كتابي : خطب المؤدب

بسم الله الرحمن الرحيم
عن شركة نور للطباعة .. أصدرت في شهر أفريل من سنة 2011 كتابي : خطب المؤدب
صدر هذاالكتاب في طبعة أنيقة.. يتصدره في الصفحة الأولى .. قول الله جل جلاله : رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
..ثم يليه : دليل .. وهو يحتوي على قائمة الخطب التي تبدأ بخطبة بداية العام ..تليها 49 خطبة تتناول أهم المواضيع
التي يحتاج إليها الإمام الخطيب خلال سنة كاملة ..تختم هذه الخطب بخطبة نهاية العام ..
وقبل ذلك ..و بعد دليل.. تطل على القارئ فاتحة الكتاب .. التي يشرفني أن أقدمها لأحبابي قراء المنتدى :

فـاتـحــة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاتي وسلامي..ومودتي واحترامي
إلى الحبيب المصطفى والرسول المجتبى والقدوة والمقتدى
محمد
صلى الله عليه وسلم

إخوتي الأئـمة الخطباء.. أولا :
وأحبتي قرائي الأعزاء.. ثانيا :
السلام عليكم و رحمة الله
أخوتي الخطباء ..
الإمامة أمانة.. كتبها الله علينا..وشرفنا بها.. فهي مسؤولية أمام الله..جل في علاه.. يسألنا الله عن إخلاصنا فيها.. هل بذلنا فيها وقتنا وعلمنا... واجتهادنا في جمع ما تقتضيه من شواهد ونصوص..هل قدمناها نصحا للعباد.. وبلغناها تذكرة ليوم المعاد .. هل فتحنا بها بصائر الناس .. على هذا الدين القيم .. وكشفنا لهم عن خبايا كنوزه وخفايا درره .. أرجو أن نقدم لخالقنا ما يعزز صدقنا و إخلاصنا خدمة لشرعه الحنيف .. وأن ننال رضوانه ومغفرته...ونفوز بمساكن طيبة بين رياض فراديس جنته..
والإمام يا أحبتي.. هو القدوة والأسوة .. هو المثال في الخلُق ..والمثل في الإنابة إلى الله .. فهو أصبر الناس...وأطيب الناس ...وألطف الناس.. يعيش تحت هالة من الضياء .. تنشر عبر أشعتها كل تصرف يصدر عنه .. يبلغ في لحظات إلى كل الناس.. وهم يريدوننا كما يتخيلوننا في عصمة عن الأخطاء.. وعلينا أن نحقق لهم نصيبا مما يخالج صدورهم .. فنحن الآباء.. ونحن الإخوة الرحماء.. يبثون إلينا مشاغلهم وأشجانهم .. ويطلعوننا على مسائلهم وأسرارهم.. ويستفتوننا في أمور دينهم ودنياهم.. فيحملون رأينا.. ويعملون بنصحنا.. فعلينا أن نسمع منهم.. فنرشدهم.. ثم ندفن ما سمعنا في غياهب ذاكرتنا..أونطويه في فلوات نسياننا.. لأننا خزينة أسرارهم.. ومجمع ثقتهم واحترامهم .. فواجبنا أن نكون لهم المنارة.. نعلم أين نجلس.. و نعرف كيف نلبس..لأننا الأمناء على هذا الدين .. والناطقون بفضائل خاتم النبيئين .. والواقفون على منبر سيد المرسلين .. حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وكل ذلك شرف ، زان الله به حياتنا.. فبوأنا به مكانتنا بين عباده ..وادخر لنا ثواب ما نقدمه ليوم.. طالما حدثناهم عن أهواله وأتعابه..
وكتابي الذي بين أيديكم ..هو بعض من خطبي.. قد تعينكم على أداء أمانة التبليغ .. أردت من خلالها تبليغ ما بلغت .. إلى المبلغين.. كي يبلغوا..عبر الزمان في كل زمان .. وعبر المكان في كل مكان .. حيث تتفتح العبرة .. وتزهر النصيحة..و تثمر الموعظة .
أما أنتم يا قرائي الأعزاء..
فالكلمة أمانة.. يؤسسها الصدق الصادق..والإخلاص المخلص.. لتخرج من عمق قائلها فتستقر في أعماق سامعيها.. و الوقوف على المنبر .. ليس بالأمر الهين .. فالمنبر منبر الحبيب.. صلى الله عليه وسلم.. و المقام مهيب.. يستوجب الكلمة الحاذقة .. الجامعة بين الحكمة والموعظة والنصيحة ..كي تتسرب من حنايا الآذان..إلى خبايا القلوب.. ولا يتم ذلك .. إلا إذا تعانق القول مع فعل القائل.. و ترافق المسموع مع قناعة السامع..
وكتابي هذا.. جمعت فيه بعض خطبي.. التي حرص بعضكم من أجل سماعها بالجامع الكبير.. وانتظرها الكثير منكم عبر وسائل الإتصال.. ليعبر بعد قراءتها أو سماعها.. عن بلوغها لهدفها.. وغايتي في الحالتين.. أن أفتح لكم كوة في صميم الزمان والمكان.. ليتجلى من خلالها ديننا العظيم .بصفائه ونقائه .. بمبادئه السمحاء..لنعيش به أخوة متحابين..في حياة مقدورة بالعزة ..و لنضمن به عودة سليمة موفقة إلى خالقنا العظيم..
أيها الأحبة الأعزاء.. من خطباء و قراء ..
أرجو لكم طيب القول و صالح العمل ..و عاطر الوقت وعابق الأمل \


.. مع فائق تقديري

عبدالله المؤدب البدروشي