم مع آبائهم في جنات النعيم.. لتأنس الأم.. ويفرح الأب.. وهما في الجنة ..يقول الله عز وجل.. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتبَعَتهُمْ ذريَّتهُمْ بِإِيمَانٍ.. أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذريَّتهُمْ وَمَا أَلَتناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ..{الطور 2}.. جاء في السلسلة الصحيحة قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِى الْعَمَلِ.. حين يكون الله حاضرا في قلب المؤمن ..تستقيم الجوارح..فلا يسمع إلا حلالا..و لا ينظر إلا حلالا..و لا يمس إلا حلالا..سمح في بيعه.. سمح في شرائه..طيب في تعامله..صادق في كلامه..يغمر مَن حوله بخيره..فإذا اتسم المجتمع نساء و رجالا..كبارا و صغارا بهذه العقيدة..أن الله مع الجميع .. وأن الله يرى الجميع.. وأنه يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.. مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ .. وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ.. إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا .. ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ..{المجادلة7}..وأن الله يعلم السر و أخفى.. ويعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور..وهو الذي بيّـن للجميع كل شيء.. فصّـله تفصيلا.. عندها.. لا يبقى الغافل في غفلته.. و لا يعيش الجاهل في جهله.. قال تبارك و تعالى.. وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ..{البقرة235} فإياك يا ابن آدم..أن تنسى تحذير الله..إياك يا مؤمن أن تغفل عن معية الله.. إذا أيقن الجميع بمعية الله.. اطمأنت القلوب ..و سعدت الأنفس ..و تفتحت الحياة..و تنزلت الرحمات..و فرحت الأرض و السماوات.. ومع هذه المعية الربانية.. و من رحمته بنا .. فقد أرسل الله معنا شهودا.. من ملائكته الكرام..هم لنا وعلينا.. يكتبون حسناتنا.. يجمعون أعمالنا الصالحة..و كذلك يكتبون سيئاتنا.. وهم لا يفارقوننا.. لا بليل و لا في نهار..وأعلمنا الله بذلك.. فقال عز وجل.. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ..{الإنفطار10-12}.. وقد أعطاهم الله الحضور الدائم ..و منحهم من علمه بنوايا الإنسان علما.. جاء في الحديث المتفق عليه.. و المتن من صحيح الإمام البخاري ..أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.. يقول الله عز وجل..- يقول للملائكة - إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة ..ً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها.. فإن عملها فاكتبوها بمثلها.. وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة ً.. وإذا أراد أن يعمل حسنة.. فلم يعملها.. فاكتبوها له حسنة فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
وأن ما يكتبه الكرام الكاتبون.. سيجده الإنسان أمامه يوم القيامة.. يقول ربنا و خالقنا جل جلاله وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً..{الإسراء 13-14}..يوم القيامة .. يوم الحسرة و الندامة..على من غفل في دنياه عن أمر الله..يوم يقول أهل المعصية يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.{الكهف 49} ..فاحذر أيها المؤمن..احذر الله.. و عش في رحابه ..و بمعيته..اجعل الله تجاهك ..اجعله معك في كل حين..لا تغفل عن الله
الربيع بن خيثم رحمه الله..و هو تابعي ورع.. و التابعي هو من عاش مع الصحابة ولم ير النبيء صلى الله عليه و سلم..الربيع بن خثيم قال له الصحابي عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : يا ربيع ..والله لو رآك الرسول صلى الله عليه وسلم لأحبك..كان رحمه الله ..من شدة ورعه..حفر تحت سريره حفرة.. ؛ فإذا وجد في قلبه قسوةً..أوفي نفسه لهوة.. أو في حضوره مع الله غفلة.. نزل في تلك الحفرة ؛ وكان يمثـّل نفسه أنه قد مات... وندم على ما فات.. وسأل الله الرجعة ..فكان يقول وهو ممدد في الحفرة : رب ارجعون.. لعلي اعملُ صالحاً فيما تركت..{المؤمنون99-100}.. فيبقى يردد الآية وهو يبكي.. و يرددها وهو يبكي .. ثم يقوم.. فيقول لنفسه..ها قد رجعت يا ربيع..ها أنت في الدنيا يا ربيع.. فاغتنم أيام عمرك يا ربيع.. وإياك أن تنس الله.. وكن دائم الصلة بالله..فلا يرى بعد ذلك إلا خاشعا..حاني الرأس من خشية الله..
اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، ومتعنا برؤياك، واجمعنا مع نبيك ومصطفاك ..
أقول قولي هذا..و أستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم \
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعة : الحيــاء
» خطبة الجمعة : أدب الإستئذان
» خطبة الجمعة : العمل
» خطبة الجمعة : مع الذاكرين
» خطبة الجمعة : المعروف
» خطبة الجمعة : أدب الإستئذان
» خطبة الجمعة : العمل
» خطبة الجمعة : مع الذاكرين
» خطبة الجمعة : المعروف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 16 فبراير 2023, 7:03 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـقـصــر في الصـلاة
الخميس 16 فبراير 2023, 6:49 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» المـولــد 22
الخميس 16 فبراير 2023, 6:13 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـتـوكــل
الخميس 16 فبراير 2023, 6:12 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» عـزيـــر
الخميس 16 فبراير 2023, 6:01 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» آيـة الكرسـي
الخميس 16 فبراير 2023, 5:59 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الـغـفـلــة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:57 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» التـوبـة
الخميس 16 فبراير 2023, 5:55 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي
» الاعـجــاز الـعـلـمــي
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 12:26 pm من طرف عبدالله المؤدب البدروشي